اختبارات نفسية وتحدي الهروب من كبسولة تحت المياه والجلوس داخل كرة لمدة 20 دقيقة

«التوازن» و«التوتر» و«الهروب» تُقصي مشتركاً لبنانياً من «رواد الفضاء»

المشتركون في برنامج «رواد الفضاء» من مختلف الدول العربية. من المصدر

بين التحديات الجسدية والاختبارات النفسية الخاصة، تسارعت وتيرة المنافسات في الحلقة الثانية من برنامج «رواد الفضاء»، على شاشة تلفزيون دبي، بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وبمشاركة 12 مشتركاً من مختلف الدول العربية، لتحقيق حلم الريادة، والوصول إلى الفضاء، في تجربة استثنائية.

وتابع الجمهور في الحلقة الثانية ملخصاً عاماً لمجريات الحلقة السابقة، التي أسفرت عن خروج المشتركة البحرينية هند العوضي، لعدم تمتعها باللياقة البدنية الكافية، وتحقيقها نتائج غير مرضية في تحدي سباق الحواجز، وقيادة الآليات الثقيلة.

وأعلن رائد الفضاء الكندي وسعود كرمستجي، عن مغادرة المشترك اللبناني إميليو ساسين، وذلك لعدم قدرته على التوازن بين طموحاته والعمل بروح الفريق الواحد، إضافة إلى شعوره بالتوتر، وعدم تحقيقه نتائج مرضية في تحدي الهروب من الكبسولة، وتحدي الأماكن المغلقة.

«هروب من الكبسولة»

أول تحديات الحلقة الثانية، كان مع إعلان أعضاء لجنة التحكيم عن «تحدي الهروب من الكبسولة تحت المياه»، في محاكاة للظروف نفسها التي قد تواجه رواد الفضاء في حالة الهبوط الاضطراري في المياه، حيث خضع المشتركون أولاً لبعض التدريبات والتعليمات قبل بداية التحدي من ناحية اتباع سلسلة من الخطوات للخروج من الكبسولة، التي سيتم أولاً إنزالها بشكل عمودي في حوض سباحة خاص، ثم قلبها بزاوية 180 درجة، وذلك لاختبار قدرة المشتركين على الهروب منها، مع المحافظة على تركيزهم وهدوئهم خلال هذه الظروف الصعبة.

وأعلن سعود كرمستجي، عضو لجنة التحكيم، عن تقسيم المشتركين إلى خمس مجموعات، ضمت في المجموعة الأولى كلاً من المشترك الإماراتي ناصر الغافري، والمشتركة اللبنانية رنا نقولا، حيث أثبت كل منهما قدرته على السيطرة على ردود أفعاله، على عكس المشترك السعودي سعيد الزهراني، الذي أبدى تخوفه القديم من الغرق، وعمد إلى اصطحاب نظارته التي لم توافق لجنة التحكيم على ارتدائها أثناء تنفيذ التحدي، كما لم يفلح في الخروج من الكبسولة إلا بمساعدة خاصة من الغواصين المرافقين، على عكس المشترك اللبناني محمد عباس، الذي جاءت ردة فعل جيدة على حد تعبير أعضاء لجنة التحكيم، كذلك الحال بالنسبة للمشترك العراقي بدر لفتة، صاحب الخبرة السابقة في مجال الغوص، في الوقت الذي لم يلتزم فيه المشترك اللبناني إميليو ساسين بمجموعة التعليمات الخاصة بهذا التحدي، كما لم يستطع حبس أنفاسه في الثواني السبع التي سبقت غمر المياه للكبسولة المعدة لهذا الغرض.

اختبارات نفسية

وتم إخضاع المتسابقين لمقابلة مع لوما نقاش، الاختصاصية النفسية التي تعمدت جمع معلومات إضافية عن تاريخهم العائلي، وحياتهم الاجتماعية، والمناصب التي شغلوها في السابق، إلى جانب عدد من الأسئلة عن الطموحات والخوف والآمال، وغيرها من الاختبارات الشاملة للشخصية، حيث تحدث المشترك الإماراتي ناصر الغافري عن امتلاكه صفات القيادة وروح الفريق، فيما تحدثت المشتركة السعودية مشاعل الشميمري عن صفة الإصرار والتحدي في شخصيتها، إلى جانب شعورها بالحزن الدائم لابتعادها عن والدتها منذ أن كانت في الثامنة من العمر، على عكس المشترك العراقي فريد لفتة، الذي بدا متحفظاً بعض الشيء في إجاباته، بينما كشف المشترك اللبناني إميليو ساسين عن سعيه إلى الكمال، كذلك الحال بالنسبة إلى المشتركة السعودية رها محرق، التي كشفت كذلك عن امتلاكها العزيمة والقدرة على مواصلة التحديات لتحقيق أهدافها.

ولدى سؤال الاختصاصية النفسية جميع المشتركين عن مدى تقبلهم لفكرة الذهاب في رحلة علمية إلى المريخ دون عودة إلى الأرض، أجمع المشتركون على رفض الفكرة، باستثناء المشترك السعودي سعيد الزهراني، الذي أبدى تقبله لهذه الفكرة العلمية الافتراضية، فيما بذل الجميع جهوداً كبيرة لتذكر السؤال الأول الذي تم طرحه في بداية الاختبار النفسي.

أماكن ضيقة

وبعد فاصل قصير، عاد المشتركون إلى المقر الرئيس لرواد الفضاء، حيث كان بانتظارهم التحدي الأخير في هذه الحلقة، لمعرفة مقدرة كل مشترك على تخطي الخوف من الأماكن الضيقة والمغلقة، في محاكاة لأماكن وجود رواد الفضاء على المحطة الفضائية، وذلك من خلال جلوس كل مشترك داخل كرة لمدة 20 دقيقة، يقوم خلالها بفك وتركيب أشرطة حذائه، إلى جانب تقديره للوقت بالشكل الصحيح اعتماداً على مهاراته الخاصة، ودون الاستعانة بأجهزة قياس الوقت.

ومع إعلان رائد الفضاء الكندي «كريس هادفيلد»، عن تزويد كل مشترك بأجهزة استشعار لنبضات القلب وضغط الدم، بدأ التحدي مع انطفاء الأنوار وسط حالة من ترقب أعضاء لجنة التحكيم، التي فوجئت بخروج المشترك العراقي فريد لفتة من الكرة بعد نحو 13 دقيقة فقط، فيما أبدت المشتركة اللبنانية رنا نقولا حالة من الانسجام مع الوضع الراهن من خلال التحكم بضربات قلبها، وحقق المشترك الكويتي بدر الموله نتائج ممتازة مع خروجه في الوقت المقرر بزيادة ثوانٍ معدودة، كذلك الحال بالنسبة للمشتركة السعودية رها محرق التي حققت الوقت بزيادة 39 ثانية فقط، فيما حقق المشترك اللبناني محمد عباس الوقت بزيادة 47 ثانية، بينما بقي المشترك الإماراتي محمد أهلي مدة 29 دقيقة، وحققت المشتركة السعودية مشاعل الشميمري أطول مدة في البقاء داخل الكرة.

• «تحدي الهروب» محاكاة للظروف نفسها التي قد تواجه رواد الفضاء في حالة الهبوط الاضطراري في المياه.

• تم إخضاع المتسابقين لمقابلة مع اختصاصية نفسية، جمعت معلومات عن تاريخهم العائلي، وحياتهم الاجتماعية.

تويتر