يظهر في عملين مختلفين

باسل خياط.. «رحلة» الحضور في الدراما المصرية

الدراما جزء أساسي من اليوميات الرمضانية التي يعيشها الوطن العربي، تخلق معها علاقة قبول ورفض ونقد، وكذلك الممثلون النجوم الذين يظهرون بأدوارهم المتنوّعة يصبحون أيضاً جزءاً من حكايات الناس بالتعبير عنهم وعن قوتهم أو ضعفهم في ما يقدمونه من شخصيات. تتغير الشخصيات ويظل اسم الممثل ثابتاً، قادراً على أن يُنجح العمل أو يُفشله.

استطاع باسل خياط، أن يترك انطباعاً جيداً وملموساً في الدراما المصرية، خصوصاً بعد عمله في رمضان الفائت في مسلسل «30 يوم».

استطاع الممثل السوري باسل خياط، أن يترك انطباعاً جيداً وملموساً في الدراما المصرية، خصوصاً بعد عمله في رمضان الفائت في مسلسل «30 يوم»، لينتقل هذا العام إلى بطولة رئيسة في المسلسل المصري «الرحلة» للمخرج حسام علي، وفي المقابل يظهر خياط في المسلسل اللبناني «تانغو» للمخرج رامي حنا، وتأليف إياد أبوالشامات.

ومن يتابع العملين يدرك الفرق الشاسع بين أداء خياط في كل عمل، ما يجعلك كمشاهد تدرك أن الممثل هو شخص موهوب يحتاج إلى نص وإدارة وطاقم عمل يستفز ما في داخله من قدرات تمثيلية تعطيه المساحة، كي يقدم الشخصية المطلوبة على أكمل وجه، فمثلاً تجد باسل خياط في شخصية (عامر) في مسلسل «تانغو»، أقوى من جميع الممثلين في حضرة نص غير متماسك، لذلك تكمن قوته في حضوره وسيطرته على المشهد كله بسبب أداء ضعيف من معظم الممثلين إلى جانبه، لذلك يحضر الارتباك في الأداء، وتستشعر به في إدارة المخرج للممثلين، فهو لديه ممثل اسمه باسل خياط متمكن من أدواته في غياب ممثلين آخرين غير قادرين على أن يجابهوه في قوة الحضور، لذلك يتحمل خياط نجاح العمل لوحده، خصوصاً أن قصة المسلسل مستفزة، وطريقة عرضها بالدمج مع لقطات حالية والفلاش باك تجعلك كمشاهد في بعض الأحيان تشعر بالتململ والضياع، على الرغم من أن عنصر التشويق موجود، وهو الذي من المفترض أن يحفزك لتكون جزءاً من حل لغز جريمة في حضرة خيانة زوجية، وهو موضوع من الممكن أن يجذب كثيرين لمعرفة نهاية الحكاية.

خياط في الجانب الآخر في دوره في المسلسل المصري «الرحلة»، يؤكد أن العناصر الفنية لنجاح أي عمل يجب أن تكون مكملة لبعضها بعضاً، فوجوده أمام الممثلة ريهام عبدالغفور، جعله يقدم شخصية من الصعب أن تمر مروراً عابراً، لما تحويه من تركيبات معقدة لها علاقة مباشرة في توظيف كل الحواس مع بعضها لتصدير نتيجة مرضية تتمثل في شخصية الدكتور أسامة، الذي يحمل كل الصفات التي تتوقعها في لحظة واحدة، هو السادي، الحنون، العبقري، الغبي، اللطيف، الشرير المحب، الحاقد، القاتل، الذي يبرر تصرفاته باسم الحب، أنت ستلمس كل هذه التحولات في مشهد واحد، مجرد ظهوره يعطيك كل هذه التنبيهات النفسية التي تعيشها الشخصية، وهنا تحديداً يكمن قوة النص الذي كتبته نور الشيشكلي، وأخرجه حسام علي، الذي أدار خياط في مسلسل «30 يوم» العام الفائت.

هذا كله في جانب وحضور الممثلة ريهام عبدالغفور، نداً قوياً أمام باسل خياط، جعله يعلم أنه أمام قوة أخرى تجابهه في الحضور، وما عليه إلا أن يكون مكملاً لها، كما عليها أن تدرك أن حضور خياط أمامها يمنحها القوة أيضاً، والمحصلة، عمل متكامل العناصر لا عيب فيه، كل شيء مدروس وتسلسل درامي محبوك، ينقلك بأحاسيسك لتكون حاضراً أمام قصة نفسية معقدة خيوطها ستجعلك جزءاً من لملمتها لمعرفة ما تؤول إليه الأحداث.

يثبت باسل خياط في كل حضور أنه ممثل متمرس، يستطيع أن يؤدي كل الشخصيات الموكلة إليه، إذا ما تم كتابتها بشكل يليق بموهبته ويحترمها، لتُدار من قبل مخرج يعي تماماً قيمة الممثل الذي أمامه.

تويتر