في «الخطايا العشر»

عبدالله بوشهري.. هدوء يسبق العاصفة

صورة

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.

قصة العمل تعرّضت لانتقادات واسعة بسبب الجرأة في طرحها، وإظهار عوامل الخيانة بمفهومها الواسع بشكل واضح.


من يتابع المسلسل الخليجي «الخطايا العشر» للمخرج علي العلي، ينتظر ردة فعل من قبل شخصية الدكتور إبراهيم، الذي يؤديها الممثل عبدالله بوشهري، فما حدث مع الدكتور إبراهيم من قبل زوجته وخيانتها له، وردة فعله الباردة على هذه الخيانة، خلقت نوعاً من عنصر التشويق وانتظار ما الذي سينتج عن هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة، لقصة عمل تعرّضت لانتقادات واسعة بسبب الجرأة في طرحها، وإظهار عوامل الخيانة بمفهومها الواسع بشكل واضح، بين أبناء العمومة، وهذا من شأنه خلق ردة فعل على تفاصيل الحكاية نفسها، ولم يمنع في الوقت نفسه انتظار العقاب الذي تستحقه زوجة الدكتور إبراهيم، التي خانته مع قريبها، والتي أدتها الممثلة روان مهدي.

يتمتع بوشهري في هذا العمل بصفات هادئة وخطوات متأنية، صامت حتى وهو يهان من بقية أفراد العائلة الكبيرة، فهو ابن طيبة التي تركها زوجها مع أبنائها الأربعة لترعاهم في فقر، مقارنة ببقية أفراد العائلة الغنية، الزوج الذي بنى عائلة جديدة وأنجب أبناء، ويميز بينهم في كل شيء، لذلك تجد الدكتور إبراهيم، الذي أنفق عليه عمه والد زوجته مكسوراً ومحط سخرية من بقية أفراد العائلة الذين يعيشون في رغد.

الدكتور إبراهيم نال ثقة عمه، الذي سلمه زمام أمور ماله وبيته حتى إنه زوجه ابنته الوحيدة المدللة، والتي يكتشف خيانتها له مع قريبها، ويعمل بصمت على تجميع كل الأدلة ليواجهها، ويُخيّرها خياراً صعباً إما أن يحكي ما فعلته للشرطة ويتم القبض عليها بتهمة الزنا، التي ستسبب العار لكل العائلة، أو تأتي بصحبته إلى إحدى دول إفريقيا التي انتشر بها فيروس، ويريد الدكتور إبراهيم التطوّع في مهمة السيطرة على هذا الفيروس، وهنا يظهر عامل التشويق في انتظار قرار زوجته سعاد.

استطاع بوشهري عبر شخصية الدكتور إبراهيم أن يعطي إحساساً للمشاهدين ألا يقلقوا على هدوئه الذي يسيطر على معظم مشاهده إلى اللحظة، فهو الذي ذاق الظلم بكل أشكاله، وذاق معنى الغدر من قبل أقرب الناس إليه (والده وزوجته)، يريد أن يؤكد أن العقاب سيأتي على شكل مختلف، وعندما تمر لقطة عليه لوحده بعد حوار يجمعه مع زوجته تدرك أنه يخطط لأمر جلي، الأمر الذي يجعل المشاهد في حالة ترقب، فهو استطاع أن يجذب تعاطف المشاهدين له، وخلق بينه وبينهم علاقة وكأنه يطلب منهم الدعم حتى لو من خلف شاشة، هذا النوع من الأداء هو الذي يبرز ممثلاً على حساب آخر، خصوصاً مع وجود كثير من الحكايا المعقدة في المسلسل، لكن قصة إبراهيم وسعاد هي التي يتم الحديث عنها من قبل المتابعين.

تفوق الممثل الكويتي عبدالله بوشهري في هذا الدور المركب والصعب، وقدم نموذجاً وشكلاً جديداً عن الأدوار التي قدمها سابقاً، واستطاع أن يثبت أنه وبمجرد حضوره في المشهد يلفت النظر حتى لو كان الكادر يعج بالممثلين، لأنه نقل صورة الرجل المتأني بقراراته، ولكن على ما يبدو أن العقاب سيكون شديداً، وهو الذي سيخلق تساؤلاً إذا ما سيستمر التعاطف مع الدكتور إبراهيم أم لا؟

العمل يجمع مجموعة من الفنانين الخليجيين، مثل: هيفاء حسين، عبدالمحسن النمر، فاطمة الحوسني، نور الكويتية، وغيرهم، واستطاع المسلسل على الرغم من تفاصيله التي من الممكن أن ترفض اجتماعياً أن يحقق نسب مشاهدة عالية في دول الخليج خصوصاً.

تويتر