خلال محاضرة نظّمها مركز سلطان بن زايد

صديق جوهر: الترجمة رافد عابر للثقافات والحدود

المحاضر أكد أنه من دون الترجمة لا يمكن الانفتاح على الآخر ولا معرفته. من المصدر

قال أستاذ اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور صديق جوهر، إن «الترجمة بشكل عام، والترجمة الأدبية والثقافية بشكل خاص، من أهم ديناميات التلاقح الحضاري، لأنها من أبرز الآليات المحفزة لحوار الحضارات، وهي من أرقى فروع الترجمة وأكثرها تعقيداً، إذ تخضع لمعايير إبداعية محددة تفرضها خصوصية النصوص الأدبية وتفرّدها، علاوة على تنوع أبنيتها اللغوية وتشابكها مع الأطر الفكرية السائدة، وتداخلها مع العديد من الأنماط الثقافية ذات الأبعاد المحلية والعالمية».

وأضاف جوهر، خلال محاضرة حول «حركة الترجمة في العالم العربي.. بين الماضي والحاضر» نظمها مركز سلطان بن زايد، أول من أمس، في مقره بأبوظبي، أن حركة الترجمة تشكل في جوهرها رافداً من روافد الفكر الإنساني العابر للثقافات والحدود، مشيراً إلى أنه في الوقت الراهن يمثل الأدب العربي المترجم إلى الإنجليزية واجهة من المفترض أن تنعكس عليها أبجديات الثقافة العربية الإسلامية، مشدداً على الحاجة للمزيد من الجهد والعزيمة لتظل الترجمة بفروعها كافة جسراً للتواصل الفكري بين الشرق والغرب، ومنبراً لحوار الحضارات وتلاقح الثقافات.

ولفت إلى أن الترجمة تلعب دوراً محورياً في التعريف بالذات القومية والسمات المحلية والمشتركات الإنسانية، علاوة على الإضافات النوعية الخاصة في مجالات الفكر والفن والأدب والعلوم والتكنولوجيا، منوهاً إلى أنها لم تعد مجرد مسألة أسلوبية ولغوية، بل صارت مسألة حضارية وثقافية من دونها لا يمكن الانفتاح على الآخر ولا معرفته بقصد التعايش معه.

ودعا جوهر إلى «ضرورة أن نستوعب جميعاً، سواء كنا مترجمين فرادى أو مؤسسات ترجمة وصنّاع قرار، الدرس المرعب للترجمات الملتوية والمحرفة والتأويلات والتفسيرات والتخريجات، وما خلفته وراءها من خراب ودمار وملايين القتلى والمشردين».


مثل ما أراد المخلصون

أشاد المحاضر الدكتور صديق جوهر بالمبادرات والمشروعات والهيئات التي تدعم حركة الترجمة في العالم العربي، وعلى رأسها مشروع كلمة في أبوظبي، ومؤسّسة محمد بن راشد في دبي، من أجل الحياة والرفاهية والتقدم الإنساني والشراكة البشرية؛ مثل ما أراد المخلصون من آباء الترجمة المؤسسين.

تويتر