مانوكيان: أوبرا دبي باتت من الأماكن المتميزة حول العالم. من المصدر

غي مانوكيان: حملتُ لأوبرا دبي «قطعة من لبنان»

موسيقى من نمط خاص يقدمها المؤلف الموسيقي اللبناني غي مانوكيان، فألحانه عصرية لكنها تأخذنا الى إيقاعات الزمن الجميل، وتحمل نفحة تبرز جذوره الأرمنية. تحمل موسيقى مانوكيان شكلاً مختلفاً، في عصر تقدم فيه الموسيقى بأشكال معلبة ومتشابهة. بدأ بالعزف على البيانو منذ طفولته، ويؤمن بأن الموسيقى يجب أن تكون ترجمة صادقة وحقيقية لحياته بكل ما فيها، ليترجمها عزفاً على المسرح.

مانوكيان الذي قدم حفلاً لافتاً أمس، في أوبرا دبي، قال قبيل حفله: «إن أوبرا دبي باتت من الأماكن المتميزة حول العالم، وقد قدمت حفلاً موسيقياً في دار الأوبرا في سيدني، وكان من الحفلات المحببة الى قلبي، ولكن دبي أوبرا مهمة جداً بالنسبة لي، وقلت للموجودين في دبي، وللبنانيين على وجه الخصوص أنني سأقدم على المسرح قطعة من لبنان». وأضاف: «من أجل أوبرا دبي أعددت برنامجاً يتميز بالفرح ومتنوعاً بين الموسيقى التي ألفتها، الى جانب قسم آخر يشتمل على أفضل ما قدم في الموسيقى العربية، الى جانب اللحن الخاص الذي ألفته أخيراً لابنتي كارا، وعزفته في مهرجانات السوق في قلعة الشقيف». وأوضح أنه غالباً ما يبدأ بالعزف المنفرد، وتتابع الفرقة معه، كما أنه يحرص على وجود الكورال المغني في الفرقة، لأنه يريد من الجمهور الغناء والفرح.

التعلق بالزمن الأصيل وعزف الأغاني القديمة، يردهما مانوكيان الى أنه يرتبط بتراثنا، ففي العالم العربي هناك ما يسمى الغموض الجميل، ومع التوزيع الحديث يقترب التراث القديم للجيل الشاب، فيقدم بغلاف جديد قريب منه. ونوه بأن هناك مجموعة من الأغنيات لا يمكن إلا أن يحبها المرء، ومنها «ألف ليلة وليلة»، و«ليلة حب»، و«شمس الشموسة» وغيرها، فهي أغنيات تقدم بقالب حديث محبب للجيل الشاب.

ويضيف مانوكيان أنه كلبناني من أصول أرمنية، عاش كل حياته في الشرق، لابد أن تحمل موسيقاه الحس الشرقي والأرمني، كما أنه يستمع الى أنواع متباينة من الموسيقى، وهذه الخلطة مجتمعة مكنته من ابتكار موسيقى عربية تتوجه للشباب. ونوه بأنه أينما ذهب المرء لا يمكنه أن يبتعد عن موطنه، مشيراً الى أن لبنان يمتلك تراثاً قديماً في الموسيقى تركه فيلمون وهبة والرحابنة وزكي ناصيف وأمثالهم، ولكن لم يستغل بالشكل الصحيح، منوهاً بأنه متمسك بهذه الموسيقى، ويحاول السير على خطى هؤلاء العظماء، فيستفيد من الروح الأصيلة ويضعها في قالب عصري. أما لجهة كيفية استغلال هذه الموسيقى بالشكل الصحيح، فلفت الى أنه في البداية لابد أن تقدر، ولا تنسى، وتكون هذه الموسيقى حاضرة في حفلاتنا، وأن يتم البناء عليها كأساس والانطلاق للأمام، مشدداً على أن الزمن لم يتوقف عندهم بالطبع، فهناك اشتغال بالموسيقى مع العديد من الأسماء، أمثال الراحل ملحم بركات، فمن الضروري أن يستكمل خلق الموسيقى، وأن يتم تقديمها في كل أنحاء العالم، لتعكس صورة عن بلداننا ووجهها الثقافي والحضاري.

واعتبر مانوكيان أنه طالما هناك إبداع وموسيقى جديدة، فهذا جيد، وليس من الضروري أن نحب كل ما يتم انتاجه، مستبعداً وجود انحطاط موسيقي في العالم العربي، طالما هناك كاظم الساهر على سبيل المثال، أو حتى وجود أغنيات جميلة تصدر بين وقت وآخر. وعن الألحان التي تؤخذ من ثقافات أخرى، لفت مانوكيان إلى أن العالم منفتح اليوم، والمرء قادر على سماع موسيقى من مختلف جهات العالم، وبالتالي قد يتأثر بثقافات أخرى، ولكن ما يعارضه أن تؤخذ الألحان من بلدان أخرى ويدعي المرء أنه كتبها.

اللحن مع مانوكيان يبدأ من العقل، فيقوم بعده بتسجيله عندما يصل لمرحلة يرهقه التفكير فيه. أما الوقت الذي يستغرقه اللحن، فهو دقائق، لأن الموسيقى تأتي من الحياة، والإلهام الأساسي يكون من تفاصيل حياته، ولهذا فإن الموسيقى التي يؤلفها تشبهه، ويطلق عليها اسم الموسيقى اللبنانية الحديثة أو موسيقى الشباب العربي.

يهتم مانوكيان اليوم بإنتاج موسيقاه، مبتعداً عن تقديم الألحان للفنانين، ولكن إن كان سيعود الى تقديم الألحان للفنانين فسيقدم كما قال لحناً لنانسي عجرم. وأكد أنه اختار الابتعاد عن تقديم الألحان للفنانين لأنه قادر على إحياء حفلاته الشخصية، ويقدم في السنة ما يقارب 55 حفلاً حول العالم، فلا يحتاج الى تقديم ألحانه ليقدمها غيره.

الرياضة

يترأس غي مانوكيان رئاسة فريق الهومنتمن لكرة السلة منذ خمس سنوات. وقال عن الجانب الرياضي في شخصيته: «كنت ألعب رياضة كرة السلة منذ الصغر، وأحبها، ولكني لم ألعب مع فريق محترف، بل أترأس وأدير فريقاً لكرة السلة، واتخذت قراراً بأن نأخذ البطولة، وقد حققناها في هذا العام». ويرى أن الرياضة متعة، ولايزال من وقت لآخر يلعب على صعيد التسلية.

الأكثر مشاركة