تجارب توّجت زينب ووفاء بجائزة «ناشيونال جيوغرافيك»

«لحظات» توثق «حياة» الأسواق الشعبية

صورة

أعلنت ناشيونال جيوغرافيك الفائزين في مسابقة «لحظات»، في دورتها التاسعة، التي انطلقت في يونيو الماضي، إذ فازت اللبنانية زينب خليفة عن فئة الكبار، بينما فازت العُمانية وفاء عبدالمجيد عن فئة الأطفال. جاء الإعلان عن الفائزتين خلال اللقاء الصحافي الذي عقد أمس، في مركز الشباب في أبراج الإمارات بدبي، وتم عرض الصور الفائزة، ومجموعة من الصور التي رشحت للائحة القصيرة التي كانت تحت ثيمة «الأسواق»، حيث عكست جميعها ثقافة مجتمعاتنا، والتراث الغني النابض بالحياة في هذه الأسواق البسيطة الشعبية.

رقم قياسي

حقّقت المسابقة هذا العام رقماً قياسياً في طلبات المشاركة، حيث تلقت أكثر 50 ألف مشارك من جميع أنحاء الوطن العربي، كما شهدت زيادة ملحوظة في المشاركات من دول مجلس التعاون الخليجي. وضمت لجنة تحكيم الأعمال، مصور ناشيونال جيوغرافيك الحائز جائزة «بوليتزر» مرتين محمد محيسن، والرئيس التنفيذي للتسويق المؤسسي بشركة المراعي حسام عبدالقادر. وتمكنت اللبنانية زينب خليفة من الحصول على الجائزة عن فئة الكبار، بفضل إجماع لجنة التحكيم على جمالية الصورة التي التقطتها في أسواق صيدا القديمة. وحصلت من خلال فوزها على رحلة استكشافية مع فريق ناشيونال جيوغرافيك في نهر الدانوب بفرنسا، قيمتها 10 آلاف دولار، إضافة إلى معدات تصويرية بقيمة 5000 دولار.

وقالت زينب خليفة لـ«الإمارات اليوم»: «تعد مسابقة لحظات من المسابقات المعروفة جداً في العالم العربي، وقد شاركت فيها لأتمكن من إيصال صوتي، كما أن الثيمة الخاصة بالأسواق العربية تعني لي الكثير، لاسيما أنني ألتقط صور الشارع، والناس»، وأضافت زينب: «إنني أؤمن بصورتي، وبأنها يجب أن تصل إلى الناس ليستمعوا إلى ما تحمله من قصص مؤثرة خلفها». وعن قصة الصورة الفائزة، قالت زينب: «العم حسن خياط كان لديه محل في أسواق صيدا القديمة، ومارس مهنته لمدة 40 عاماً، وفي الفترة الأخيرة من حياته لم يتمكن من الخياطة لأسباب مرتبطة بعدم قدرته على الرؤية، بسبب مشكلات في عيونه». وأضافت: «حافظ العم حسن على وجوده في المحل، لأن الأخير يمثل حياته، فراح يجتمع مع أصحابه فيه، ويجلس على ماكينة الخياطة دون الخيطان، لأنه فعلياً لم يكن يمارس مهنته، بل يستذكر سنوات عمله، وللأسف توفي منذ أربعة أشهر، وكان في الفترة الأخيرة يذكر المحل والماكينة على نحو كبير، وهذا يدل على معناهما وقيمتهما في حياته». التقطت زينب الصورة عن طريق المصادفة، إذ كانت تمر في السوق، ولفتها وجود العم حسن أمام محله القديم جداً، فجلست معه وراح يحدثها عن المحل والخياطة، والتقطت الصورة بشكل عفوي وهو يتحدث. أما الفوز بالمسابقة فرأت أنه يشكل دافعاً كبيراً لها، كي تكمل مشوارها مع العدسة، مشيرة إلى أن المسابقة فرصة للاستمرار على النحو الصحيح، ونقل صور الناس بشكل أكثر مسؤولية.

وعن بداية علاقتها بالكاميرا، لفتت زينب إلى أنها بدأت منذ أربع سنوات، إذ كان حلمها أن تختص بالتصوير، ولم تتمكن لظروف خاصة، ودرست التمريض، واشترت كاميرا من أول راتب حصلت عليه، ثم بدأت تصور في الشارع، وعلمت نفسها بنفسها، وبعدها حضرت مجموعة من ورش العمل، وباتت أكثر محاكمة لصورها، كي تنتج ما هو أفضل على نحو مستمر. وشددت خليفة على أن الصورة بالنسبة إليها تجسد لحظة، واللحظة تحمل مشاعر، وهذا ما يمكن أن يشعر به الناس، منوهة بأنها تميل إلى تصوير الشارع والأفلام الوثائقية، وقد عملت في السابق على معارض تعكس بيئتها، وأردفت بالقول: «كفتاة من جنوب لبنان، عايشت الحرب، كنت غالباً ما أبحث عن وسيلة لنقل صوت الناس الذين عانوا ويلاتها، فقدمت معرضاً بعنوان (جنوب)، كما عملت على حكايات الصيادين الفلسطينيين، وقد عرض في حيفا، وكان ذا رسالة قوية من داخل فلسطين».

خليط ألوان

الفائزة عن فئة الصغار، العُمانية وفاء عبدالمجيد، لفتت إلى أنها التقطت الصورة في سوق مطرح، وهو سوق قديم يقع في العاصمة، وكان ذلك بعد يوم طويل في السوق، حيث رأت في زقاق ضيق رجلاً يفكر بعمق في تجارته، كما أنه من الجانب الآخر كان هناك خليط من الألوان عن التجارة وأشكالها، وهذا يبرز هوية العمانيين. وأكدت عبدالمجيد أن الصورة تبرز هوية التاجر، وكيف يحدث التبادل التجاري، كما أن كل ما فيها يحمل الكثير من ميزات أهل المنطقة وتراثهم.

وعن علاقتها بالكاميرا لفتت وفاء إلى أنها بدأت التصوير حين كانت تبلغ من العمر تسع سنوات، وذلك حين تلقت أول كاميرا، وكانت تصور المناسبات والأفراح العائلية، ولكن بعد ذلك خرجت عن إطار العائلة. ونوهت بأنها تحب التصوير لأنها ترغب في إبقاء اللحظات في الذاكرة، فتسعى إلى عيش اللحظات المختلفة عن كل الثقافات. ورأت أن الجائزة الدافع كي تمرن نفسها، وتزيد من اضطلاعها في مجال الكاميرات للوصول إلى الأفضل، موضحة أنها تحب تصوير الوجوه، وستزيد من معرفتها في هذا المجال.


رعاية للفن

قال ممثل شركة المراعي عبدالله العتيبي، لـ«الإمارات اليوم»: «تهتم الشركة بدعم ورعاية هذه المسابقة، لأنها تدعم المواهب العربية، وتهدف إلى تحفيز النشء على التصوير الفوتوغرافي، ونشر الجمال، ومحاصرة الصورة في مكان ما، ونقلها إلى مكان آخر». ولفت إلى أنهم يقدمون الرعاية لهذه المسابقة منذ ثماني سنوات، كما أن المملكة العربية السعودية تقوم بعرض الأعمال الفائزة التي وصلت إلى اللائحة القصيرة في مدن سعودية عدة، بهدف نشر المسابقة ونشر جماليات التصوير.

50

ألف مشارك من جميع أنحاء الوطن العربي.

تويتر