«ميس ألبينو» تسلّط الضوء على معاناة المحرومين من أصباغ الجسم

عندما تبتسم سيتمبيسو موتوكورا تسطع أشعة من الضوء منطلقة من وجهها المكسو بمسحة من أحمر الشفاه، لتبدو مثل زهرة يانعة، وهذه هي مسحة اللون الوحيدة التي تنطلق من هيئتها، ما يتناقض بشكل حاد مع لون فستانها الأبيض، وبشرتها ناصعة البياض، وشعرها المائل للون الفاتح.

وتم تتويج موتوكورا تواً بلقب «ميس ألبينو زيمبابوي» أو ملكة جمال المهقاوات، أي شديدو بياض الجسم والشعر، في مسابقة لملكات الجمال نُظمت في هراراي عاصمة زيمبابوي، وخصصت للفتيات المصابات بحالة فقدان الأصباغ في الجسم نتيجة لعيوب جينية.

ومثل كثيرات من المهقاوات الأخريات عانت موتوكورا (22 عاماً) من التمييز ضدها، وهو مسألة تهدف مسابقة ملكة الجمال إلى معالجتها.

وتقول موتوكورا «إنني أريد كملكة جمال المهقاوات أن أناضل، من أجل كفالة حقوق الأطفال الذين يعانون من حالة فقدان الأصباغ في أجسامهم».

وتضيف موتوكورا، وهي طالبة تدرس العلوم الاجتماعية، وتنحدر من بلدة مارونديرا جنوب شرق هراراي، إن كثيراً من أصحاب حالات المهق (الألبينو) في زيمباوي يعيشون في فقر، وهم «لا يستطيعون شراء كريم واقٍ من أشعة الشمس»، وهو منتج لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للأشخاص الذين ولدوا بهذه الحالة الوراثية.

وتعتزم أن تبدأ جمع التبرعات من بين أنشطة أخرى.

ولا تنتج أجسام الأشخاص الذين يعانون من المهق ما يكفي من مادة الميلانين الصابغة، ما يجعل بشرتهم ناصعة البياض بغير حمرة، كما يجعل شعرهم يتخذ اللون الفاتح.

وفي دول إفريقية يُعتقد أن أجزاء أجسام المصابين بالمهق تتمتع بصفات سحرية، ويتعرض كثيرون منهم للعنف أو حتى للقتل، حتى يمكن بيع أجزاء أجسامهم للمعالجين التقليديين في هذه الدول ليعدوا منها مشروبات يفترضون أنها تجلب الحظ أو الثروة.

وتعرب جوانيليزا مارانجي، التي أسست مبادرة «المهق الأحياء»، عن أسفها للمعاناة التي يتعرض لها الأشخاص المهق، قائلة: «إنهم يطلقون علينا وصف أشباح، ومعظم الآباء لا يسمحون لأبنائهم باللعب مع أطفالنا».

الأكثر مشاركة