5000 مركبة وبقايا صواريخ قديمة وأقمار اصطناعية خرجت من الخدمة

حان الوقت لتنظيف الفضاء من زحام المركبات الفضائية الضالّة

صورة

منذ إطلاق الاتحاد السوفييتي أول قمر اصطناعي في تاريخ البشرية، «سبوتنيك» في عام 1957، أصبحت المدارات الفضائية حول الأرض مرتعاً لأكثر من 5000 مركبة فضاء تدور في المدار. ورغم النمو الكبير في حركة الملاحة الفضائية، تم توثيق حادث تصادم واحد بين قمرين اصطناعيين، قمر اتصالات تابع لشركة «إريديوم» مع قمر تجسس روسي معطل طراز«كوزموس»، ووقع الحادث على ارتفاع 500 كيلومتر من الأرض، فوق منطقة سيبيريا قبل نحو 10 سنوات.

وفي الوقت الحالي، تتزايد على نحو سريع مخاطر حدوث عمليات تصادم في الفضاء.

وخلال السنوات الـ10 المقبلة، تنضم إلى الفضاء عشرات الآلاف من الأقمار الاصطناعية الجديدة، في ظل اتجاه عديد من أصحاب المليارات، مثل إيلون ماسك مؤسس شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية «تيسلا»، وجيف بيزو مؤسس شركة التجارة الإلكترونية «أمازون»، وريتشارد برانسون مؤسس مجموعة «فيرجن جروب»، نحو إقامة منشآت فضائية لاستخدامها في توفير خدمات الإنترنت. وما يزيد من خطورة الموقف كميات الحطام الهائلة المتناثرة في الفضاء، مثل بقايا صواريخ الفضاء القديمة والأقمار الاصطناعية التي خرجت من الخدمة، والأجزاء الحادة الناجمة عن تحطم قمرَي «إريديوم» و«كوزموس»، التي ستظل تدور في الهواء لعقود مقبلة، وهو ما يمثل خطراً متزايداً.

وتتعقب القوات الجوية الأميركية أكثر من 20 ألف قطعة من حطام المركبات الفضائية تدور حول الأرض، والعدد في تزايد سريع. وتقول شركات التأمين على الأقمار الاصطناعية إن احتمال حدوث تصادم بين الأقمار ارتفع من واحد في المليون إلى واحد بين كل 10 آلاف خلال العقدين الماضيين.

وليست هناك قواعد واضحة لتنظيم الفضاء الخارجي، ويقتصر الأمر على التزام أصحاب الأقمار الاصطناعية بوضعها في مدارات لا تؤثر في إشارات الاتصالات الخاصة بالأقمار الأخرى. وإذا حدث أي تغيير في مسار مركبة فضاء، يتم رصد الأمر بسهولة من قبل خبراء الفضاء، لكن لا توجد هيئة مركزية تتولى متابعة الحركة في المدارات الفضائية.

وأدى تزايد المخاطر التي تواجهها الأقمار الاصطناعية، إلى ازدهار نشاط التأمين على هذه الأقمار.

ويجري الجيش الأميركي اختبارات على ما يسمى بـ«السياج الفضائي»، وهو عبارة عن نظام راداري لرصد الحطام الموجود في المدارات الفضائية، وهو موجود في جزيرة «كواجالين أتول» بالمحيط الهادئ، ويستخدم أحدث التقنيات المتاحة لتعقب أكثر من 200 ألف جسم تدور في الفضاء.

وفي عام 2002، وافقت نحو 10 دول على وضع قواعد لما يعرف باسم «إنهاء الحياة»، لإلزام أصحاب الأقمار الاصطناعية بتوفير كمية احتياطية من الوقود في القمر الاصطناعي تكفي لإخراجه من مداره إلى الفضاء السحيق، أو توجيهه نحو الغلاف الجوي للأرض لكي يحترق بداخله، بما يشبه «القتل الرحيم». ومن دون استخدام هذه الوسيلة، سينتهي المطاف بوجود قمر اصطناعي أو مركبة فضاء تدور حول الأرض من دون سيطرة، كما حدث مع المركبة «إنفيسات» التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية التي خرجت عن السيطرة منذ عام 2012، لتمثل تهديداً للأقمار الاصطناعية ومركبات الفضاء لمدة 150 عاماً مقبلة على الأقل.

ومن الحلول المقترحة لحل مشكلة تراكم الحطام والأقمار الاصطناعية الضالة في الفضاء، استخدام مركبة فضاء مزودة بأذرع أو شبكات آلية أو حراب، لشد مثل هذه الأقمار الضالة خارج مداراتها، لكن الأمر ينطوي على صعوبة لأن هذه الأجسام تكون في حالة دوران غالباً، وبالتالي فإن جذبها إلى سفينة التنظيف قد يحولها إلى أجسام خارج نطاق السيطرة.

وتقول إدارة الفضاء والطيران الأميركية «ناسا» إن قطعة حطام لا يزيد حجمها على أربع بوصات تعادل عند اصطدامها بمركبة فضاء 15 رطلاً من مادة «تي.إن.تي» شديدة الانفجار، أي تكفي لتحويل مركبة الفضاء إلى آلاف الأجزاء.


10

دول وافقت على قواعد تشبه «الموت الرحيم»، تُلزم أصحاب الأقمار الاصطناعية بتوفير كمية احتياطية من الوقود في الأقمار الاصطناعية تكفيها لإحراق نفسها.

- القوات الجوية الأميركية تتعقب أكثر من 20 ألف

قطعة من حطام المركبات الفضائية تدور حول الأرض.

- شركات التأمين:

«احتمال حدوث تصادم

بين الأقمار ارتفع من

واحد في المليون

إلى واحد بين كل 10

آلاف».

تويتر