70 عاماً من مآسي النزوح.. العالم ليس بخير

بمناسبة «يوم الأمم المتحدة»، افتتحت الأمانة العامة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، المعرض الفوتوغرافي الإنساني «المهاجرون»، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والمجلس الدولي للتصوير، أمس، في «دبي مول». ويقدم المعرض 55 صورة تعرض مأساة المهاجرين حول العالم، وتغطي 70 عاماً من النزوح، تحديداً في الفترة الممتدة من 1948 إلى 2018. ويتزامن المعرض مع معرض مطابق له يعرض الأعمال نفسها في مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتنبه الصور إلى المعاناة البشرية المتنامية، وأن العالم ليس بخير، ولا يعيش أفضل أوقاته.

مهاجرون

يبلغ عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم 258 مليون شخص، أي نحو 3.4% من سكان العالم (نصفهم تقريباً من الإناث). وتبلغ نسبة المهاجرين المولودين في بلدان نامية 72% من الإجمالي العالمي، أي أقل من نصف المهاجرين في البلدان المتقدمة. وأكدت وكيلة الأمين العام للاتصالات العالمية في منظمة الأمم المتحدة، أليسون سميل، أن منطقة الشرق الأوسط هي أحد مصادر اللاجئين، كما أنها تستضيف عدداً كبيراً منهم، مانحة العديد من فرص العمل للعمال المهاجرين. وأشارت إلى أن الصور في المعرض تغطي الجانب الإنساني لهذه الظواهر العالمية، والتفاعلات الشخصية التي تصل من الجمهور تمد الأمم المتحدة بشعور أن المجتمعات متصلة تماماً.

علي بن ثالث:

«الجائزة تسلط الضوء على مختلف القضايا التي تمس الإنسانية في العالم».

سعيد النابودة:

«فرصة من ينعم بالأمن والأمان أن يشعر بقيمة ما يحظى به في حياته».

مشاهد كثيرة تحملها الصور الموجودة في المعرض، تسرق المشاهد وتدخله في حالة إنسانية خاصة مع حكايات النازحين، وترحالهم، بحثاً عن الأمان أو سبل العيش وما إلى ذلك. وجوه الأطفال المتعبة والجائعة، نساء أو رجال يحملون أطفالهم على أكتافهم، ليضمنوا لهم حياة أفضل.

وتجسّد بعض الصور مشاهد أكثر حزناً من داخل المخيمات، فنرى وجهاً من وجوه المعاناة اليومية في وجه الطفل السوري في أحد المخيمات في تركيا، أو في شوارع ليبيا، أو الأطفال الذين ينتظرون في الطابور للحصول على الطعام في أفغانستان. أما الفترات الزمنية المتباعدة للصور، جعلتها تنقسم بين الملوّنة، والأبيض والأسود في الصور التي تعود إلى خمسينات القرن الماضي.

وقال الأمين العام للجائزة، علي بن ثالث، لـ«الإمارات اليوم»: «للصورة تأثير كبير في هذا العصر، ومن توظيفاتها الأساسية التي عملت عليها الجائزة منذ تأسيسها، عملاً بتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي راعي الجائزة، الدور الإنساني النبيل الذي يسلط الضوء على مختلف القضايا التي تمس الإنسانية في كل مكان». وأضاف: «فتحت الجائزة قنوات الاتصال مع الأمم المتحدة، لأن الجائزة في برنامجها السنوي هناك عمل خيري، من خلال زيارة مخيم، أو التواصل مع الأطفال، أو من خلال معرض، ونحن نتابع أجندة الدولة في عام الخير، ولهذا انه يحمل معاناة إنسانية».

وأشار الى أن «الصور مأخوذة من أرشيف الأمم المتحدة، ولدى الأخيرة أرشيف ضخم ومخيف عن الحالات الإنسانية والحروب، وكواجب إنساني، تم وضع المعرض أمام الزوار». ولفت إلى أن «الجانب الإنساني سيدفع الجمهور الى مشاهدة الصور الموجودة في المعرض، حيث يصل عدد زوار (دبي مول) يومياً يصل الى 250 ألفاً»، وأوضح أن «وجود العنصر الإنساني في الصور سيجذب المشاهد بنسبة 80%، وأن أخذ 30 ثانية من وقت الشخص أمام اللوحة يعدّ ربحاً كبيراً».

وقال نائب رئيس مجلس أمناء جائزة حمدان للتصوير، سعيد النابودة، لـ«الإمارات اليوم»: «يتم تنظيم هذا المعرض الإنساني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، وتأتي أهميته من كوننا في (عام زايد)، ومن مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الاهتمام بالقضايا الإنسانية، كما أن وجود المعرض في وجهة عالمية، يعدّ فرصة جيدة لإبراز البُعد الإنساني للجائزة، فهناك بُعد إنساني للتقارب والتسامح». ونوّه بأن الجائزة كانت لها مبادرات سابقة ومتعددة، وتكتمل مع هذا المعرض، ومن المؤسف أن النكبات مستمرة وتتواصل، ولكن المعرض فرصة لإعطاء من ينعم بالأمن والأمان أن يشعر بقيمة ما يحظى به في حياته.

وأكد رئيس مجلس إدارة المجلس الدولي للتصوير، جيمس شونغ، على سعادتهم بالإسهام في هذا الحدث العظيم، الذي يعدّ بوابة لقارة آسيا، يحمل شعار السلام من خلال التفاهم، من خلال اللغة العالمية، ألا وهي التصوير، موضحاً أن «هذا هو شعار المجلس على الدوام».

الأكثر مشاركة