في جلسة «ما هو الحافز للمخاطرة» في «إكسبوجر»

3 مصوِّري حرب نجوا من الموت

استعرضت جلسة «ما هو الحافز للمخاطرة» في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» تجارب ثلاثة مصوري حرب متخصصين اعتبرهم مدير الجلسة راي ويلز محظوظين لعودتهم من الموت، هم: مايكل كريستوفر براون، وأفشين إسماعيلي، وبول كونروي.

وقدم المصور راي ويلز المصورين على أنهم أشخاص غير اعتياديين، شاهدوا أموراً لا يتمنى أغلبنا مشاهدتها، واختبروا أموراً غاية في البشاعة لا نريد أن تحصل لأي منا، وعرض فيديو لخص تجربة المصورين.

وتحدث المصور مايكل كريستوفر في بداية الجلسة عن تجربته في تغطية أحداث الحرب لاسيما أنه ترعرع في بيئة هادئة للغاية في غرب أميركا، وكان والده طبيباً. وقال مايكل كريستوفر صاحب معرض السكر الليبي في المهرجان: «عشت الأحداث في ليبيا قبل 7 سنوات وخضت هذه النزاعات والقصف، وأصبت في يدي جراء انفجار، وخسرت نصف دمي جراء تلك الإصابة».

وتابع: «تعتقد بأنك لن تعود كصحافي إلى تلك المنطقة لاسيما وأنك أصبت إصابة خطيرة، لكنك في نهاية المطاف تشعر بأنك منخرط في القضية وتعود لتكمل عملك من حيث توقفت».

وعرض مايكل كريستوفر للجمهور عدداً من الصور التي قام بالتقاطها في مصراطة تحت القصف ورصاص القناصة، وقال: «أصبت جراء حدوث انفجار، ومن كان يمشي أمامي مباشرة سقط قتيلاً، وفجأة أصبح زملائي بعيدين عني تماماً، فحاولت الركض لمنطقة أمان وصعدت في شاحنة كانت تمر في الطريق وطلبت من سائقها أن يوصلني إلى مستشفى، بعدها دخلت في غيبوبة».

أما بالنسبة لأفشين إسماعيلي، فالموضوع مختلف تماماً كونه ولد وترعرع في منطقة نزاعات، حيث إنه عاش في منطقة جبلية بين إيران والعراق ووالده كان محارباً.

وقال أفشين إسماعيلي: «لم أعش طفولة طبيعية، وخسرت العديد من أفراد أسرتي في الحرب، وهناك المئات من الأطفال الذين عاشوا حياتي، لذلك أردت أن أنقل صوتهم إلى العالم، وأرصد تأثير الحروب عليهم».

وتابع إسماعيلي: «كنت أعتقد أن هذه النزاعات والحروب ستتوقف في وقت ما، وانتظرت كثيراً أن يحدث ذلك ولكن تبين لي أنها لن تنتهي، لكن من الممكن تغييرها، وهذا ما أحاول القيام به من خلال عملي كمصور صحافي».

وأكد إسماعيلي أن المصور الصحافي في الحرب لا يحظى بالاهتمام اللازم، بل يتعرض لشتى أنواع الخطر، ثم تؤخذ منه الصور التي قام بالتقاطها تحت ظروف صعبة للغاية دون الاكتراث لشخصه. وذكر أفشين إسماعيلي أنه تعرض لهجومين انتحاريين في الموصل عام 2006، وقال: «نجوت بأعجوبة من إحدى الهجمات الانتحارية، رأيت الانتحاري وتبادلنا النظرات لبضع ثوان واستغربت أنه لم يضغط زر التفجير، فهربت مع زملائي وبعدها سمعنا صوت الانفجار».

وتابع: «كانت عناصر داعش تقوم باستخدام طائرات مسيرة، وكان هناك عملية تطهير منهم، هربت وزميلي وصعدنا إلى تلة، ومن مكان مجهول ظهر أحد عناصر داعش وقتل زميلي رمياً بالرصاص وأصابني في رجلي».

وأخيراً تحدث بول كونروي عن خوضه رحلة صعبة برفقة زميلته ماري إلى سوريا، وأشار إلى أنه في عام 2012 كان ممنوعاً من دخول سورية، لذلك لجأ وزميلته إلى بعض المهربين في لبنان. وأكد بول كونروي أن أحد المهربين أبلغه بأن المقاتلين في حمص يقتلون أي شخص من وسائل الإعلام وأن الوضع هناك خطر للغاية، وأضاف: «حتى نصل إلى حمص اضطررنا أنا وزميلتي لعبور نفق مظلم طويل وعانينا نقص الأوكسجين». وتوقف بول كونروي عند بعض الصور في ذاكرته التي لايزال يتذكرها، حيث إن الغارات استمرت 18 ساعة في اليوم، والحطام انتشر في كل مكان، ورائحة الدماء كانت واضحة في المكان. ولفت بول كونروي إلى أنه أثناء وجوده في غرفة مع زميلته ماري وبعض الناشطين تعرضوا لقصف صواريخ مباشر، وقال: «أذكر أن صاروخاً نزل مباشرة عند باب الغرفة وكانت ماري تقف أمامه بجانب شخص آخر وتوفيت فوراً، في حين أصبت أنا في رجلي إصابة بليغة».

وختم المصورون الثلاثة مداخلاتهم بالتأكيد على أن الخطر يجب ألا يوقف المصور الصحافي عند حد معين، بل إن الشعور بالخوف في بعض الأحيان هو الدافع للإنسان للمضي قدماً، كما أن نقل قصص الأبرياء مسؤولية يحملها المصور على عاتقه بسبب إنسانيته.

تويتر