لكل ثقافة طقوسها وأطباقها وثمة ما يجمعها مثل قمر الدين وعرق السوس واللبن الرائب وغيرها. الإمارات اليوم

الإفطار الإماراتي.. مطابخ العالم على مائدة واحدة

لشهر رمضان المبارك نكهته في المجتمعات المسلمة، تنتظره وهي متشوقة لأيامه، فإضافة إلى العبادات ثمة عادات لا تتغير في هذا الشهر الفضيل، فهو الشهر الذي يجمع العائلة، وكأنها تأخذ إجازة من مغريات الحياة، وتقترب اجتماعياً من بعضها، ولاشك في أن مائدة الطعام قبيل سماع أذان المغرب تكون حديث الأفراد بسؤال «ماذا لدينا اليوم؟»، والإجابة هنا تختلف حسب ثقافات الشعوب، فلكل ثقافة طقوسها وأطباقها، وثمة ما يجمعها أيضاً، تحديداً في المشروبات التي تقترن بمائدة رمضان، مثل قمر الدين، عرق السوس، اللبن الرائب، وغيرها.

رقية الهاملي:

«نتبادل الأطباق مع الجيران الذين ينحدرون من بلاد مختلفة، ما يجعل موائدنا غنية بألذ المأكولات».

مريم الدبيلي:

«تتنوع موائدنا في شهر رمضان المبارك بتنوع المأكولات الشعبية».

الإفطار في الهند

عادة على الإفطار لا تعرف إلا في الهند، وهي الفطور بعد أذان المغرب بالملح فقط، إذا لم يتوافر الماء والتمر، استناداً إلى ما مذهب الحنفي «إن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح»، وبعد أذان العشاء وصلاة التراويح تتكون مائدة الطعام الهندية من الأرز و«دهى بهدي»، وهو عبارة عن بقوليات مع اللبن، إضافة إلى الحليم، والهريس الذي يتكون من القمح و اللحم والمرق، مع إضافة الفلفل الحار على كل ما ذكر، وللمشروبات خصوصية أيضاً في الهند، أولها عصير الليمون، واللبن، وفي ولاية كيرالا تحديداً، جنوب الهند، تحضِّر بعض الأسر المسلمة هناك مشروباً يتكون من الأرز والحلبة ومسحوق الكركم وجوز الهند لوجبة الإفطار، ويُشرب بالملاعق المصنوعة من قشور جوز الهند، معتقدة أن هذا المشروب يزيل تعب الصوم، وينشِّط الصائم للعبادة ليلاً.

فدول المغرب، ومثلها دول من آسيا مثل إندونيسيا وباكستان والهند، يؤجل الناس فيها طقس الإفطار إلى ما بعد صلاة التراويح، ويكتفون بتمر ولبن وقت أذان المغرب، وهذا ليس شبيهاً بدول بلاد الشام التي تتفنن بما لذ وطاب من مأكولات متنوعة وقت أذان المغرب، ومثلها دول الخليج ومصر والسودان والعراق واليمن.

وفي استطلاع عشوائي لفئة من مختلف الجنسيات لسؤالها عن شكل موائدها في شهر رمضان المبارك، كانت الإجابة متنوعة بتنوع أطباق الشعوب المختلفة.

رقية الهاملي، من الإمارات، أكدت أن لشهر رمضان المبارك حلاوته وخصوصيته، ولمائدة الإفطار نكهتها التي لا تقتصر على ما لذ وطاب من مأكولات متنوعة بقدر النكهة التي لها علاقة بجمع العائلة بشكل يومي على مائدة واحدة، وقالت «الثوابت على المائدة هي الهريس، الشوربة، السمبوسة، والطبق الرئيس يكون من بين أنواع المندي أو السمك، وبالنسبة للحلويات اللقيمات»، مشيرة إلى أن تعداد الثقافات في الدولة غَيَّر بدوره عادات المائدة، موضحة فكرتها بالقول «نتبادل الأطباق مع الجيران الذين ينحدرون من بلاد مختلفة، ما يجعل موائدنا غنية بألذ المأكولات، ومازالت هذه العادة موجودة في الدولة إلى اليوم، فترى طبق المسقعة من مصر مثلاً، والمسخن من فلسطين، واليلانجي من سورية ولبنان، والمنسف من الأردن، وهكذا».

في المقابل قالت مريم الدبيلي من الإمارات «تتنوع موائدنا في شهر رمضان المبارك بتنوع المأكولات الشعبية»، موضحة «من الأطباق الرئيسة الهريس، الثريد، المرقوقة، العرسية، الجشيد، المالح، والأطباق الفرعية مثل البلاليط، الدانقو، المضروبة، اللقيمات، والحلويات مثل الساقو، البثيثة، الخبيصة»، مؤكدة أنه لاشك في أن «التنوع الثقافي بالدولة أصبح يدخل في تنوع الموائد، ليضيف لها نكهات متعددة من مجتمعات من كل أنحاء العالم».

