مرشدة سياحية وطاهية محترفة وصاحبة أكاديمية

3 مواطنات يعرّفن بتقاليد الكرم: أهل الإمارات أدرى بعاداتها

صورة

مرشدة سياحية وطاهية وصاحبة أكاديمية.. ثلاث مواطنات بادرن بتقديم مبادرة لاطلاع الأجانب على قصة أطباق وأكلات إماراتية، لنشر ثقافة التسامح وتقاليد الكرم في بلدهن، من خلال إتاحة الفرصة للآخرين من التعرّف إلى حياة الأسرة الإماراتية، ومعايشة تفاصيل يومها من عادات وأنظمة غذائية وأصول الضيافة العربية.

سخّرت المواطنات الثلاث: هبة وميرة ونادية، أوقاتهن لينقلن ملامح من ثقافتهن المحلية ومأكولاتهن الشعبية ذات «النفس الإماراتي» الخالص للسائحين، يقلّبن أمامهم وصفات الجدات والأمهات، ويدخلوهم في تجارب للطهي الحي ليتعرفوا إلى حكاية كل أكلة.

وقالت المرشدة السياحية، هبة بن رضا، مؤسسة فريق «كشتة»، الذي يقدم جولاته إرشادية مجانية، إن الفريق يمنح معلومات جديدة للزوار عن تاريخ المناطق القديمة، التي لا يجدونها على الشبكة العنكبوتية، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»، أن «فريقها المكون من 19 شاباً وفتاة من أبناء الإمارات، تقوم فكرة جولاته على اصطحاب السائحين في جولات مشياً على الأقدام في الأماكن التراثية في كل أنحاء الإمارات، خصوصاً المناطق التراثية كديرة وبردبي وحي الفهيدي، لننقل لهم ثقافتنا المحلية بعين أبناء الإمارات أنفسهم».

وحول مبادرة الطبخ الإماراتي لضيوف الإمارات، أكدت أنها «تهدف إلى اطلاع السائحين على مطبخنا الإماراتي وأشهى مأكولاتنا، وتقاليدنا في استقبال الضيوف، لاسيما أبناء الجنسيات الأجنبية الذين يجهلون الكثير عن بلادنا وأهلها، أو يأتون إلى الإمارات للمرة الأولى».

وأوضحت هبة أن فريقها «كشتة» ابتكر هذه المبادرة القائمة على تجربة الطهي الإماراتي مع مواطنة لها سنوات طويلة في عالم المأكولات الشعبية، ما يتيح للسائحين فرصة الإطلاع على الأكلات المحلية «ونمنح الزوار - بعد ذلك الفرصة - خوض تجربة الطبخ بأنفسهم بمساعدة طهاة محترفين مواطنين، ومن ثم يتناولون وجباتهم مع مرشدينا الذين يتبادلون معهم أطراف الحديث عن تقاليد الضيافة الإماراتية، ويجيبون عن كل أسئلتهم في أجواء عفوية وممتعة».

وذكرت أن تجربة الطهي الحي الإماراتي لاقت إعجاب سائحين، لأنها أتاحت لهم فرصة التعرف إلى جوانب جديدة للثقافة الإمارات وأهلها، عن طريق الأكلات الشعبية ومعايشة أجواء الطبخ الممتعة مع محترفين من فريق عملنا.

وأكملت هبة بن رضا: «تبدأ التجربة باستقبال الزوار في أكاديمية الطبخ (أبرون آند قلوفز) بمنطقة أم سقيم، ويرتدون زي الطهاة لعيش كل أجواء التجربة، ومن ثم يبدأون طبخ الأكلات الشعبية، مثل المكبوس والبرياني واللقيمات وغيرها، وخلال التجربة نعرفهم بأنواع البهارات المختلفة التي تستخدم في كل أكلة، وأسرارها وتاريخ وقصة كل منها، وعاداتنا في تناول الوجبات الغذائية».

وبمجرد الانتهاء من الطبخ، ينتقل الزوار إلى المائدة المزينة بأشكال تراثية ليستمتعوا بتناول ما قاموا بطهيه بأيديهم، حسب صاحبة المبادرة، وبعدها يصاحبهم المرشدون الذين يجيبون عن أسئلتهم ويصححون لهم أفكاراً مغلوطة في أجواء ودية».

