ولي عهد أبوظبي وسعود المعلا يشهدان محاضرة عن جهود الدولة في الحفاظ على البيئة

رزان المبارك: 17 مليون دولار مِنَح «صندوق محمد بن زايد» لحماية 1200 كائن

صورة

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، عصر أمس، رابعة محاضرات مجلس سموّ ولي عهد أبوظبي، خلال شهر رمضان المبارك، التي حملت عنوان «حباً للطبيعة: أعمال إنسانية مبتكرة للحفاظ على الكائنات الحية»، التي ألقتها الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، رزان خليفة المبارك.

السيدة الأسترالية وعلبة الشوكولاتة لمحمد بن زايد

روت الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، رزان خليفة المبارك، أن الصندوق تلقى طلباً من مؤسسة اجتماعية في محافظة أسترالية صغيرة، لحماية نوع نادر من السلاحف. وقالت: «وافقنا على دعمها سريعاً، فتمكنت من حماية بيض السلاحف وجعلها تتكاثر، وجاءتنا مكالمة هاتفية بعد ذلك من سيدة تطلب التحدث مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فأخبرناها بأن سموه قد يكون مشغولاً، وأخبرتنا بأنها تريد أن تشكره لكونه شجع أبناء قريتها للعمل على حماية السلاحف».

وتابعت: «أبلغتنا أنها تتصل من دبي، وأنها في طريقها إلى لندن لتسلم جائزة عالمية، لنجاحها في حماية السلاحف، لكنها لم ترغب أن تتسلم الجائزة من دون أن تشكر سموه على دعمه لها وأن تهديه علبة شوكولاتة».

وأعلنت المحاضرة عن وجود السيدة ونشطاء آخرين، تلقوا مساعدات من الصندوق لحماية كائنات حية من الانقراض، في المحاضرة، لرغبتهم في مصافحة ولي عهد أبوظبي.

حضر المحاضرة، إلى جانب سموهما، سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ورئيسة المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وعدد من الشيوخ والسفراء وكبار الشخصيات.

وفي بداية المحاضرة، استعرضت مديرة الاتصال الحكومي في وزارة التغير المناخي، طيف محمد الأميري، التي أدارت الحوار، مجموعة من المخاطر التي تهدد البيئة والصحة العامة، مبينة أن حصيلة الأحياء المهددة بالانقراض تدل على أن البشر تسببوا في أكبر موت للأحياء منذ انتهاء عصر الديناصورات.

وسردت رزان المبارك إنجازات صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية منذ إنشائه عام 2008، قائلة إنه قدم 1800 منحة لحماية 1200 نوع من الكائنات الحية في 170 دولة، فيما بلغت قيمة المِنَح التي قدمها الصندوق خلال السنوات الـ10 الأخيرة، 17 مليون دولار، مع المحافظة على القيمة الإجمالية للوقف، الذي ازداد أخيراً من 27 مليون دولار إلى 30 مليوناً.

وتضمنت المحاضرة ستة محاور رئيسة، هي: النشاط البشري كسبب رئيس لانقراض الكائنات وتدمير الموائل، أهمية الطبيعة وصون الأنواع بالنسبة للبشرية، جهود الإمارات وأبوظبي في معالجة القضايا البيئية محلياً ودولياً، دور الأفراد في صون الطبيعة ومنع انقراض الكائنات المهددة بالانقراض، تعزيز الجهود والابتكار لحماية الطبيعة من أجل ضمان استمرارية كوكب الأرض للأجيال القادمة، وأخيراً قصص نجاح ملهمة لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية.

وبدأت المحاضرة حديثها بالقول إن «الغرض من المحاضرة هو تسليط الضوء على صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، الذي يعد مبادرة استثنائية تؤكد دور دولة الإمارات في دعم المبادرات البيئية العالمية».

وأضافت: «نحن لا نعرف الرقم الفعلي للكائنات الحية التي تتشارك معنا الحياة، ولكن أفضل تقدير لهذا الرقم هو 10 ملايين نوع من الكائنات، منها ما هو معروف كالثدييات الكبيرة، ولكن 80% من هذه الكائنات لم تُكتشف بعد، ومن هذه الملايين تفقد البشرية ما يقارب 10 آلاف نوع من الكائنات كل عام، بسبب أنشطة مثل تدمير النباتات والحيوانات والتلوث والصيد الجائر والتغير المناخي وغيرها».

وتابعت المحاضرة: «انخفض عدد الحيوانات البرية الكبيرة اليوم إلى النصف خلال الـ40 سنة الأخيرة، كما انخفضت النمور من 100 ألف إلى 4000 نمر خلال 100 سنة، فيما تراجعت الحشرات الطائرة بنسبة 75% خلال 40 عاماً، إضافة إلى أننا فقدنا آخر ذكر من حيوان وحيد القرن الأبيض الشمالي منذ شهرين، ومن يعتقد أن انقراض هذه الكائنات لن يؤثر في البشر فهو مخطئ».

وأشارت إلى أن اكتشاف أحد النباتات مكّن البشرية من رفع نسبة النجاة من سرطان الأطفال إلى 95% بعد أن كانت 10% فقط، متسائلة «مع اختفاء 30 نوعاً من الكائنات الحية يومياً كم تخسر البشرية من الابتكارات العلمية؟».

وأكدت المحاضرة أن أبوظبي والإمارات صنعتا فارقاً ملموساً في مجال حماية الكائنات الحية، ليس محلياً فحسب وإنما على النطاق العالمي «فمن خلال هيئة البيئة في أبوظبي، ودعم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة الهيئة، تمكنا من حماية أكبر نسبة من المساحات البحرية في العالم، وأعدنا المها العربي والإفريقي من حافة الانقراض، كما تمكنا من زيادة أعداد الحبار في أماكن انتشاره، وكذلك تمكنّا من أن نحمي أول منطقة جبلية في الدولة، وذلك بفضل فكر سبق زمانه، هو فكر الوالد المؤسس طيب الله ثراه، الذي جاء إنشاء صندوق محمد بن زايد لحماية الكائنات الحية امتداداً له، ليصبح إحدى أكبر المؤسسات العالمية المعنية بحماية البيئة والكائنات الحية».

وتحدثت المحاضرة عن منهجية عمل الصندوق، مبينة أنه وقف خيري باستثمارات 30 مليون دولار، يركز على حماية الكائنات الحية من دون النظر إلى حجمها وبيئتها ومكانها، كما يركز الصندوق على دعم مشروعات حفظ كائنات مهددة بالانقراض، لكنها أقل شهرة من غيرها.

تويتر