نجوم الخليج «بيحسبوها» ويخافون من المغامرة

«سوق المطربين واقف».. أرقام مُخيّبة لعمرو دياب وتامر حسني

صورة

أثارت عودة الألبومات الغنائية الطويلة، إشارات استفهام كثيرة حول أسباب العودة القوية والمفاجئة لهذه الظاهرة الفنية القديمة، بعد غياب طويل أفسح المجال واسعاً أمام أشكال فنية جديدة مثل «الميني ألبوم» و«الأغاني السينجل»، ما يحث على التساؤل عن حيثيات هذه العودة القوية وتداعياتها، ومدى نجاحها في فرض نفسها، وإثبات النجومية والجماهيرية التي يحلم بها أصحابها في وسط أصبح الفضاء الرقمي مسيطراً على أقطاب المشاهدة وذائقة المشاهدين.

في المقابل، يصف الكثيرون عودة «الألبومات الغنائية» الطويلة بعودة «الروح» إلى الساحة الفنية العربية، بعد سلسلة من الأزمات السياسية والمآزق الأمنية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة العربية، وأدت بالتالي إلى انشغال الجمهور العربي بمتابعتها على حساب عوالم الفن وجديد الفنانين.

أرقام مخيبة للأمل

على الرغم من رياح التفاؤل والحماسة التي عصفت بالوسط الغنائي العربي في الآونة الأخيرة، إلا أن مؤشرات التوزيع الحقيقية وأرقامه بدت غير مبشرة ومثيرة للقلق، وربما مخيبة لآمال أصحابها وأهدافهم بإنجاح كم الأعمال الغنائية المطروحة اليوم على الساحة، ولعل تجربة تامر حسني في ألبومه الغنائي الأخير«عيش بشوقك»، الذي طرحه في أغسطس 2018 وضم 13 أغنية، أبرز دليل على خيبة الأمل العامة، التي استشعرها حسني على الرغم من قيامه بتصوير أغاني الألبوم كلها على طريقة الفيديو كليب، وحلوله على رأس الفنانين المصريين والعرب الذين ينفذون هذه الفكرة، التي تعاون فيها مع ثلة من أبرز الشعراء والملحنين والموزعين، وأشهر نجوم الغناء العربي والشعبي أمثال الشاب خالد وأحمد شيبة، ودياب، ومصطفى حجاج. وكشفت بوادر هذه الخيبة بعد قيام إحدى شركات طباعة الألبومات الغنائية بكشف حقيقة أرقام توزيع الألبوم في الأسواق المصرية والعربية، التي لم تتجاوز 20 ألف نسخة، وهو رقم ضئيل مقارنة بالأموال التي أنفقتها شركة الفنان الخاصة على إنتاج الألبوم وتصوير أغانيه والدعاية له.

من جانب آخر، لم يَسلم ألبوم عمرو دياب الأخير «كل حياتي»، الذي أصدره في الربع الأخير من العام الماضي وضم 13 أغنية، من شبح الأرقام المخيبة للآمال التي تم الكشف عنها أخيراً، وعادلت 30 ألف نسخة فقط مبيعة في الأسواق، إلا أن هذا الأمر لم يثنِ عزيمة المغني المصري الذي استقر في النهاية على خمس أغان جديدة سيضمها إلى الألبوم الجديد المقرر طرحه في شهر يوليو المقبل، في أول عودة للتعاون مع شركة «روتانا» بعد انفصاله عنها، وتأسيسه لشركة «ناي» التي تولت إنتاج ألبومه الأخير المخيب للآمال.

ووسط توقعات وآمال كبيرة بالنجاح، جازفت الفنانة آمال ماهر بطرح ألبومها الغنائي الجديد، الذي اختارت له عنوان «أصل الإحساس» وضمنته 16 أغنية جديدة تعاونت فيها مع نخبة من الشعراء العرب، أبرزهم أيمن بهجت قمر، تركي آل الشيخ، تامر حسين، ونادر عبدالله، والملحنين تامر عاشور، ياسر ماجد، وخالد عز، في الوقت الذي تعاملت الفنانة هذه المرة مع كل من الموزعين الموسيقيين طارق مدكور وهاني فرحات، وذلك بعد ألبومها الغنائي الأخير «ولاد النهارده» الذي طرحته في عام 2015، رافعة شعار «الرومانسية» التي ستستعيد بها ماهر ألق حضورها وصوتها الدافئ.. فهل ستنجح الفنانة في النجاة من مطبات الخيبة هذه المرة؟

عودة «الكينج»

