حسين الجسمي في «دبي أوبرا»: الإمارات عين.. والسعودية عين

بين الإيقاعات الخليجية والأغاني الطربية، تمكّن الفنان الإماراتي حسين الجسمي (السفير فوق العادة للنوايا الحسنة)، من أن يطرب جمهور دبي أوبرا في حفل أحياه، أول من أمس، بالتزامن مع انطلاق فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2019، بدعم من مؤسسة المهرجانات والتجزئة في دبي.

على مدى أكثر من ساعتين قدّم الجسمي أجمل أغانيه التي ألهبت حماسة الجمهور، معتمداً إضافة اللحن الأصيل على الحفل، فقدم أغنية من ألحان محمد عبدالوهاب، وأغنية من كلمات وألحان الأخوين الرحباني، ليجعل من الأمسية ذات خلطة فنية متميزة.

الجسمي رحّب بالجمهور في بداية الحفل، وقال: «كل عام وأنتم بخير أولاً، عشنا معكم لحظات من العمر، أجمل لحظات السعادة والفخر والنجاح، والشكر لوجودكم أولاً في قلبي، وثانياً في دبي أوبرا». وأضاف مخاطباً الجمهور: «الوقوف على المسرح له هيبة، ولكن حضوركم له هيبة أكبر». وتعمد الجسمي خلال الحفل الحديث مع الجمهور بين الأغنية والأغنية، ليقدم بعدها تحية إلى المؤثرين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، فيطلب منه أحد الحضور بعدها تحية السعودية، فأجاب الجسمي: «الإمارات عين.. والسعودية عين».

بدأ الحفل مع الإيقاع الخليجي، مختاراً من بين أغنياته، تلك التي نالت جماهيرية واسعة، فغنى «رعاك الله» من كلمات خليفة بن محمد، وألحان فايز السعيد، ويقول في مطلعها «رعاك الله يا ذكرى ليالي لي تمر البال/‏‏ تذكرني بسعادة يوم أغمض وأبحر بفكر». واستكمل الحفل مع الإيقاع الخليجي، ليختار خلال الحفل أغنية من كلمات الشاعر الإماراتي علي الخوار، الذي لا يمكن أن يمر حفل للجسمي دون أن يغني من أشعاره، فقدم أغنية «الجبل»، التي لحنها فهد الناصر، ليردد معه الجمهور كلماتها، «شوف الجبل ولا هزته ريح/‏‏ شوف القمر عالي ولا يمكن يطيح».

تفاعلُ الجمهور مع أغنيات الجسمي خلال الحفل كان لافتاً، فقد غنى الجمهور، وردَّد جميع أغنياته، سواء القديمة أو الجديدة، فغنى الجمهور أغنية «أحبك»، كما رددوا معه وسط التصفيق الحار أغنية «الشاكي».

فقرة خاصة من الغناء المترافق بعزفه على البيانو، قرر أن يبدأها الجسمي مع أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فعزف على البيانو أغنية «أنا لها شمس»، التي يقول فيها سموه، «أنا لها شمس وأنا لها في/‏‏ وأنا لها روح الجسد في بدنها/‏‏ يا ضي عيني يا بديل عن الضي/‏‏ ما اريد ضي العين إن غبت عنها». ثم قدم عازفاً على البيانو أيضاً وبمساندة قائد الفرقة المايسترو وليد فايد، «نصف الفراق» من أشعار الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز ومن ألحان الجسمي.

نَفَسُ الأصالة العربية، والنوستالجيا إلى الفن الأصيل، لم يغب عن الحفل، فقدم الجسمي ثلاث أغنيات قديمة من الأغنيات التي طالما عشقها محبو الفن الطربي، فغنى للجمهور من الإيقاع المصري أغنية «اما براوة» التي لحنها محمد الموجي، وكتب كلماتها مرسي جميل عزيز. لينتقل بعدها إلى النغم اللبناني القديم، ويستحضر من أغنيات فيروز، وكلمات وألحان الأخوين الرحباني أغنية «نسم علينا الهوا»، وهي الأغنية التي باتت من الأغنيات التي لا تكاد تغيب عن برنامج حفلاته، فألهب حماسة الجمهور الذي ردد كلمات الأغنية معه. وقبل نهاية الحفل، كانت للفنان الجسمي وقفة مع الطرب الأصيل مع شعر أحمد شوقي وألحان محمد عبدالوهاب، حيث أدى أغنية «مضناك جفاه مرقده»، والتي تمكن خلالها الفنان الإماراتي من إظهار إحساسه العالي بالطرب الأصيل.

ولأنَّ الفنان الجسمي يدرك عشق الجمهور للأغنيات المصرية التي قدمها، فقد أفسح لها خلال الحفلة أكثر من محطة، حيث عاش مع الجمهور حالة خاصة من الحماسة مع أغنية «ستة الصبح»، ليعود الجسمي، ويقدم للجمهور الحالة الحماسية ذاتها في ختام الحفل مع أغنية «بشرة خير»، حيث اختتم الحفل بالتصفيق الحار.

الفقرة الهادئة

كان الحفل الذي أحياه الإماراتي حسين الجسمي، متميزاً على المستوى الغنائي، وكذلك التفاعل مع الجمهور، حيث كان الأخير يطالب الجسمي بعناوين الأغنيات التي يرغب في سماعها، فيما كان أحد المواقف الطريفة وأبرزها صراخ طفل موجود مع أهله في القاعة، حيث كان صوت بكائه طاغياً، أثناء عزف الجسمي على البيانو، فعزف له أغنية خاصة للأطفال، وهي «توينكل توينكل»، كي يتوقف عن الصراخ، ليسأل الجسمي بعد نهاية فقرة عزفه على البيانو، فيما إذا كان الطفل قد نام بعد هذه الفقرة الهادئة.

الأكثر مشاركة