الدورة الجديدة كلياً تنطلق اليوم في قلب العاصمة

مهرجان الحصن.. الماضي والحاضر في مشهد واحد بأبوظبي

صورة

تنطلق اليوم الدورة الجديدة كلياً من مهرجان الحصن الذي تنظم فعالياته عبر مختلف مكونات موقع الحصن الثقافي وسط أبوظبي، بما في ذلك قصر الحصن وبيت الحرفيين والمجمّع الثقافي والمساحات الخارجية.

ويقدم المهرجان لزوّاره فرصة الاستمتاع باحتفالات ثقافية على مدار ثمانية أيام، يتخللها برنامج يومي يضم عروضاً تغطي الفنون والتصميم والطهي وغيرها.

يضم مهرجان الحصن، الذي يستمر حتى 19 الجاري وتنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سلسلة من الفعاليات الفنية والثقافية تشمل «المتحف الحي» الذي يُقام في قصر الحصن بمشاركة مجموعة من الممثلين الذين يعيدون إحياء مشاهد الحياة اليومية لشخصيات من داخل القصر؛ إلى جانب فعالية التراث الحي التي يقدم خلالها حرفيون مقتنيات تقليدية، كما يستعرضون أساليبهم المهارية في إنتاج هذه السلع التي تشمل العطور والمنسوجات والملابس.

بينما تستضيف مسابقة الطهي الإماراتي لفيفاً من الطهاة لتقديم أطباق إماراتية تقليدية ومعاصرة. أما محال التجزئة فتسلّط الضوء على علامات إبداعية محلية وعالمية، إلى جانب تقديم عروض موسيقية متنوعة بين الكلاسيكية والجاز والفولكلور.

ويشهد المجمّع الثقافي انطلاق الفنون الأدائية اليوم، بحفل لفرقة الروك الأردنية «جدل» عقب الافتتاح الرسمي للمهرجان.

قصة التحولات

قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، إن «مهرجان الحصن يشكل إضافة نوعية للأجندة الثقافية السنوية في أبوظبي، إذ يعكس قصة التحولات الاستثنائية التي مرت بها الإمارة بين ماضيها العريق وحاضرها المزدهر، بما في ذلك قصص الإرادة الصلبة لأهل أبوظبي خلال هذه التحولات التي نقلت الإمارة من منطقة لاستقرار القبائل حول قصر الحصن لتصبح اليوم واحدة من أكثر المدن العالمية الحديثة».

وأضاف أن «أهمية منطقة الحصن الثقافية، التي تشمل قصر الحصن التاريخي والمجمّع الثقافي وبيت الحرفيين، إلى جانب مبنى المجلس الاستشاري، تكمن في كونه مساحة مجتمعية مفتوحة لتبادل المعرفة وازدهار الفنون، إذ تلتقي الإمكانات الجديدة مع كل عناصر المشهد الثقافي المزدهر في العاصمة الإماراتية. ومن خلال مهرجان الحصن نحتفي بالمزيج الثقافي المتنوع والغني في العاصمة من منظور جديد يضفي المزيد من الألق على المشهد الثقافي بشكل عام».

وتجسّد التجارب التفاعلية التي يشهدها مهرجان الحصن في مختلف أرجائه صورة حية عن تاريخ أبوظبي وناسها، من خلال البرامج الفنية التي يقدمها وتعكس أوجه التبادل الثقافي المعاصر والمتنوع عبر ورش العمل التفاعلية والفنون الأدائية والحفلات الموسيقية، التي تشكل جميعها جوانب مضيئة من الإبداع الإماراتي.

ويستعرض المجمّع الثقافي أبرز ما في تراث أبوظبي المعاصر، من خلال المعارض الفنية التي يستضيفها إلى جانب عروض الأداء الفني والبرامج التفاعلية الموّجهة إلى جميع الأعمار.

تجارب متنوعة

يستقبل «المتحف الحي» زوّاره في قصر الحصن مقدماً تجربة تعيد إحياء الحياة التقليدية من خلال شخصيات عاشت بين جدران هذا المعلم التاريخي، إذ سيعيد عدد من الممثلين إحياء 15 مشهداً تقليدياً. وسيتعرف الزوار الى قصص أخرى حول سكان القصر.

أما في المساحات الخارجية للقصر، فيعرض الحرفيون مهاراتهم في صناعات تقليدية، وسيكون الزوّار على موعد مع تجربة صناعة العطور والألوان والمنسوجات التقليدية خلال فعالية «التراث الحي».

إلى جانب معرض «الرحول» الذي يرصد محطات تطوّر المشهد الحضري للمدينة خلال منتصف القرن الـ20، مسلطاً الضوء على التحوّل من وسائل التنقل البدائية وصولاً إلى السيارات الحديثة، من خلال 21 سيارة كلاسيكية تعود إلى حقبتي الخمسينات والستينات.

ويستضيف بيت الحرفيين ورش عمل تركز على مهارات الحرف الإماراتية التقليدية، متيحاً للزوار فرصة تعلّم غزل الصوف الخام والتعرّف الى أساليب صناعة الدُمى التقليدية، وتعلّم أساسيات حياكة السدو. وتضم العروض المُقامة على مسرح المجمّع الثقافي فرقة الرقص الأرجنتينية «تشي مالمبو» التي تقدم عرضاً ملهماً حول الرقص الإيقاعي على أنغام الموسيقى خلال اليومين المقبلين. أما فرقة مايوا دنكي اليابانية فتقدم هي الأخرى عرضاً موسيقياً يوم الأحد المقبل.

وخلال اليومين المقبلين، يقدم عرض «افتح يا سمسم» الذي يركز على المحتوى التعليمي باللغة العربية للأطفال، ويجمع بين الجوانب الترفيهية والتعليمية.


رمز نابض

تتألف منطقة الحصن، التي تمثّل الانطلاقة الأولى للعاصمة الإماراتية نحو رسم آفاقها الحضارية، من أربعة أجزاء مترابطة؛ قصر الحصن ومبنى المجمّع الثقافي ومبنى المجلس الاستشاري الوطني وبيت الحرفيين.

وتكمن أهمية هذه المنطقة في كونها رمزاً نابضاً بالحياة للتراث والثقافة الإماراتية، ومثالاً حياً على عراقة الإمارات وأصالة شعبها وتقاليدها الضاربة بجذورها في عمق التاريخ والحضارة وطموحاتها.

8

أيام ستتواصل فيها فعاليات المهرجان عبر مختلف مكونات موقع الحصن الثقافي وسط أبوظبي.

محمد خليفة المبارك:

«أهمية منطقة الحصن الثقافية تكمن في كونها مساحة مجتمعية مفتوحة لتبادل المعرفة وازدهار الفنون، إذ تلتقي الإمكانات الجديدة مع كل عناصر المشهد الثقافي المزدهر في العاصمة الإماراتية».

تويتر