لربما كانت خيبة أمل دياب وحسني استثناء في الوسط الغنائي المصري، وذلك بسبب وجود المغنيين المصريين على الدوام على الساحة، على عكس بعض نجوم الغناء الآخرين، الذين فضلوا الابتعاد والعودة بعد سنوات طويلة من الغياب، مثل الفنان محمد منير الذي يستعد لإطلاق ألبومه الجديد «وطن» هذه الأيام، بعد أن طرح النجم أربع أغانٍ من ألبومه الجديد الذي سيضم 10 أغانٍ جديدة باللهجة المصرية، من بينها أغنية باللهجة النوبية، ومتابعة الجمهور له في أغانٍ مثل «طاق طاقية، لو باقي في عمري، أهل أول، روح»، على الهواتف الخلوية في مصر، التي لعلها تعيد «الكينج» إلى عرش نجوميته بعد غياب تجاوز ستة أعوام.

وبعد غياب تجاوز ثمانية أعوام، قرر محمد فؤاد العودة إلى الساحة الغنائية، عبر ألبوم جديد حمل عنوان «سلام»، كان من المقرر أن يطرح في منتصف الشهر الماضي، بعد انقضاء فترة حداد الفنان على وفاة شقيقه. ويضم الألبوم 12 أغنية متنوعة من المتوقع أن يـتأخر إصدارها بسبب أزمة تسويق وتوزيع عارضة مع إحدى الشركات التي ادعت أحقيتها في توزيع ألبومه الجديد لأنها صاحبة الحق الحصري في التعاقد الرسمي الذي تم مع المغني المصري منذ عام 2012.

الأغنية الخليجية

في المقابل، يبدو طقس الأغنية الخليجية أكثر استقراراً من موجات الرياح العاتية التي عصفت بغيرها، في ظل الحرص الواضح من نجوم الغناء الخليجي على الابتعاد عن المغامرة، مثل طرح أعمالهم في مواقيت غير مناسبة أو طرح عدد كبير من الأغاني دفعة واحدة، وهو الأمر الذي انسحب على نبيل شعيل، الذي طرح أواخر العام الماضي «ميني ألبوم»، حمل عنوان «فرق السما» ضمّ ست أغانٍ اعتمد فيها الفنان على التوزيع الرقمي والتعاون مع شركة «روتانا»، في الوقت الذي فضل رابح صقر طرح ألبوماً غنائياً من ثماني أغانٍ، سرعان ما حقق أكثر من خمسة ملايين مشاهدة عبر قناة شركة «روتانا» الرسمية على «يوتيوب» العالمي، فيما أعلن عبدالله الرويشد أخيراً عن طرح ألبومه الغنائي الجديد «عبد الله الرويشد 2019»، الذي تضمن 10 أغنيات، وتعاون فيه مجدداً مع «روتانا»، ولفت إليه أنظار زملائه من الفنانين الذين لم يتوانوا عن تهنئته بنجاح الألبوم.


حماقي: «كل يوم من ده»

في مفاجأة فنية هي الأولى من نوعها على صعيد الألبومات الغنائية، طرح محمد حماقي، أخيراً، ألبومه الجديد «كل يوم من ده» ليضمّنه 20 أغنية طرحها الفنان دفعة واحدة، تعاون فيها مع مجموعة من الشعراء والموزعين والملحنين، وذلك بعد ألبومه الأخير «عمره ما يغيب»، الذي صدر صيف 2015، ونجحت أرقام مبيعاته في تجاوز حاجزالـ100 ألف نسخة، يبدو أن الفنان سيحققها قريباً في الألبوم الجديد، وذلك بعد أن تصدّر الألبوم منذ طرحه مواقع التواصل الاجتماعي ومؤشرات البحث عبر غوغل، وتريند «يوتيوب» في مصر، فيما وصلت نسب مشاهدة الألبوم إلى أكثر من 25 مليون مشاهدة على «يويتوب».

أصالة «بنت أكابر»

أعلنت أصالة أن ألبومها المقبل، الذي تستعد لطرحه منتصف هذا الشهر، بعد غياب عامين منذ طرح ألبومها الأخير«مهتمة بالتفاصيل»، سيكون استثنائياً، خصوصاً على مستوى التعاونات الموسيقية والشعرية، مع أسماء مثل جمال الخولي ومحمود الخيامي وناصر الجيل وآدم حسين وغيرهم، في الوقت الذي تستعد الفنانة لتصوير ثلاث أغان من ألبومها الجديد على طريقة الفيديو كليب، بعد انتهائها أخيراً من تصوير أغنية «بنت أكابر» في صحراء الفيوم، وهي الأغنية الأولى لها باللهجة الصعيدية.

ألبوم جديد بعنوان «وطن»، خلال أيام، قد يعيد الكينج محمد منير إلى عرش نجوميته.

تويتر