المجمع الثقافي استضاف عرضه الأول في منطقة الخليج

«حرب» صامويل ماثيو تثير الحيرة في نفوس الجمهور

العرض استعان بفنان السيرك المتخصص في الألعاب البهلوانية الهوائية جوناس لوكلير والراقصة فابين دونيو. من المصدر

بخطوات في الفضاء، بدأ عرض «الحرب: حرب الخط واللون»، للفنان صمويل ماثيو، وبها انتهى، وسط صمت عميق ساد مسرح المجمع الثقافي في أبوظبي، لمدة ساعة كاملة، ورغم تصفيق الجمهور للفنانين المشاركين في العرض في نهايته، تقديراً لما اتسم به الأداء من حيوية وإبداع، إلا أن أسئلة عدة ظلت عالقة في نفوس أغلب الحضور حول ما يحمله العرض من تأويلات ومعانٍ.

العرض الذي أقيم مساء أول من أمس، وهو الأول في منطقة الخليج، قدم مزيجاً فريداً بين الرقص والحركات الأكروباتية والرياضة، وهو مزيج اشتهرت به أعمال ماثيو، خصوصاً أنه استلهم هذا العمل من مهارات الفنان إيف كلاين، الحاصل على الحزام الأسود في الجودو، والذي تأثر فنه بالرياضة كما كتب عن الباليه، ليقدم مع الراقصين المصاحبين له حركات تعبيرية يكتسب فيها الجسد قدرة على الانطلاق بعيداً عن الأرض مثل رواد الفضاء، ليتحرر من كل ما يحيط به من ظروف، باستخدام حبال معلقة في السقف المسرح، ليخطو في الفضاء برشاقة ظاهرة في البداية، تتطور خلال العرض لتعكس أنماطاً سلوكية إنسانية تتنوع بين الصراع والمقاومة والتحرر، فالحرب هنا بين أجساد متدافعة، وكذلك بين وجهات نظر مختلفة، واتجاهات متعددة، وكذلك بين الخط واللون وهو ما وصفه كلاين بقوله «يغار الخط من اللون»، مضيفاً: «كما يستطيع الخط أن يفرض نفسه على المساحة التي تتم الكتابة عليها، يسهم التطور في أن يخضع كل شيء للنظام، وأن تصبح الرغبة في السلام حقيقية وليست مجرد عبارات إنشائية خالية من الصدقية، وعندما يحدث السلام بين الإنسان والطبيعة، يمكن وقتها أن يحلّ السلام بين الخط واللون».

هذه المعاني ترجمها صامويل ماثيو إلى رقصات وحركات تعبيرية مبهرة أداها الفريق، واعتمدت على خلق ما يشبه حوارات متبادلة بين الكتلة المتمثلة في أجساد المؤدين والفراغ المحيط بهم، حيث استعان صمويل ماثيو بفنان السيرك المتخصص في الألعاب البهلوانية الهوائية، جوناس لوكلير، والراقصة فابين دونيو، وغيرهما من الفنانين، كما وظف العرض عناصر فنية عديدة أسهمت في إثرائه، في مقدمتها الموسيقى المصاحبة التي اكتسبت صبغة درامية استطاعت أن تنقل هذه الأجواء المشحونة إلى الجمهور، وتجعله في حالة تأهب حيناً وترقب وحذر في حين آخر، كما لعبت الإضاءة دوراً بارزاً في العرض، حيث تم استخدامها في اللعب بالظلال، إلى جانب تحويل خلفية المسرح إلى ما يشبه شاشة عرض في بعض الأحيان، لنقل المشهد إلى أرض الواقع.

العرض قدّم مزيجاً فريداً بين الرقص والحركات الأكروباتية والرياضة.

 

تويتر