من جهتها أم شهد، من اليمن، أكدت أن «الخبز الطاوع هو أساس مائدتنا اليمنية حتى لو كنا نعيش خارج اليمن»، وقالت «موائدنا متنوعة، وتنقسم إلى قسمين، فوقت أذان المغرب نكتفي بما يشبه المقبلات مثل الشوربة، السمبوسة، وبعد أذان العشاء يجب أن يحضر العيش (الأرز) مع لحم أو دجاج، وبالنسبة للحلويات تكون عبارة عن اللقيمات والقطايف».

في المقابل قالت أريج كميل، من السودان: «نبدأ الفطور مع البليلة، وهي من أنواع البقول، أما بالنسبة للثوابت على المائدة فتكون عبارة عن الفول والطعمية والسمبوسة، والسلطة الخضراء والشوربة، والطبق الرئيس يكون بين العصيدة، الثريد، الرقاق، سمك، مشاوٍ، وخبز الكراسة الذي نصنعه في المنزل»، وأضافت «وبما أننا نعيش في الإمارات فقد تعودنا على نكهات طعام مختلفة باختلاف جنسيات الشعوب التي تعيش في الدولة، وباتت مائدتنا أكثر تنوعاً».

من فلسطين قالت منى العيسى إن لمائدة شهر رمضان خصوصيتها وطعمها المختلف عن بقية شهور السنة، و«نحرص دائماً أن يكون اليوم الأول، الذي عادة ما يجمع كل أفراد العائلة، بمن فيهم الذين تزوجوا وأصبحت لهم عائلات أيضاً، فتكون مائدة اليوم الأول عامرة بكل ما لذ وطاب، والأساسيات تكون عبارة عن المقبلات الثابتة في كل يوم، مثل السمبوسة، الكبة، الشوربة، والعصائر المختلفة مثل قمر الدين، عرق السوس، وغيرهما، أما بالنسبة للطبق الرئيس فيكون أكلة شعبية، مثل المقلوبة، المفتول، المسخن، المنسف، والملوخية، وبالنسبة للحلويات القطايف»، وقالت «يصبح سؤال ماذا سنطبخ اليوم هو السؤال المُلحّ في أيام رمضان المباركة، والمشاركة في الخيارات مع الجيران والأقارب يُسهّل قرار طبخة كل يوم».

بدورها قالت سناء خالد من سورية: «موائد السوريين عامرة، لأن ثقافة الطعام في سورية غنية، وأنواع الأطعمة كثيرة»، وأضافت «المقبلات شيء أساسي في موائد رمضان، وتنقسم إلى مقبلات باردة مثل ورق العنب (اليلانجي) وبابا غنوج، والهندبة، وسلطات خضراء وملونة، إضافة إلى الشوربات الخفيفة، والمقبلات الساخنة مثل الكبة»، وعن الطبق الرئيس قالت سناء «يختلف كل يوم، فالمطبخ السوري غني جداً، مثل اللبنية، الشاكرية، المحاشي، الملوخية الورق وغيرها»، أما الحلويات «فالقطايف هي الثابتة، إضافة إلى كرابيج حلب، الجزرية، وغيرها».

عائشة ماهراب من إندونيسيا تقول «وقت الإفطار نبدأ مع الكعك، والتمر ونسميه (أبهم)، وننتظر إلى ما بعد صلاة التراويح لنقدم الطبق الرئيس الثابت كل يوم، وهو الأرز المقلي أو المسلوق، وأي طبق مساند يجب أن يكون مطهواً بحليب جوز الهند».

ومن المغرب قالت ملكة علالي: «عادات طعامنا مختلفة عن أغلب الدول العربية، فنحن نبدأ بعد أذان المغرب بمجموعة من الحلويات مثل الغريبة، الزلابية، الشباكية، ثم نصلي المغرب والتراويح، ومن ثم نبدأ الفطور الرئيس، الذي يتنوع بين السمك، الكسكسي، اللحم، الباسطيلة، وشرب الشاي الأخضر حتى وقت السحور».

وقالت زينب حسين من العراق «موائدنا ملونة وعامرة في أيام الشهر الفضيل، ونحرص على أن تكون أكلاتنا من ثقافتنا العراقية»، وتضيف «تتنوع المائدة بين المقبلات مثل كبة الرز أو المقلية، السمبوسة، لحم بالعجين، أما الطبق الرئيس فيكون مختلفاً في كل يوم، ولاشك أن أكلة اليوم الأول ستكون الدولمة».

الأكثر مشاركة