أكدت أنها ستكرّس إطلالاتها للعمل الإعلامي والمجتمعي

سميرة أحمد: لا عودة للفن.. والاعتزال أهون من جُرح الكرامة

سميرة ظهرت جماهيرياً مرة وحيدة بعد الاعتزال عبر مشاركتها في أوبريت «دار زايد». أرشيفية

بحسم، جدّدت الفنانة الإماراتية سميرة أحمد عدم نيتها الرجوع عن قرارها باعتزال الفن، كاشفة لـ«الإمارات اليوم» عن تعرّضها لضغوط عديدة في الفترة الماضية، لإثنائها عن القرار، مضيفة: «لقد اتخذت القرار بعيداً عن التأثر بأي عوامل عاطفية، أو مؤقتة، وعلى الرغم من اعتزازي بجمهور حاول إثنائي عنه، إلا أن أي نكوص عنه، أصبح محالاً، لأنه ببساطة تم بتروٍّ شديد، وعن قناعة مطلقة».

«الوزيرة».. أول المبادرين

قالت سميرة أحمد إن وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة الكعبي، كانت أول المبادرين لمقابلتها بعد قرار الاعتزال، مضيفة: «كان لقاء احتفائياً عذباً في مقر الوزارة، شكرتني فيه الوزيرة، على مسيرة وصفتها بالحافلة والثرية بالإبداع، طيلة مشواري الفني».

نهاية المشوار.. فرضت نفسها

وصفت سميرة أحمد رسائل الجمهور، ومناشدته لها بالعدول عن الاعتزال، بـ«التتويج الحقيقي»، وكانت أكثر ما أثّر فيها خلال المرحلة المقبلة.

وقالت: «أرجو أن يلتمس الجمهور لي العذر، فقراري عن قناعة شخصية، ولا عدول عنه، ورسالتي الآن له، هو التماس العذر، فقد عملت على مدار 40 عاماً لأجلكم، لكن ساعة نهاية مشوار الفن فرضت نفسها».

«عيناك يا حمدة».. في يد حبيب

كشفت سميرة أحمد عن أن رواية «عيناك يا حمدة»، أصبحت الآن في يد الفنان حبيب غلوم، من أجل تحويلها، عبر شركة الإنتاج الخاصة به، إلى مسلسل درامي يرى النور في الوقت المناسب. ولم تُخفِ الفنانة المعتزلة، أن تكرار رفض إنتاج «عيناك يا حمدة» للكاتبة آمنة المنصوري، بعد تحويلها إلى سيناريو تلفزيوني، كان بمثابة الشرارة الأولى للتفكير في الاعتزال، مضيفة: «جاء التعلل بعدم توافر ميزانية مناسبة لإنتاجه، في توقيت شهد هوساً بشراء مسلسلات تركية باهظة الثمن، ليؤكد قناعتي بأن الفنان الإماراتي يعيش حالة تجاهل، عامة، وليست خاصة بأسماء بعينها».

لكن بطلة مسلسلات «شمس القوايل» و«همس الحراير» و«جمرة غضى»، أكدت: «اعتزلت الفن، لكن دوري على الساحة الإعلامية، خصوصاً، سيفعّل بشكل أكبر، كما أن لي التزامات في مجالات مجتمعية وتوعوية متعددة سأتفرّغ لها بشكل أكبر».

وعلى مدار حوارها مع «الإمارات اليوم» شددت بطلة مسرحيات «مقهى بوحمدة» و«هالشكل يا زعفران» و«حكاية لم تروها شهرزاد»، على تأكيد أن خيار العودة إلى الفن لم يعد في حساباتها، لكنها قدمت في المقابل ما اعتبرته «وصفة أمل» مختزلة لزملائها، مفادها: «لا تتخاذلون، لا تتراجعون، سكوتكم عن حقوقكم هو عدوكم، وكل فنان إماراتي مطالب بأن يتمسك بطموحاته، وحقه في التواجد غير الهامشي على دراما تنتجها قنواتنا المحلية».

