«يونسكو» أدرجت المنطقة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي

جاموس أهوار العراق مهدد بالهلاك

صورة

تناقص مناسيب المياه وزيادة الملوحة في منطقة الأهوار بجنوب العراق بدأ يتسبب في انتشار الأمراض، ما يجعل الجاموس المنتشر في المنطقة عرضة للهلاك. وحذر نشطاء في مجال البيئة من أن ذلك ربما يُجبر من يربون الماشية في المنطقة على الهجرة لدول مجاورة. وتعتبر هذه المهنة من أبرز المهن التراثية وأدرجت الأهوار ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو) قبل عامين.

تقلص

كانت الأهوار تغطي 9000 كيلومتر مربع في سبعينات القرن الماضي، لكنها تقلصت إلى 760 كيلومتراً مربعاً بحلول عام 2002. وبحلول سبتمبر 2005 استُعيد نحو 40% من المنطقة الأصلية، ويقول العراق إنه يستهدف استعادة 6000 كيلومتر مربع في المجمل.

وقال مسؤولون في منطقة الأهوار إنهم سجلوا أكثر من 30 حالة نفوق لجاموس خلال الشهر الماضي، مشيرين إلى أنه ربما تكون هناك حالات أخرى لأن المربين عادة ما يذبحون حيواناتهم أو يحرقون جيفها عقب نفوقها.

ويشكو المسؤولون عن المياه من أن معدل التدفق الحالي، وهو 17 متراً مكعباً في الثانية، يكفي بالكاد لتغطية منطقة الأهوار الشاسعة، الأمر الذي يهدد جاموس الماء الكثير في المنطقة بالأمراض والنفوق.

وكغيره من سكان الأهوار فقد أحمد صباح ثلاثة رؤوس جاموس بسبب ارتفاع معدل الملوحة ونقص المياه، كما أن الكثير من رؤوس ماشيته تعاني الآن الهزال والمرض.

ويطلق العراق حالياً حملة لوقف انتشار الأمراض، وسيتم بموجبها تطعيم نحو 30 ألف رأس جاموس ضد البروسيلا والتسمم المعوي والحمى القلاعية، وكلها تتسبب في نفوق الجاموس.

وقال طبيب بيطري يدعى وسام كاظم صالح من المستوصف البيطري في الجبايش: «انخفاض نسبة المياه في الأهوار الوسطى أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة في قضاء الجبايش، ما له تأثير سلبي على مربي الثروة الحيوانية».

وعلى مدى نحو أسبوعين طعّمت فرق بيطرية حتى الآن 2000 رأس جاموس في الأهوار الوسطى التي تقع في منطقة بين دجلة والفرات.

وتسبب ارتفاع درجات الحرارة وإقامة سدود على نهري دجلة والفرات وزيادة الأنشطة الزراعية في زيادة الضغط على موارد المياه الشحيحة في العراق.

وبينما أقام صدام حسين، الذي اتهم عرب الأهوار بالخيانة خلال الحرب مع إيران التي امتدت من 1980 إلى 1988، السدود وجفّف الأهوار لاكتشاف المتمردين المختبئين في القصب تظهر حالياً مخاوف من أن الدول المجاورة ربما تخنق إمدادات المياه.

وقال رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب: «في السابق في مثل هذه الأيام كان منسوب الماء متراً و٣٠ سنتيمتراً في عمود نهر الفرات، والآن ٨٦ سنتيمتراً، فارق كبير جداً. نسبة الملوحة 8000 جزء بالمليون، كان في السابق 1500 جزء بالمليون. ما يتسبب بأضرار كبيرة جداً». وفي أوائل يونيو الماضي قالت الحكومة إنها تمنع المزارعين من زراعة الأرز وغيره من المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه في مواجهة تزايد نقص المياه وتناقص تدفقات النهرين بسبب الجفاف، لكنها أصدرت بعد أيام قراراً يسمح للمزارعين بزراعة ما لا يزيد على 12500 كيلومتر مربع من الأرز هذا الموسم.

تويتر