معرض في دبي للإيطالي دافيد كالووري ضمن حملة «قل نعم للعالم»

«أماكن مجهولة».. لا تصدقوا الصور الفوتوغرافية كثيراً

صورة

يأخذنا المصور الإيطالي دافيد كالووري، في معرضه الذي افتتح أمس، بعنوان «أماكن مجهولة» في «كونكريت في السركال أفنيو» بدبي، برحلة خاصة إلى أماكن غير حقيقية، مركبة ومجمّعة من أماكن حقيقية موجودة في الواقع، حيث قام بتصوير بلدان كثيرة، واستكشاف وجهات طبيعية مبهرة، ثم راح يجمع بين المناطق والصور، ليقدم لنا أماكن متخيلة جديدة، وذات حكايات جديدة مبهرة.

يعبّر المصور الإيطالي من خلال معرضه عن سحر الاستكشاف ومواصلته إلى حين توقف الخيال، مرسخاً من خلال المعرض رسالة استكشاف العالم بالعين المجردة، وعدم تصديق كل ما نراه في الصور الفوتوغرافية.

يختتم المعرض، الذي يضم 10 صور، اليوم، وهو ثمرة تعاون مجموعة «لوفتهانزا» مع المصور الإيطالي كالووري، ضمن حملة بعنوان «قل نعم للعالم»، لحث الناس على استكشاف أماكن كثيرة من خلال السفر، ورؤيتها بالعين المجردة. يستخدم المصور الإيطالي في هذه الأعمال تقنية (B612) الرقمية، التي من خلالها يجمع الصور الرقمية ويركبها مع بعضها بعضاً، ليضعنا أمام حقيقة كل صورة في فيديو خاص، يمكن مشاهدته في نهاية المعرض.

قصص أسطورية

يحمل هذا المعرض المشاهد إلى وجهات خيالية، تتميز بجمالها الفائق، فكل صورة هي عبارة عن زيارة لبلدين أو ثلاثة، ويتم الجمع بين الأماكن التي تحمل إلى حد ما ألوان الطبيعة نفسها، فتبدو متجانسة إلى حد كبير. وما يميز المعرض قصص الأماكن التي اختار المصور الإيطالي زيارتها، ومنها الشلالات في الأرجنتين، أو البراكين في هاواي، والقلاع والمعابد والصخور ليمزجها ويخترع لها قصصاً أسطورية. يعمل المصور من خلال هذا المعرض على تحفيز الناس على السفر وزيارة أماكن جديدة، إذ يحاكي ولعهم الفطري باكتشاف التنوع الساحر على الكوكب. «بوابة الغروب» في أيسلندا، التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من بركان «كاتلا»، كما سماها المصور، عبارة عن التقاطه صورة للحمم البركانية في هاواي، حيث إن الحمم البركانية لاتزال تتدفق من الأرض، على الرغم من أن الثوران البركاني الكبير حصل عام 1918 وتآكلت الحمم البركانية الضخمة على مر السنين، لتشبه اليوم باباً مزدوجاً. ثم التقط الصخرة العملاقة في أيسلندا، ودمج الصورتين بشكل لا يمكن تمييز هذا الدمج.

ومن البركان يأخذنا كالووري إلى التاريخ مع قصة «معبد إلوميميناتي» أو (المتنورون)، الذي جمعه بتصوير كهف في البرتغال، إلى جانب مبنى «سانتا ماريا أسونتا» في إيطاليا، وقد وضع المبنى الديني داخل الكهف ليصور لنا حكاية مخترعة حول المعبد الذي بني في القرن الـ15 من قبل أشخاص من مختلف الطبقات الاجتماعية، اعتبرتهم محاكم التفتيش الإسبانية من الهراطقة. ويستكمل المصور روايته حول المعبد بكونه صمد على مر العصور، وبقي مخفياً حتى عن أعين سكان منطقة ألغارف. ويبدو هيكل المعبد كأنه مضغوط بين الصخور، وبينما تقع القاعدة على الصخرة، يخترق القوس العلوي سقف الكهف، ما يجعل المعبد بأكمله قائماً دون الحاجة إلى أسس. أما بوابات سونج تايزو، فهي تقع في ولاية ووهان على النهر الأزرق في الصين، والتي وضعت حداً لفترة الأسر الخمس والمماليك العشر. يحتضن هذا الوادي الكبير الغني بالنباتات الكثيفة، والمكون من صخور يصل ارتفاعها إلى 1200 متر، تياراً متدفقاً، وقد نحتت صور الإمبراطور الصيني تايزو في سونج على الصخور الضخمة مع تكرار الوجه مرات عدة، لتذكير الخصوم بأن سلالة سونج كانت قوية بما يكفي للوصول إليهم أينما لجؤوا، مع إغلاق العديد من روافد النهر الأزرق. ويتابع المصور القصة المتخيلة بأن هذه المنطقة أصبحت غير مأهولة، ولهذا لم تكن هناك من وثائق وصور لهذا العمل الضخم الذي يعود إلى عام 963 ميلادي. أما الصور الحقيقية لهذا المعلم المبتكر فهي عبارة عن مشهدين، الأول للصخور التي حفرت عليها الوجوه في كمبوديا، والثاني لنهر في الصين.

إلهام السفر

وعن المعرض وفكرته تحدثت لـ«الإمارات اليوم»، مديرة التسويق لمجموعة لوفتهانزا في الشرق الأوسط وإفريقيا، كريستينا أوستروم، قائلة: «الرسالة الأساسية من المعرض هي إلهام الناس للسفر، نريدهم أن ينظروا إلى العالم بعين مختلفة، فالإنسان بطبيعته ولد كي يكون مستكشفاً، ونريد أن يذهب الناس، ويسافروا بغرض الاستكشاف». وأكدت أن بداية الحملة كانت في عام 2018، بالتزامن مع التجديد في العلامة التجارية، ولهذا أطلقنا حملة كبيرة بعنوان (قل نعم للعالم)، وطرحنا مجموعة من الأسئلة على الناس، ومن خلالها بدأنا نجعل السفر أكثر متعة لهم. أما اختيار الفنان، فنوهت أوستروم بأنه كان الفنان الأنسب للعمل على المشروع، وذلك بالنظر إلى مسيرته الفوتوغرافية، وما قدمه من أعمال. ونوهت بأنها من خلال الثيمة الخاصة بالمعرض، أن الطريقة المثالية لاستكشاف العالم هي رؤيته بالعين المجردة.

دبي ملتقى الثقافات

أكدت مديرة التسويق لمجموعة لوفتهانزا في الشرق الأوسط وإفريقيا كريستينا أوستروم، أن اختيار دبي لتقديم هذا المعرض يعود إلى أنها تمثل وجهة عالمية مميزة، وملتقى الثقافات والشعوب، ومن هنا فإنه يمكننا تقديم المعرض إلى أكبر عدد من الجنسيات والثقافات، كونها تجمع أكثر من 200 جنسية. ولفتت إلى أنه ليس مقرراً بعد الانتقال بالمعرض إلى بلدان أخرى، فمن الممكن عرضه في بلدان أخرى في وقت لاحق.


- المعرض يحمل المشاهد إلى وجهات خيالية تتميز بجمالها الفائق،

فكل صورة هي عبارة عن زيارة لبلدين أو ثلاثة، ويتم الجمع بين

الأماكن فتبدو متجانسة إلى حد كبير.

تويتر