جبالها مكسوة بالثلج في يوليو

«سوتشي».. المدينة التي تسطع فيها الشمس 300 يوم

صورة

حققت مدينة سوتشي الوجهة الجديدة للسياحة المحلية، قفزة كبيرة في أعداد السياح الإماراتيين والمقيمين، الذين قصدوا المدينة الروسية في فترة وجيزة، لما تتمتع به من إمكانات سياحية مذهلة.وحققت شركة «فلاي دبي» التي تضمن رحلتين أسبوعياً نحو سوتشي نسب إشغال تصل إلى 100%، بفعل غياب التأشيرة المسبقة للمواطنين، وسهولة الحصول عليها لعدد من الجنسيات المقيمة. وقال ممثل مدينة سوتشي في الإمارات، راشد النوري، إن سوتشي «تمكنت في فترة قصيرة من تحقيق قفزات كبيرة في أعداد السياح الذين يزورون المدينة شهرياً حيث تصل نسب إشغال الطائرات على متن (فلاي دبي) إلى 100%».


وأضاف النوري أن الإقبال الكبير والمتزايد في عدد الزوار من الإمارات دفع بالمدينة والجهات المعنية بقطاع السياحة إلى توفير كل متطلبات القادمين من الدولة من التسهيلات في المطار وتسهيلات في الفنادق للعرب، مع مراعاة أبرز هذه المتطلبات، وهي الأكل الحلال. وأشار النوري إلى أن مدينة سوتشي تتوافر على العديد من المطاعم التي توفر الأكل الحلال لزبائنها، خصوصاً في ظل شريحة مهمة من سكان المدينة من القوقازيين.

وتهدف سوتشي إلى الريادة بين الوجهات السياحية القريبة من دبي بنحو ثلاث إلى أربع ساعات طيران، نظير ما تمتع به من قدرات وإمكانات سياحية كبيرة تلبي حاجات السياح المحليين من مواطنين ومقيمين، فضلاً عن سياح دول مجلس التعاون الخليجي. ولفت النوري إلى أن المشاركة الأولى لمدينة سوتشي في الدورة الأخيرة لمعرض سوق السفر العربي استحوذت على اهتمام كبير من زوار المعرض، وإقبال كبير للوكالات السياحية التي شرع معظمها في تنظيم رحلات وتقديم مجموعة باقات للسياح المحليين.

وبحسب النوري، فإن الفترة الحالية هي فترة سوتشي في ظل الحرارة المرتفعة التي تعرفها الوجهات التقليدية في أوروبا الغربية، حيث تصل درجة الحرارة في سوتشي إلى 25 درجة فقط، بينما تقل بكثير في الجبال التي تصل إلى ما دون 15 درجة، لافتاً إلى أن جبال سوتشي لاتزال مكسوة بالثلوج إلى الآن. تلقب سوتشي بعروس البحر الأسود، وهي المكان المفضل للقيادة السوفييتية سابقاً والروسية حالياً لقضاء إجازة الصيف، وتشتهر بطبيعتها الخلابة وجبالها الشاهقة، فهي من أبرز المصايف السياحية، كما تشتهر أيضاً بحمامات المياه الساخنة وشلالات المياه العذبة، إضافة إلى مناحل العسل.

مناخ فريد

تسجل سوتشي حالة نادرة جداً، وهي أن يكون الإنسان في إفريقيا وفي القطب الشمالي في الوقت نفسه، وذلك لأن المنطقة شبه الاستوائية الشمالية تجاورها منطقة مغطاة بالجليد دائماً. فبعد التزلج على مياه البحر الأسود الدافئة، يمكنك بعد ساعة فقط التزلج على الجليد في الجبال المطلة على المدينة من الجهة الشمالية.

تتمتع سوتشي بمناخ المدينة اللطيف، ومياه البحر الرائقة، ونسيم البحر، والتضاريس الأرضية الفريدة، والخضرة الدائمة، وكلها تساعد على تحسين الصحة. ويعادل متوسط الحرارة صيفاً 26.5 درجة مئوية، ومتوسط درجة حرارة مياه البحر 24.5، وليس هناك شتاء بالمفهوم العام لهذه الكلمة، حيث تستقر درجة الحرارة على مستوى ثماني درجة مئوية فقط، قياساً بمدن روسية أخرى تصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر برقمين.