تجربة حيّة

عن أسباب انضمامها للمبادرة، قالت الطاهية ميرة عدنان، إن «أهل الإمارات أدرى بتاريخها وعاداتها وماضيها، وأؤمن بأن المرشد المواطن هو الأقدر عن غيره في ممارسة مهمة اطلاع الآخر على تاريخ بلاده الذي عاشه لحظة بلحظة، وما مرت به مراحله من تطور وعمران، لذلك شعرت أنه جاء دوري لأسخّر مهاراتي في الطهي الشعبي لتعريف السائحين بجزء مهم من ثقافتنا الإماراتية، عن طريق اطلاعهم على مطبخنا الحافل بالأطباق والأكلات المميزة».

وأضافت: «خلال تجربة الطهي التي نظمها فريق (كشتة)، علمت ضيوفاً وزواراً طرق طبخ المجبوس والرقاق، وغيّروا وجهة نظرهم عن المأكولات المحلية التي دائماً تتهم بأنها ثقيلة وخطوات كثيرة ولا يستطيع الأجنبي صنعها، ولكن بطريقتنا المبسطة وخطواتنا السلسلة، استطاع كل منهم أن يحضر وجبته بنفسه، ليكون راضياً عن مذاقها، من خلال إضافة البهارات والنكهات الإماراتية التي تميز المطبخ المحلي، واستمتعوا باختلاف النكهات بين أطباقهم وأكلاتنا».

بدايات ميرة في عالم الطهي، تعود إلى أربع سنوات، كما أوضحت: «اكتشفت مهاراتي في هذا المجال، وما شجعني على الاستمرار ثناء صديقاتي وأهلي على ما أصنعه من مأكولات إماراتية، ما دفعني لتعمق في المطبخ، وجذبني هذا العالم وثقفت نفسي أكثر بالاطلاع على البرامج المخصصة للطهي، علاوة على الكتب، ومنها قررت دخول (مدرسة سكافا للطبخ)، التي تعلمت فيها كل فنون الطهي على أصولها، وركزت على الإماراتي بشكل خاص».

«أكاديمية»

من ناحيتها، قالت صاحبة أكاديمية «أبرون آند قلوف للطهي»، نادية الدهماني: «لقد تحمست للمبادرة، وسعدت لاستقبال فريق (كشتة) ومبادرتهم عن الطبخ الإماراتي، خصوصاً أنها تتماشى مع أهداف الأكاديمية في نشر ثقافة المأكولات المحلية الغنية بالأسرار والنكهات المميزة والساحرة التي تجذب ضيوف الدولة».

وأضافت أن «الأكاديمية متخصصة لتعليم فنون المطبخ وما يتعلق بأسراره، ومنح الراغبين والراغبات شهادات خبرة يعتمدها أمهر الطهاة العالميين، كما تستضيف (الشيفات) الإماراتيين الذين يرغبون في نشر ثقافة الأطباق المحلية».


«المجلس»

أكدت المرشدة السياحية، هبة بن رضا، أن مبادرة الطبخ الإماراتي لضيوف الإمارات ليست الأولى لفريقها، ولكن سبقتها مبادرات أخرى عدة، منها تجربة «المجلس» التي يستقبلون خلالها الزوار في مجلس أحد البيوت الإماراتية، لتتم استضافتهم بالقهوة بجانب بعض الحلوى، ليتعرف الضيوف خلالها إلى القهوة العربية في ثقافتنا وأنوعها ومكوناتها وأسرارها والحكايات والأمثال الشعبية التي تسرد حولها.

هبة بن رضا:

«نتيح للزوار خوض تجربة الطبخ بأنفسهم بمساعدة طهاة محترفين، وتناول وجباتهم مع مرشدينا».

نادية الدهماني:

«نسعى إلى نشر ثقافة المأكولات المحلية الغنية بالنكهات الساحرة، التي تجذب ضيوف الدولة».

ميرة عدنان

«علمت زواراً وضيوفاً طرق طبخ المجبوس والرقاق وغيرهما، وغيّروا وجهة نظرهم عن مأكولات محلية».

تويتر