يطلُّ بشكل مختلف في المسلسل الرمضاني

عادل إمام.. صحافي لا يقهر في «عوالم خفية»

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة، يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس، بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم، في ما يقدمونه من شخصيات.. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.


يطل النجم عادل إمام في دوره الجديد بمسلسل «عوالم خفية»، للمخرج رامي إمام، بشكل مختلف عن ما قدمه سابقاً، ويعود السبب ربما إلى تحررّه، أخيراً، من المسلسلات التي كتبها له يوسف معاطي على مدى سنوات.

شخصية هلال كامل الأكثر توازناً وقوة، مقارنة

بالشخصيات التي قدمها عادل إمام

في السنوات الأخيرة.

من يتتبع مسيرة إمام عبر الشاشة الصغيرة؛ يشعر بأن التكرار في الشخصيات والأداء المتسق مع النص المكتوب جعله محط انتقاد، رغم أن وجود اسمه على «التتر» كفيل بجعل أي عمل يظهر فيه من الأكثر متابعة، ومع هذا ناله الانتقاد، وكانت ثمة مطالبة بضرورة تغيير مؤلف الأعمال الموكلة له، وهذا الذي حدث فعلاً، إذ تشاركت أسماء مختلفة في كتابة مسلسل «عوالم خفية». وعاد إمام بشخصية الصحافي ومدير التحرير هلال كامل، ليظهر بشكل متمكن وواثق، مع إضافة نكهة من الكوميديا.

استفزت شخصية هلال كامل، التي يؤديها إمام، صحافيين في عديد من الأقطار العربية، فهو الصحافي الذي لا يقهر، الذي يشغل منصب مدير تحرير جريدة معارضة، لكنه في الوقت نفسه يكتب مقالاته بناء على آراء خاصة أحياناً، وفي أحيان أخرى يعتمد التحقيق الصحافي لدعم مقالاته بالأدلة والبراهين، تحديداً بعد أن وقع بين يديه كتاب يحمل عنوان «عوالم خفية»، وعندما فتحه وجده مكتوباً بخط اليد وتوقيع مريم رياض، ليشعر المشاهد بأنه أمام حل لغز انتحار السندريلا الراحلة سعاد حسني.

يعيش المشاهد مع هلال كامل الصحافي المعارض، الذي تربطه في الوقت نفسه علاقة طيبة مع الأمن وضباط محددين، ويدخل المتلقي مع «هلال» في تفاصيل حل لغز الكتاب، وينتقل معه من جريمة إلى أخرى، مثل جريمة فساد الأدوية.

من الممكن أن يشعر المتخصص في فن الصحافة بأن الأسلوب ساذج ومبالغ فيه، وطريقة البحث أيضاً، لكنّ المشاهدين العاديين لن تثيرهم هذه التفاصيل المهنية بقدر إثارتهم من قبل الموضوع نفسه، ومحاولة منهم لربط الأحداث بوقائع حقيقية، وهذا الذي حدث فعلاً عندما تناول المسلسل مسألة رفع علم «المثليين»، الذي حدث في إحدى الحفلات بالقاهرة.

وعودة إلى الحديث عن الشخصية الجديدة التي يقدمها إمام، بعد مسلسلات «عفاريت عدلي علام»، و«مأمون وشركاه»، و«أستاذ ورئيس قسم» وغيرها، إذ تبدو كأن صاحبها يريد أن يؤكد أنه لايزال قادراً على تقديم كل جديد، بشخصية مربكة نوعاً ما، فـ«هلال» يبحث في العوالم الخفية في ظل عوالم خفية حقيقية في حياته الخاصة، وتحديداً علاقته مع ابنته غادة التي تؤدي دورها ببراعة الممثلة بشرى، ومع هذا يمنحك أداء عادل إمام كمشاهد، الشعور بانتظار الحلقة المقبلة، كي تكون جزءاً من حل ألغازه، ولن تقف كثيراً أمام أخطاء التسلسل الدرامي التي حدثت في أكثر من حلقة، أو أمام غياب المنطق أحياناً، وتحديداً عندما قُبض على حفيده، ولم تتم الاستعانة بأمه المحامية الشهيرة، بل اسم هلال كامل المفترض غير المرغوب به لدى الأمن كان كفيلاً بإطلاق سراحه.

ومع هذا تعد شخصية هلال كامل الأكثر توازناً وحضوراً وقوة، مقارنة بالشخصيات التي قدمها عادل إمام في السنوات الخمس الأخيرة تحديداً، وبغض النظر عن الرسالة المراد إيصالها للشارع المصري تحديداً، إلا أن ثمة أملاً في أن يكون اللغز الأخير في هذه الحكاية ضمن حلقات المسلسل هو الكشف فعلاً عن الحقيقة وراء انتحار مريم رياض.. أو كما يعتقد كثيرون سعاد حسني.

تويتر