صبا مبارك وعمرو يوسف

«مهجة» و«طايع».. قصة حب يتتبعها الجمهور

مسلسل «طايع» يؤكد قدرة عمرو يوسف وصبا مبارك على تجسيد كل دور يوكل إليهما. أرشيفية

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.

في مشاهد كثيرة لا تحتاج صبا مبارك إلى الحديث والحوار، تكفي نظرة من عينها لتقول ما تريد، ولتصل الرسالة.


يلتقي المخرج عمرو سلامة والكاتب محمد دياب هذا العام في مسلسل «طايع»، وكان لابد لمثل هذا الثنائي أن يختار وجوهاً درامية قادرة على تقديم ما مزجه الكاتب من خيال في سطوره، وما ترجمه المخرج في صناعة مشاهد وتسلسل وبناء درامي، فكان الخيار صائباً ببطلي العمل، عمرو يوسف وصبا مبارك، ناهيك عن مجموعة من الممثلين الآخرين، منهم على سبيل المثال لا الحصر، عمرو عبدالجليل وأحمد داش، الذي يستحق وقفة لوحده للحديث عن أداء متمكن لشاب في صغر سنه، كل هؤلاء شكلوا معاً تناغماً كانت نتيجته احتفاء من قبل المشاهدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهذا العمل المصنوع بحرفية وجهد، ولاشك أن تتبع تطور علاقة العشق بين مهجة وطايع، هو الذي جذب الناس المتعطشين لمثل هذه النوعية من الحكايات التي باتت، في ظل التركيز على موضوعات الإرهاب والأمن والحرب، نادرة.

وللحديث عن بطلَي العمل نبدأ مع صبا مبارك في دور مهجة، وهي التي غابت في رمضان الفائت عن الوجود درامياً، لتعود بقوة في مسلسل «طايع» في دور يؤكد قدرة هذه الممثلة على تجسيد كل دور يوكل لها، وإتقان كل اللهجات العربية المتنوعة، هي في المسلسل تؤدي دور مهجة الفتاة الصعيدية العاشقة، التي تمثل بكل حواسها، ففي مشاهد كثيرة لا تحتاج مبارك إلى الحديث والحوار، تكفي نظرة من عينها لتقول ما تريد، ولتصل الرسالة، فقدرات هذه الممثلة تؤكد أنها استثنائية في العديد من الشخصيات التي قدمتها عبر مسيرتها الفنية، وتظهر للمشاهدين مدى براعتها وتمكنها من أدواتها، وانصهارها بشكل تام مع الشخصية، فاللهجة الصعيدية التي من الصعب إتقانها، قدمتها مبارك على أكمل وجه، واستطاعت أن تظهر بشكل الفتاة الصعيدية الحقيقية من دون مبالغة في الأزياء والماكياج وغيرهما، وظهرت بقوة واستطاعت أن تجذب المشاهدين لها من أول مشهد.

ممثلة مجتهدة، تحط وترحل من مكان إلى آخر إذا ما استفزّها النص، مهما كان مصدره أو من أي بلد جاء، ذكية في خياراتها، ولديها القدرة على الاستحواذ على مشهد كامل إذا ما أطلت فيه ولو بشكل عابر، وهي صاحبة الملامح القوية التي تشعر أنها تروّضها وتطلقها حسب ما يستدعيه حضورها والمشهد المراد تقديمه، لذلك أثبتت مبارك أنها تحررت من تلك الملامح التي لم تقبل أن تحصرها في أدوار محددة، وأثبتت عن طريق خياراتها أنها كانت على صواب دائماً.

في المقابل يظهر عمرو يوسف، الممثل الذي تحرر هو الآخر من وضعه في خانة الشاب الوسيم، اللطيف، ابن الذوات، وأطلق العنان لقدراته التمثيلية في تجسيد شخصيات متنوعة جديرة بأن تجعله ممثلاً قادراً على تحمل نجاح العمل أو فشله، يظهر في شخصية طايع، الشاب الصعيدي الذي تخرج في كلية الطب، ويحاول جاهداً القضاء على الموروثات التقليدية في الصعيد، وعلى رأسها قضية الثأر، لكنه يجد نفسه في مشكلات أخرى يحاول من خلالها إنقاذ شقيقه الأصغر الذي تورط مع عصابة تهريب آثار، وفي الوقت نفسه هو العاشق لمهجة، وبمجرد رؤيتها تشعر بمدى الحب الذي يكنه لها، هو ينتقل في دوره من حال إلى حال حسب المحيطين به، لكن الحب هو أساس ردات فعله تجاه كل شيء، ومن الواضح أن تغييرات عديدة ستطرأ على شخصية طايع، من سجين يحاول تمديد فترة عقوبته لتجنب الثأر منه، وبعدها تجده مع صديقه الضابط يتفق معه على تفتيت خلية تهريب الآثار المتورط فيها شقيقه الأصغر، ليتحول الطبيب الطموح إلى متعاون مع الأمن للقضاء على عملية تهريب الآثار، لكنه مع كل هذا التصاعد في الأحداث، يظهر بشخصية العاشق، وهي اللقطات التي ينتظرها جمهوره أكثر من أي لقطات أخرى، كي يكون شاهداً على علاقة عشق بينه وبين مهجة، التي يتخللها الكثير من الود والكثير من الصعوبات في ظل رفض عائلة مهجة الارتباط به، يتآلف طايع ومهجة ويقدمان حباً خالصاً لعلاقة يتم تتبع تطورها، مع إشارات أن ثمة عوائق ستكون حاضرة أمام هذا الحب.

تويتر