شيلف كامل تحت بومة بيضاء دفعت المصور الفرنسي للسفر والترحال

«الشمال والبياض».. جولة جريجوري في واحة الجليد

ما إن تطأ قدماك أرض معرض «الشمال والبياض» للمصور الفرنسي جريجوري بول في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، حتى تشعر بأنك دخلت إلى واحة من الجليد، بل ربما تشعر ببرودة قاسية تنتاب جسدك تدفعك إلى الرغبة في ارتداء قفازاتك وقبعتك ومعطفك الشتوي.

وعلى واجهة مدخل معرضه، يختار جريجوري إحدى مقولاته ليخاطب بها جمهوره وينقل له رسالته: «أعتقد بكل تواضع أن كشفي للجوانب الجميلة في الطبيعة هو كي ألفت انتباه العديد من الأشخاص إلى هشاشة العالم الذي نعيشه».

جريجوري اختار أن تتشح كل لوحاته باللون الأبيض الذي اختاره عنواناً لمعرضه الذي يشارك به في «إكسبوجر 2019»، حيث سافر إلى ما يقارب 10 دول تتسم بالمناخ الجليدي ليعايش البيئة بما تحويه من حيوانات برية لا تجد حياتها إلا بين أمواج الجليد الصلدة.

يصف بول إحدى صوره بـ«البومة البيضاء العظيمة» ويعتبرها البطل الأساسي في معرضه، وقد خصص للبومة العديد من الصور جمعها في كتاب يحمل الاسم نفسه. وعن لقائه الأول ببطلة مجموعته قال جريجوري: «كنت في المنطقة قرب الحدود الكندية فحطت أمامي البومة البيضاء، ونظرت إلي بعينين حادتين، ولكني كلما تمعنت في الصورة ازدادت قناعتي بأنها لا تنظر إلي ولا تعيرني أي انتباه، بل تستطلع عالمها الذي اعتادته».

وروى المصور الفرنسي حكاياته مع البومة البيضاء قائلاً: «أعترف بعشقي لها، فلطالما تأملتها وقرأت عن أنواعها الكثير ولعلها كانت هي السبب الأوحد الذي دفعني لخوض مغامرات السفر والترحال إلى بلاد الثلج، ولا أستطيع أن أصف المعاناة التي تعرضت لها في البقاء أياماً وليالي وسط الجليد، أشهد العواصف الثلجية، والبرودة التي وصلت في أحيان كثيرة إلى 30 تحت الصفر».

وتابع بول: «نجحت بالصبر والإرادة في التقاط صور أعتقد أنها نادرة وجديدة وربما لن تتكرر كثيراً، ويكفي أن أقول إن صورة واحدة للبومة الثلجية استغرقت مني ما يقرب من يومين من أجل التقاطها، فلقد كانت نائمة في الجليد لدرجة لا يمكن التمييز بين لون الثلج ولونها، ولكنني عرفتها من لمعان عينيها، فاقتنصت لقطتي لتكون عنواناً لمعرض (الشمال والبياض)».

تويتر