مذيع نشرة الأخبار العالمية في تلفزيون دبي

محمد الكعبي: ككل الإماراتيين.. فخور بذكرى زايد

صورة

ثمانية أعوام من العمل الإعلامي، هي حصيلة تجربة الإماراتي محمد الكعبي، التي استطاع خلالها تقديم نموذج ناجح ومشرف للشباب الإماراتي الطموح، والقادر على تحقيق أحلامه، ورسم أهدافه بحرص ومثابرة، أضافهما الكعبي إلى رغبة ملحة في التعلم، واكتساب شتى المهارات المهنية الجديدة.

هذه المهارات هي التي فتحت له الباب واسعاً لإطلالة أولى عبر نشرة الأخبار العالمية على شاشة تلفزيون دبي، قبل أن يقرر في عام 2016 الانطلاق إلى آفاق أرحب عبر تجربة الالتحاق بمجلس الإمارات للشباب، الذي يشغل فيه الكعبي منصب المسؤول الإعلامي، ويتولى كتابة الأخبار والنشر الإعلامي والتنسيق مع مختلف وسائل الإعلام المحلية، مكرساً إيمانه بأهداف المجلس السامية ورسالته المجتمعية الفاعلة، ومجسداً دوره كفرد في دعم رسالة المجلس الرامية إلى خدمة الشباب الإماراتي الطموح، والتعبير عن آرائه.

تجربة استثنائية

الكعبي تحدث لـ«الإمارات اليوم» عن ظروف ترشيحه لتقديم برنامج «عام زايد» على قنوات مؤسسة دبي للإعلام، فقال: «أشعر أنني محظوظ باختياري من قبل الإدارة، في مؤسسة دبي للإعلام، لتقديم هذا البرنامج المرتبط بشخصية استثنائية لم تنتظر أن يكتب عنها التاريخ، حيث استطاع الشيخ زايد، رحمه الله، أن يكتب التاريخ بنفسه ليكون بذلك قائداً استثنائياً لا يتكرر أبداً»، ويتابع: «أنا كحال أي إماراتي فخور بذكرى الشيخ زايد الخالدة، كنت ومازلت أعشق شخصيته التي قرأت عنها الكثير، وتابعت إنجازاتها عبر وسائل الإعلام المختلفة، كما تعرفت إليها أكثر من خلال معاصرتي لكثير من الأشخاص الذين زامنوا فترة الشيخ زايد، رحمه الله، عن قرب وشهدوا أدق تفاصيل حياته».

تأثر واضح

رغم فارق العمر الكبير الذي يفصله عن الشخصيات التي حاورها في هذا البرنامج، إلا أن الكعبي استطاع تجاوز عقبة الفروق الفكرية وتباين وجهات النظر ليؤسس لحوار هادف بين الأجيال، أساسه التواصل والفائدة ونقل خبرات الجيل المؤسس، في الوقت الذي لم ينكر الكعبي حاجته المستمرة إلى البحث والاطلاع المستمر على مختلف المقابلات واللقاءات الصحافية السابقة لضيوفه، للتمكن من محاورتهم وتوقّع ردة فعلهم، بالإضافة إلى حرصه الدائم على الحضور مبكراً للجلوس مع الضيف ومحاولة الاندماج معه في دردشات خفيفة قبل البدء في تسجيل الحوار، الذي يرفقه الكعبي أحياناً كثيرة بالحرص على سؤال عدد من مقرّبي الضيف عن طباعه وشخصيته، ومحاولة البحث عن بعض القصص والمواقف التي لم تنشر، والتي يمكن أن تشكل إضافة حقيقية للبرنامج الذي يعنى بالاقتراب أكثر من شخصية الشيخ زايد، رحمه الله.

وعن أهم الشخصيات التي استضافها البرنامج، يشير الكعبي إلى الحلقة الخاصة التي حل فيها مبارك بن قران المنصوري، رحمه الله، ضيفاً على الاستوديو، قبل رحيله بشهر واحد، ليكون الحوار الأخير الذي تحدث فيه الراحل عن شخصية الشيخ زايد، بحكم قربه منه والصداقة الوطيدة التي جمعتهما، وكذلك الحوار مع محمد بن ركاض العامري، وفرج بن حمودة الظاهري، وغيرهم من الشخصيات التي عاصرت الراحل الكبير، وارتبطت معه بعلاقات صداقة وطيدة تلازموا فيها مع الشيخ زايد الذي كان منصتاً لآرائهم، مستنيراً بمشورتهم.