الموقع الفريد للمدينة، حيث البحر من الجنوب والجبال من الشمال جعل مناخ المدينة دافئاً، وهواءها رطباً، حيث تصد الجبال نسيم البحر من الجنوب، وتمنع توغل الرياح الباردة من الشمال. لهذا يقال إن في المدينة ثلاثة فصول فقط، هي الصيف والخريف والربيع. وتكون السماء صيفاً صافية ومن دون غيوم، أما الخريف فيكون طويلاً ودافئاً، ويسمى «الفصل المخملي»، بينما يكون الربيع طويلاً وممطراً، وهذا يدل على أن الاصطياف في المدينة يستمر على مدار السنة، حيث تسطع الشمس 300 يوم.

مقصد العلاج الطبيعي

يعتبر هواء سوتشي الأنقى في العالم، لكونه مشبعاً بالأوزون وأملاح البحر، وهذا يشير إلى أن سوتشي ليست للراحة فقط، بل للعلاج أيضاً. كما أن وفرة منابع المياه المعدنية في المنطقة حولت المدينة إلى منتجع للعلاج الطبيعي منذ القدم، ويوجد في المدينة اليوم أكثر من 50 منبعاً للمياه المعدنية، تستخدم للشرب وفي حمامات العلاج الطبيعي. وتوجد في منتجع سوتشي احتياطات كبيرة للطين والطمي العلاجية، ففي حقل ايميرتينسك الواقع ضمن حدود منتجع ادلر تبلغ أكثر من 2.5 مليون طن، وتنتشر على مساحة نحو 400 ألف متر مربع، ومن خواص هذا الطمي العلاجية أنه يحتفظ بالحرارة وذو لدونة عالية. ويقصد المرضى من روسيا والبلدان الأخرى منتجع سوتشي لعلاج عللهم، حيث تستخدم المياه المعدنية والطين والطمي في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، والعظام، والعضلات، والجهاز العصبي، والجلد، والجهاز البولي والتناسلي، والجهاز الهضمي، والغدد الصماء، والجهاز التنفسي، والفم، والأسنان، وغيرها من الأمراض.

وأدخلت في التسعينات طرق حديثة لعلاج الحروق والندب باستخدام مياه ماتسيستا المحتوية على كبريتيد الهيدروجين، وتحت ضغط معين. وزادت شهرة سوتشي في العالم بعد احتضانها للألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2014، إضافة إلى احتضانها مباريات كأس العالم الأخيرة في عام 2018، نظير ما تتمتع به من إمكانات كبيرة في قطاع الضيافة والفنادق. ويمكنك الإقامة في سوتشي في أي مكان على ساحل البحر الأسود، حيث توجد العديد من الفنادق المختلفة وبأسعار تنافسية، قياساً بدول سياحية أخرى، أو الإقامة في سفوح الجبال، حيث تنتشر الفنادق والمنتجعات الواقعة في وسط الجبال الخضراء، حتى في وسط السهول الممتدة.


فندق ضخم جداً

يمكن اعتبار المدينة فندقاً كبيراً وضخماً جداً، يستقبل في آن واحد نحو 100 ألف شخص، ويصل عدد الذين يصطافون في المدينة إلى نحو خمسة ملايين شخص سنوياً.

وتستقبل سوتشي آلاف السياح، الذين يأتون للتزلج على الثلج بالإسكي. ويستغرق السفر بالقطار من موسكو إلى سوتشي نحو 24 ساعة، وساعتين بالطائرة.

الوجبة المفضلة لـ «ستالين»

تتميز سوتشي بالعديد من المعالم الشهيرة، التي لا يمكن لزائر هذه المدينة الساحرة تجاهل زيارتها، مثل حديقة نباتات سوتشي، وهي أكبر حديقة نباتات في روسيا تأسست عام 1892 تتوافر على أكثر من 2000 نوع من النباتات، جلبت من جميع دول العالم.وتقع حديقة ريفيرا في قلب المدينة، وهي مكان عمومي انشئ في عام 1898، وتضم أكثر من 240 صنفاً من مختلف الأشجار المرتفعة الثمن، كما تتوافر فيها مقاه وملاعب لمختلف أنواع الرياضات، أما المعلم الثالث فهو بيت ستالين، أو ما يعرف بـ«داتشا»، ويوجد في منطقة بيوت الراحة، ولايزال يحتفظ بأثاث وديكور ستالين نفسه، يوجد أيضاً تمثال لستالين بالشمع، كما يوفر هذا المعلم لزواره تناول الوجبة المفضلة لستالين.

5

ملايين شخص يزورون المدينة سنوياً.

تويتر