وأضافت سميرة أحمد: «لقد سعيت لتغيير الوضع طويلاً، كنت ولاأزال صريحة لأبعد الحدود، لكنني اضطررت إلى الانسحاب، حينما رأيت أن الصراع يتحول إلى ما يمثل افتئاتاً على كرامتي، التي هي، من دون شك، خط أحمر، ليكون الاعتزال، أهون من جُرح الكرامة».

واعترفت الفنانة الإماراتية بأن تجربة قيام فنانين مواطنين بدور المنتج المنفذ، وإقدامهم على تجربة الإنتاج، لم تكلل في مجملها، عملياً بالنجاح، موضحة: «نعم الكثير من تلك الأعمال لم تنجح، لأنه تم تقييدها بميزانيات ضعيفة، وفُرضت على القائمين عليها، أسماء مذيعات، و(فاشونستات)، كن بمثابة عوامل ضعف، في العمل الفني، والعديد من الأسباب الأخرى، التي تعود لإدارات القنوات التي تصدت لتلك التجارب، قبل أن يتم إلصاق الفشل، بفنان يخوض تجربة المنتج المنفذ، بحلول مبتورة». ورأت الفنانة المعتزلة، التي ظهرت جماهيرياً مرة وحيدة بعد إعلانها قرار الاعتزال، عبر مشاركتها في إلقاء أوبريت «دار زايد»، أن العديد من قنواتنا المحلية، بعيدة عن توقعات الجمهور، من خلال زهدها الشديد في الدراما المجتمعية التي تحمل هموم وقضايا المواطن، مضيفة: «أتمنى أن تتاح الفرصة لاستطلاع حقيقي لرأي الجمهور الإماراتي، فيما يتطلع لمتابعته على شاشات قنواته المحلية».

وتابعت: «نعم هناك قصص وطنية مشرفة تستقطبها شاشاتنا المحلية، لكنها تظل بمثابة نماذج مضيئة على السطح، في مقابل العديد من الفئات البعيدة بمشكلاتها وتفاصيلها عن دوائر المعالجة والاهتمام، إذ تبقى الدراما بشموليتها، هي الأقدر على الوصول إليها، وطرح أولوياتها، والتعبير عنها». ولفتت سميرة أحمد إلى أن العديد من مشروعات الإنتاج التلفزيوني المحلي انصب في السنوات الأخيرة على ما اعتبرته «أعمالاً كوميدية تضحك على الجمهور، دون أن تضحكهم»، معتبرة أن الإشكالية الرئيسة تتمثل في غياب استراتيجية واضحة المعالم لقطاعات الإنتاج الدرامي.

واستطردت: «العمل الإداري في قطاع الإعلام المرئي، غير قادر على أن يقود عجلة إنتاج درامي ناجحة، إذ تبقى الأخيرة بحاجة إلى مختصين بفنون الدراما، سواء من الفنانين، أو الخبراء الذين أنهوا دراسات متخصصة في هذا المجال، بشرط أن تكون هناك معرفة حقيقية بالخصوصية الإماراتية».

وأكدت سميرة أحمد أن «التجاهل»، كان بمثابة اللبنة الأولى في قرارها الصعب بـ«الاعتزال»، مضيفة: «كم تمنيت أن أجد يداً ممدودة من أجل الإسهام في إنجاز مشروع درامي وطني، لكن للأسف، سُدّت في وجهي نوافذ هذا الأمل، كما في وجه فنانين إماراتيين حاولوا إنتاج دراما هادفة تعبر عن أولويات الوطن والمواطن، ومع تكرار حالات التجاهل، تكرّس في قناعتي، بأن الانسحاب هو القرار الموفق». وذكرت أن معضلات الدراما الإماراتية لا يمكن أن تُحل بغياب استراتيجية متكاملة للإنتاج يتم على أساسها إنجاز أعمال موجهة للأسرة والشباب والأطفال، وكل فئات المجتمع. واعتبرت أن تصاعد دور مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع الإماراتي هو أحد انعكاسات تراجع الإنتاج الدرامي المحلي كماً ونوعاً.

تويتر