ناجية من المرض تتحدث عن تجربتها

القافلة الوردية.. رحلة ملهمة في كشف وعلاج سرطان الثدي

صورة

تواصل القافلة الوردية، إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان، المعنية بتعزيز الوعي بسرطان الثدي، وأهمية الكشف المبكر عنه، جهودها للحد من مخاطر هذا المرض، الذي يصيب سنوياً نحو 1.1 مليون امرأة في العالم، وتشجيع كل فئات المجتمع على إجراء الفحوص الدورية، التي تسهم بشكل كبير في اكتشاف المرض في مراحله الأولى.

وتركز القافلة الوردية في عملها على بث الأمل، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تدور حول المرض، كما تلتزم على مدار العام بتوفير الفحوص الطبية المجانية لكل فئات المجتمع، لأن الدراسات والتجارب الطبية تؤكد أن 98% من الحالات التي يتم اكتشاف المرض خلالها في المراحل الأولى يتم علاجها وشفاؤها تماماً.

وعبر رحلتها الطويلة، أكدت القافلة الوردية أن هناك الكثير من القصص الملهمة للناجيات من سرطان الثدي، اللواتي استطعن بالتفاؤل والإصرار التغلب على المرض والانتصار عليه، وتعتبر تجربة أمل إحدى التجارب المهمة التي تثبت قدرتنا في التغلب على المرض بالوعي والأمل.

تسرد الناجية أمل (45 عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال، رحلتها مع سرطان الثدي، التي ابتدأت في عام 2011، وتقول: «اكتشافي للإصابة بسرطان الثدي كانت مع الانطلاقة الأولى لمسيرة فرسان القافلة الوردية في عام 2011، ففي ذلك الوقت لم تكن لدي معلومات مفصلة حول المرض، حيث كنت مشاركةً في إحدى الحملات التوعوية التي تنظمها القافلة الوردية، والتي أعقبها إخضاع جميع المشاركات للفحوص الطبية».

وأضافت أمل: «وقتها لم أكن متحمسة لإجراء الفحص، فجميع زميلاتي اللواتي خضعن للفحوص كانت نتائجهن عدم الإصابة بالمرض، وأذكر أنني كنت في عجلة من أمري وأود المغادرة، ولكن مع إصرار من الدكتورة سوسن الماضي، رئيس اللجنة الطبية والتوعوية في مسيرة فرسان القافلة الوردية، أجريت الفحص، وكانت النتيجة وجود كتلة صلبة، ليتم تحويلي إلى أحد المستشفيات في العاصمة أبوظبي، حيث تم أخذ خزعة من الثدي التي أكدت إصابتي بالمرض بعد فحصها».

وحول أهمية الالتزام بإجراء الفحوص الدورية، قالت أمل: «لابد من التأكيد على أن سرطان الثدي يُعد من الأمراض الغامضة التي لا تترك آثاراً أو أعراضاً صحية يتعرض المريض جراءها للآلام، ومن جانبي كان شعوري بالصحة التامة سبباً رئيساً في عدم حماستي لإجراء الفحوص، حيث قلت وقتها إنني لا أشعر بأي شيء يُنبئ بإصابتي بمرضٍ ما، ولا أجد أن هنالك ما يستدعي خضوعي للفحص الطبي، لكن الفحص أثبت عكس ذلك، وأسهم بشكل كبير في إنقاذي من مرحلة الخطر وتماثلي للشفاء التام».

وحول مراحل العلاج التي مرت بها، قالت أمل: «بعد تأكد إصابتي بالمرض، أصدرت لي جمعية أصدقاء مرضى السرطان ملفاً طبياً، حيث تكفلت بكل إجراءات علاجي الذي استمر ثلاثة أعوام، وخضعت في عام 2011 لمجموعة من جلسات العلاج الكيميائي فور تشخيص المرض، أعقبها تدخل جراحي في عام 2012، وعملية تجميلية في عام 2013، وأنا اليوم بفضل الله تعالى ناجية من المرض، وأعيش حياتي مع أسرتي بشكل طبيعي».

وتقدمت أمل بالشكر والامتنان لدولة الإمارات، قيادةً وشعباً، على ما وجدته من رعاية طبية متميزة خلال رحلة علاجها، كما تقدمت بالشكر إلى القافلة الوردية، وإلى أسرتها التي منحتها الأمل، وقدمت لها كل أنواع الدعم حتى تحقق لها الشفاء.

أعراض

العديد من الأعراض قد تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي، وينبغي معها مراجعة الأطباء فوراً، أهمها: ظهور كتلة في الثدي، وزيادة سماكة الثدي أو الإبط، والتغيّرات الجلدية، والتورم، والألم، وتغيّر الحلمة، وتغير في حجم أو شكل الثدي، علماً بأن بعض هذه التغييرات تحدث طبيعياً عند الحمل أو الرضاعة.

كما تشدد القافلة الوردية على أن اتباع نظام غذائي صحي يتضمن تناول الفواكه والخضراوات، ومحاربة التخمة، وزيادة الوزن، وممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، والانتباه الشديد لضمان الاستخدام الصحيح للهرمونات التكميلية، كلها تعد من أكثر العوامل التي تحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

نماذج في الصمود

 

قالت المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، رئيس اللجنة الطبية والتوعوية في القافلة الوردية، الدكتورة سوسن الماضي: «مرت علينا في القافلة الوردية الكثير من الأمثلة لتجارب ناجيات من سرطان الثدي، اللواتي قدمن أروع النماذج في الصمود، وتحدي الخوف، حيث لم يمنحن المرض الفرصة للسيطرة عليهن، وواصلن رحلة العلاج حتى تحقق لهن الشفاء التام».

وأضافت الماضي: «يتوجب التعامل مع تجربة الناجية أمل ومثيلاتها، كونها تمثل مصدر إلهام لمحاربة سرطان الثدي، فهي تلفت الانتباه إلى أهمية الكشف المبكر، وضرورة القيام به بشكل دوري، فسرطان الثدي في مراحله الأولى لا يُخلف أي آثار أو أعراض على المريض».

أكتوبر الوردي

تنظم القافلة الوردية حالياً، وتزامناً مع أكتوبر الوردي، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، سلسلة من البرامج والفعاليات التوعوية، حيث أطلقت أخيراً حملة توعوية شاملة، تستهدف الدوائر الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وتأتي تحت عنوان «اليوم الصحي الخاص بالقافلة الوردية»، وتقام طوال شهر أكتوبر.

الناجية أمل:

• اكتشاف المرض مبكراً أنقذني من مرحلة الخطر وأسهم في شفائي.

• أدعو جميع السيدات إلى الحرص على إجراء الفحوص الدورية.

تويتر