مذيع ترك الاستديو لتغطية المعارك في الميدان

فيصل بن حريز: بطولات جنودنا في اليمن أكبر من أن تُروى

الإعلامي الإماراتي فيصل بن حريز خرج من جدران «سكاي نيوز عربية» إلى أرض المعركة في اليمن. من المصدر

الإيمان بأن «الإعلامي جندي للكلمة وللحقيقة»، كان الدافع وراء رغبة الإعلامي الإماراتي فيصل بن حريز في أن يخرج من جدران استديو قناة «سكاي نيوز عربية»، وينتقل مع فريق عمل من القناة إلى أرض المعركة في اليمن، ليكون في طليعة الإعلاميين الذين انتقلوا إلى هناك منذ بدأت قوات المقاومة اليمنية المشتركة عمليتها العسكرية على جبهة الساحل الغربي في اليمن، لتسجيل ما يجري هناك على ساحة القتال، من بطولات عسكرية تستحق التسجيل، «فبطولات الجنود الإماراتيين هناك أكبر من أن تروى عبر الشاشة»، كما يقول بن حريز، وهو ما مكّن «سكاي نيوز عربية» أن تنفرد بالعديد من المَشاهد التي عكست الأوضاع على أرض القتال. بن حريز أوضح لـ«الإمارات اليوم» أن مهمته في اليمن هي المشاركة الأولى له بالقرب من خطوط المواجهات الأولى، وفي نطاق يشهد عمليات عسكرية متواصلة، مضيفاً: «خلال سنوات الأزمة في اليمن كان برنامج (المساء) الذي أقدمه على شاشة «سكاي نيوز عربية» يسلّط الضوء بشكل دائم على المشهد اليمني، لكن أن تكون في قلب الميدان أمر مختلف يقربك من الأحداث، ويكشف حجم التحدي العسكري والإنساني والسياسي الذي يخوضه أهل اليمن للتخلص من جرائم هذه الميليشيات». وأشار بن حريز الى أن مهمة تغطية الأحداث على الجبهة لم تكن تكليفاً من القناة، بل هو مَن أصرّ وبطلب شخصي منه على المشاركة مع زملائه في نقل الأحداث بأبعادها المختلفة، لافتاً إلى أن طلبه قوبل بترحيب ودعم من إدارة القناة، وهو ما أتاح له خوض التجربة دون أي تردد. وعن الاستعدادات التي سبقت الانطلاق في هذه المهمة؛ أشار بن حريز إلى أن قناته تحرص على أن يجري أي مراسل لها دورة متخصصة لمراسلي الحروب ومناطق النزاع للتعريف بأساسيات العمل والإجراءات الواجب اتباعها، لكي يحافظ المراسل على حسه الصحافي في الميدان، وفطنته وقدرته على قراءة مواقع نقل الأخبار، إلى جانب مهارات أخرى، مثل سرعة الإنجاز التي تعتبر كلمة السر لإنجاز المهام الصحافية في المناطق الخطرة بأفضل الطرق وأكثرها أمناً، مع الحصول على قصص لا تنسى.

رسائل إعلامية

عن الرسالة التي يرغب في إيصالها للمشاهدين، قال بن حريز: «أقول للمشاهد الإماراتي إن ما يبذله جنود الإمارات في اليمن مدعاة للفخر والاعتزاز، فقد تنقلت معهم واقتربت من قصصهم وآمالهم، ووجدت أن بطولاتهم أكبر من أن تروى عبر الشاشة، وللمشاهد العربي أقول إنه لولا تحرك التحالف العربي بقيادة السعودية لأصبح اليمن اليوم تحت سلطة النظام الإيراني الذي يعبث بأي بلد وصل إليه، فاليمن عربي وسيبقى ببطولات المخلصين».


«كنتُ ألتفتُ يمنة ويسرة وأرى في كل زاوية من المناطق المحررة قصة أمل وسط الألم».

ولم تقتصر مهمة الفريق الإعلامي على تغطية التحركات العسكرية؛ بحسب ما أوضح بن حريز، فقد كانت هناك العديد من القصص التي تستحق التغطية، مضيفاً: «بالنسبة لي كل زاوية كانت قصة، كنت ألتفت يمنة ويسرة وأرى في كل زاوية من المناطق المحررة قصة أمل وسط الألم، وكانت الملاحظة الأهم التي لفتت أنظارنا أن المناطق المحررة سرعان ما تستعيد الحياة بعد التخلص من تواجد الحوثيين، فالشعب اليمني شعب مسالم محب للحياة ومتمسك بالأمل، وأهل مناطق الساحل الغربي حرمتهم ألغام الحوثي من استمرار علاقتهم الطبيعية بالبحر، لكن مع التقدم العسكري، وتمشيط هذه المناطق، عاد سكان الساحل للصيد، وكنا نشاهد فرحتهم وعائلاتهم بزيارة الشاطئ من جديد، كما كنا نلمس بوضوح تفاعل الجميع معنا وترحيبهم بوجود كاميرتنا».

تحديات

بن حريز أشار الى أن أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل خلال مهمة تغطية الأحداث في اليمن تمثلت في الألغام؛ فقد كان خطر الألغام حاضراً في كل المناطق التي توجه لها فريق العمل، «فأغلب المناطق زرع الحوثيون فيها ألغاماً بشكل عشوائي، وكنا نتجنب هذه الطرق ونتحرك في الطرق التي تم التأكد من خلوها من الألغام، أما التحدي الثاني فتمثل في عامل الوقت؛ ففي الحروب والنزاعات الوقت ليس في صالحك، لديك دقائق لنقل الصورة وصناعة تقرير، وهو تحدٍّ صعب، ولكن مع فريق محترف كفريقنا تمكنّا من صناعة تقارير تقرب المشاهد من تفاصيل الواقع».

قصص لا تُنسى

رغم صعوبة المهمة إلا أنها لم تخلُ من قصص إنسانية ومواقف تأثر بها فريق العمل، ومن الصعب نسيانها؛ وفق ما ذكر فيصل بن حريز، وأضاف: «القصة ككل يصعب نسيانها، مثل حجم الألم الذي انعكس بوضوح على وجوه أهالي المناطق المحررة من انتهاكات الحوثيين، كذلك الطفل الذي عاد للحياة بعد انفجار لغم فيه بالقرب من منزله، والكهل الذي ترك كل شيء خلفه، ولا أنسى صورة الشاب الإماراتي الذي شاهدته يشارك في تقديم دعم إنساني وعسكري مباشر لأبناء اليمن في الخطوط الأولى بعيداً عن دياره، وصولاً إلى بطولات صحافيين ومصورين تقدموا للأمام لرصد أوضح صورة لحقيقة ما يجري من انتهاكات رغم الخطر المحيط بهم». وعن تأثير هذه المهمة عليه؛ أوضح الإعلامي الإماراتي أنه على الصعيد المهني، بات يجد نفسه أكثر في صناعة قصص أو تقارير من الميدان، حيث يمكنه أن يصوغ ملامح قصة كبيرة في دقيقتين وتبقى خالدة في مساره المهني، وتكسر رتابة العمل في الاستديو. أما على الصعيد الإنساني «فوسط الصراعات والمآسي تدرك قيمة الأمن والأمان، وغيرهما من نعم الله، ويزداد تقديرها في قلبك كلما اقتربت من معاناة قلوب تبحث بلهفة عن الأمن والاستقرار، ونرجو الله أن يحلّ الأمن والأمان قريباً على اليمن وكل أرض تنتظرهما».

تويتر