راقصة باليه إماراتية حوّلت الانتقادات إلى دافع للنجاح
علياء النيادي: الباليه غيّر حياتي
كشفت علياء النيادي، أول راقصة باليه إماراتية، أن فكرة الاعتزال ليست بعيدة عن تفكيرها، مشيرة إلى أنها واجهت كثيراً من الصعوبات والانتقادات، إلا أنها تمكنت من تجاوزها ومواصلة مسيرتها، معتبرة أن رقص الباليه كان له أثره في مختلف أوجه حياتها، مضيفة أن «قطاع الفنون التمثيلية يشهد تطوراً كبيراً في الإمارات».
وقالت النيادي في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «إن الباليه ترك أثره في كلّ حياتها وغيرها بمختلف جوانبها، لكنه في الوقت نفسه ساعدها في التعرّف إلى نفسها بشكل أفضل، ومعرفة ما يلائم صحتها وما يضر بها». معتبرة أن الحفاظ على لياقتها يمثل تحدياً صعباً تواجهه، نظراً إلى بدايتها في سن مبكرة، ولم تكن وقتها تركز على أصناف الغذاء التي تتناولها، أو عيش نمط حياة صحي، ولكن بعد تقدّم مسيرتها، كان عليها الانضباط والالتزام والتركيز على هدفها لتصبح راقصة باليه محترفة.
الاعتزال وارد
رغم ما تحرزه من تقدم على الصعيد المهني في الفترة الأخيرة، فإن فكرة الاعتزال ليست بعيدة عن تفكير النيادي، بحسب ما ذكرت، موضحة: «فكرت سابقاً في الاعتزال، والتركيز على المرحلة المقبلة من حياتي الشخصية، ثم انشغلت في العمل، إلا أن هذه الفكرة تتردد على ذهني دائماً. وبالطبع فإن هذه المرحلة تختلف من راقصة إلى أخرى، ففي حين يعتزل البعض في سن الـ30، ويستمر البعض الآخر لعمر الـ40 أو الـ50، وهو أمر يستحق الثناء، نظراً لأن رقص الباليه يمثل تحدياً بدنياً فريداً من نوعه، وليس من السهل على أي شخص تحمله، وبرأيي، فإن الراقصات اللاتي يتابعن الرقص حتى هذه السن هن بطلات حقيقيات».
تحديات
النيادي التي بدأت الرقص منذ طفولتها في مركز تدريب الباليه الذي تمتلكه والدتها، وهي راقصة بالية معتزلة، تابعت قائلة: «إن مشوارها في عالم الباليه لم يخلُ من الصعوبات والتحديات، من أبرزها الانتقادات الاجتماعية، إلا أنها تمكنت من تجاوزها وتحويل النقد الذي تلقته إلى وسيلة لتعزيز ثقتها بنفسها وقدرتها على التعامل مع الضغوط، وركزت على تسليط الضوء على بهاء عروض الباليه وقدرته على الجمع بين الناس من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية، لتقديم لوحات رائعة عنوانها الانسجام. كما كانت هناك صعوبات من نوع آخر، مثل اضطرارها في بعض الأحيان إلى التدريب حتى ساعات متأخرة، إلى جانب التحديات المرتبطة بالسفر خارج الدولة للمشاركة في المهرجانات أو المنافسات العالمية».
وأضافت: «بالطبع واجهت تحديات كبيرة في البداية، خصوصاً كوني دخلت تحت دائرة الضوء الإعلامية في سن مبكرة، حين لم أتجاوز العاشرة من عمري. وفي تلك المرحلة، كان الجميع يشجعني كوني طفلة صغيرة، إلى أن بلغت الـ14، حيث بدأ الجميع بالتشكيك بجدوى ما أقدمه، والتساؤل عن قيمة هذه الرسالة بالنسبة للمرأة العربية والإماراتية خصوصاً. إلا أنني تمسّكت بعشقي لرقص الباليه، والتأكيد أن هذا العشق لا يهدف إلى إثارة حساسيات أي شخص».
وتابعت النيادي: «دائماً ما أكدت للجميع أن تعلّقي برقص الباليه هو نتيجة عشقي لرسالته وأزيائه وموسيقاه، ولما يتيحه لي من فرصة للتعبير عن وجداني ومشاعري، وشجعني على الاستمرار الدعم الكبير الذي لقيته من العائلة والأصدقاء، الذين وقفوا إلى جانبي في الأوقات الصعبة».
كما اعتبرت مشاركتها في عرض مع فرقة مسرح دونيتسك الأوكرانية، من أجمل لحظات حياتها، مشيرة إلى أنها كانت محظوظة بالوقوف إلى جانب العديد من الفنانين المعروفين، مثل إيفان فاسيلييف.
باليه بالعربي
النيادي، التي تعمل منسقة لبرامج الفنون التمثيلية في أبوظبي والعين لدى دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، اعتبرت أن تقديم عرض باليه بتصميم وإنتاج عربي أمر غير مستبعد، ففنون الأداء والرقص ليست حكراً على شعب واحد أو دولة واحدة، موضحة أن «قطاع الفنون التمثيلية يشهد تطوراً كبيراً في دولة الإمارات، وأن الجمهور في الإمارات لديه اهتمام كبير بعروض الباليه، خصوصاً تلك التي تقدمها أشهر الفرق والعارضين»، مشيرة إلى أنها كأول راقصة باليه إماراتية تجد أن من واجبها تشجيع مختلف الفئات على التعرف إلى إرث الباليه العالمي، ومتابعة العروض الجديدة، سواء ذات الطابع العصري أو الكلاسيكي.
وأشارت إلى الحفاوة التي قابل بها الجمهور عرض «مودانس»، الذي تم تقديمه، أخيراً، ضمن فعاليات النسخة التاسعة من موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية، بمشاركة نجمة الباليه العالمية سفيتلانا زاخاروفا، ونجوم مسرح البولشوي، وهو أول حفل لهم في الإمارات ومنطقة الخليج، وقد تم اختيار هذا العرض، نظراً لما يتميز به من أهمية خاصة، كونه يجمع بين عالمي الموضة والباليه، إذ عمل فريق استديو شانيل الإبداعي على تصميم 80 زياً مختلفاً خصيصاً للعرض.
رسالة الباليه
أوضحت علياء النيادي أن «عملها في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، يدعم رؤيتها، ويشجعها على التعريف برسالة رقص الباليه السامية لأوسع شريحة ممكنة، من خلال استقطاب أهم النجوم الوطنيين والعالميين، والعمل معهم على ترويج هذا الفن، سواء عبر مشاركتها على خشبة المسرح، أو بالتواصل بشكل مباشر مع العارضين، والتعرّف إلى رسالتهم ورؤيتهم لرقص الباليه».
• الجمهور في الإمارات أصبح أكثر انفتاحاً على الفنون.
• رقص الباليه يمثل تحدياً بدنياً فريداً من نوعه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news