أكدت أن عملها في موانئ دبي العالمية «أكبر مفاجأة» بحياتها

بدرية سليمان: أحلم بأن أكون أول إماراتية تقود «السوبر يخت»

بدرية: المرأة تمثل جزءاً حيوياً من القوى العاملة في «موانئ دبي». تصوير: أشوك فيرما

تحلم بدرية سليمان بأن تكون أول إماراتية تتمكن من قيادة «السوبر يخت»، وذلك بعد مسيرة مهنية قضتها في هذا العالم المتميز على حد تعبيرها، مشيرة إلى أنها قضت سنوات طويلة بين اليخوت والقوارب، حتى أصبحت المسؤول التنفيذي بقسم العقود بمراسي «بي أند أو» التابعة لموانئ دبي العالمية.

وعن تفاصيل تجربتها المهنية والشخصية، قالت بدرية سليمان لـ«الإمارات اليوم»: «منذ صغري وأنا أدرك أهمية العمل، لذلك طرقت أبواب بعض الشركات الخاصة، وبمجرد الإعلان عن وظائف شاغرة بموانئ دبي العالمية، تقدمت لها، ليحمل لي القدر أكبر وأجمل مفاجأة في حياتي، والعمل في مجال مميز، أخدم من خلاله وطني، وأردّ له جزءاً من فضله عليّ».

وأضافت أن حياتها العملية ترافقت مع التحولات الكبيرة والسريعة التي شهدتها دبي خلال العقد الماضي، فبدأت مسيرتها المهنية في المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) عام 2008، وحينها كانت المنطقة الحرة في أزهى فترات النمو، والذي حققت خلاله مكانتها كإحدى أكبر المناطق الحرة العالمية، فكان الالتحاق بالعمل فيها حلماً بالنسبة لها ولكل أبناء جيلها من الجنسين.

خبرات

وأوضحت بدرية أنها عملت في قسم خدمة العملاء لتسعة أعوام، ما أكسبها خبرات عدة في فنون التعامل مع العملاء والشركات القادمة من أكثر من 140 دولة من خلفيات ثقافية وحضارية متباينة، وفي عام 2016 دفعتها رغبتها الشديدة في تطوير مهاراتها واكتساب مزيد من الخبرات الجديدة، للانتقال للعمل في قسم آخر مختلف كلياً، وهو إدارة المراسي بميناء راشد، وهناك كان التحدي الحقيقي بالنسبة إليها.

وعن الصعوبات التي واجهتها خلال رحلة عملها، أكدت بدرية أنها تعتبر نفسها محظوظة حين قادها القدر للعمل في موانئ دبي العالمية، والتي كانت من أوائل الجهات التي سعت لتمكين المرأة، من خلال توفير الفرص المتكافئة على امتداد محفظة أعمالها العالمية، خصوصاً في دولة الإمارات.

وأضافت: «لقد كانت التحديات اليومية ممتعة ومحفّزة على تطويري لذاتي وأدائي المهني، وقد منحتني الإدارة الفرصة للتدريب، وكانت فرق العمل دائماً مشجعة، وبيئة العمل من أهم المقومات التي ساعدتني على التميز والإبداع، لاسيما أن المرأة تمثل جزءاً حيوياً من القوى العاملة في موانئ دبي التي تضم الآلاف على مستوى العالم، ممن ينتمون إلى خلفيات ومعتقدات وثقافات ومهارات ومعارف مختلفة».

مهام

تتلخص مهام عمل بدرية سليمان في أن تكون حلقة الوصل بين المؤسسة وكل عملاء إدارة المراسي من شركات الملاحة والوكيل الملاحي، فضلاً عن التواصل مع برج المراقبة وموظفي العمليات والإدارة الرئيسة للمرسى، بجانب مهامها في إبرام وتجديد عقود المراسي البحرية، وتأسيس العقود السنوية والمؤقتة للمواقف البحرية في المراسي.

وترى بدرية أن التواصل مع العملاء في حال وجود تحديات تواجههم من أكثر المهام الحيوية التي تسند إليها، لذلك تسرع في توجيههم للقسم المعني لمساعدتهم على تجاوز تلك المشكلات، بجانب دورها في القيام بالرد على اتصالات عملاء المراسي ومتابعة جميع الأمور الإدارية المتعلقة بها، والتواصل مع الربّان في القوارب واليخوت.

وعن المهارات التي ساعدتها لإجادة ما يسند إليها، ذكرت أن درايتها التامة بكل أنواع اليخوت والقوارب وأحجامها وأطوالها وأعماقها أفادتها كثيراً في مجال عملها، علاوة على معرفتها لاحتياجات اليخت وفق نوعه والخدمة التي يقدمها قبل وصوله للمرسى بفترة، بجانب مهمتها الرئيسة في التواصل المباشر مع برج المراقبة، وقسم العمليات ومشرف المرسى والوكيل الملاحي والتنسيق بين كل الأطراف.

وأكملت بدرية «بجانب ما اكتسبته من خبرة في التعرف إلى أنواع وأحجام اليخوت اكتسبت مهارة التواصل مع ربابنة اليخوت، كلٌّ حسب جنسيته، وتعلمت كيفية التعامل معهم وتوفير ما يحتاجون إليه من خدمات في المرسى، وإرشادهم إلى الجهات المختصة».

بين الأمومة والعمل

ولفتت بدرية إلى أن إدراكها لأهمية الوقت جعلها تحسن الاستفادة بكل لحظة تمر عليها، لذلك تقسّم ساعات يومها بين مهام العمل الصباحية، والمساء لزوجها وعائلتها، إذ إنها أم لأربعة أبناء في مراحل عمرية متباينة، وتدرك أهمية وجودها في حياتهم، مضيفة:

«أحرص على مشاركة أبنائي هواياتهم المفضلة، حتى أكون أماً مثالية، وامرأة عاملة ناجحة في عملي، ولم أكن لأتمكن من النجاح في تحقيق حلمي لولا الدعم غير المحدود من عائلتي وزوجي الذي يساندني في كل مراحل تجربتي العملية، لتقديم أفضل ما لدي ولأحقق النجاح المهني والأسري الذي أطمح إليه».


يوم لا يُنسى

بفخر، تتذكر بدرية سليمان يوم زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لموانئ دبي العالمية، وشعورها بالفخر والامتنان بين جميع أصدقائها وأفراد عائلتها عندما أثنى سموه على جهود الكوادر الوطنية الشابة والأدوار التي يقومون بها بكفاءة عالية بما يواكب تطلعات القيادة بموانئ دبي العالمية، وحين أعرب سموه عن سعادته بالتحاق المواطنات بالعمل الميداني في الموانئ، مثمناً ثقتهن ونجاحهن في إثبات جدارتهن بهذه المسؤولية، موجهاً سموه بالمزيد من العمل لتفعيل دورهن في دفع عجلة تقدم وتطور الاقتصاد الوطني، وكانت كلمات سموه بمثابة النياشين لكل العاملات، ما شجعهن على مواصلة الاجتهاد في ما يقمن به من مهام.

«التواصل مع العملاء في حال وجود تحديات تواجههم من أكثر المهام التي تسند إليّ».

«درايتي بكل أنواع اليخوت والقوارب وأطوالها وأعماقها أفادتني كثيراً في مجال عملي».

2016

العام الذي انتقلت فيه بدرية للعمل في قسم آخر مختلف كلياً، وهو إدارة المراسي بميناء راشد.

تويتر