لهذا السبب لا يخفي الكعبي تأثره على الصعيد الشخصي، بحديث شخصيات برنامج «عام زايد» عن الراحل الكبير، وحرصه على استمرارية دولة الاتحاد في ظل الصعوبات الكبيرة التي واجهته في فترة قيام دولة الاتحاد وبعدها.

بداية المشوار

وفي عودة إلى محطة الانطلاق الأولى في مسيرة الإعلامي الإماراتي الشاب، يتحدث الكعبي عن التحاقه أولاً بالعمل في إذاعة نور دبي، التي اشتغل فيها الكعبي على قراءة مواجز الأخبار لمدة عامين، قبل أن يتم ترشيحه للانتقال إلى مركز الأخبار التابع لمؤسسة دبي للإعلام لتقديم نشرة الأخبار العالمية، التي تمرن فيها الكعبي لمدة شهرين على جملة من الضوابط والقواعد الخاصة بكتابة وقراءة نشرات الأخبار وآخر المستجدات العربية والعالمية.

في المقابل، لا يشعر الكعبي بالرهبة من صورة المذيع النمطية التي يمكن أن تلتصق به، وذلك لإحساسه بالمسؤولية في إيصال المعلومة وإقناع المشاهد بمتابعة نشرة الأخبار بأسلوب يحرص أن ينأى فيه عن الرتابة والملل، حيث يقول: «أتيحت لي فرصة القيام بمجموعة من التغطيات الخاصة، مثل عملي على تغطية فعاليات القمة العالمية للحكومات ومنتدى الإعلام العربي في عام 2018، التي كللتها أخيراً بحلقة خاصة أنتجتها المؤسسة وقدمتها عن ظاهرة خسوف القمر»، إلى جانب عدد من التغطيات الميدانية الأخرى والفعاليات المختلفة.


جانب إنساني

عن كواليس برنامج «عام زايد»، على قنوات مؤسسة دبي للإعلام، يتحدث محمد الكعبي عن تعامل الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، بشكل رسمي مع أمور الدولة، بالتوازي مع اهتمامه بأدق التفاصيل اليومية البسيطة بداية من صلاة الفجر وجولاته الصباحية المبكرة، وجلوسه في المجلس (البرزة)، ثلاث مرات في اليوم، وكذلك زياراته الميدانية اليومية والتفقدية لمختلف الأماكن ومشروعات الإنشاءات التي كان المغفور له يحرص على متابعة سير عملها بشكل يومي. في الوقت الذي يستذكر الكعبي ما رواه أحد ضيوف البرنامج حول تفاصيل اليوم الأول لتولّي الشيخ زايد، رحمه الله، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، فيقول: «حرص الراحل الكبير، في ذلك اليوم، على شراء مختلف المستلزمات الغذائية من المحال المتعددة في المدينة، ووزّعها على المحتاجين».

طموحات

يـطمح محمد الكعبي إلى الكثير، حسب وصفه، وتجسيد شخصية الإعلامي القادر على تقديم مواد قيّمة تضمن استقطاب اهتمام مختلف شرائح الجمهور، بعد أن استطاع تحقيق حلمه في احتراف مهنة الإعلام بعد دراسة القانون. وقال: «كنت أعتقد أنني أستطيع العمل في الإعلام كهاوٍ، لكنني تأكدت بعد ذلك أن المجال لا يمكن أن يكون هواية لمن يرغب في أن يكون إعلامياً ناجحاً، لذلك أحرص على المشاركة في كتابة الأخبار وإعداد المواد الخاصة بضيوف النشرة العالمية، بالإضافة إلى قراءة مختلف السير الذاتية لأهم الشخصيات المستضافة».

«الإعلام لا يمكن أن يكون هواية لمن يرغب في أن يكون إعلامياً ناجحاً».

«أنا محظوظ.. لكنني مازلت أطمح إلى الكثير».

تويتر