أسّست «النادي الثقافي للفروسية والشعر» في عام 2013

عائشة الفقاعي.. رحلة الأحلام الكبيرة على ظهر الخيل

صورة

منذ صغرها تعلقت الإماراتية، عائشة الفقاعي، بالخيل العربي الأصيل، وأظهرت محبة خاصة لمتابعتها والاهتمام بها، لدرجة جعلت الأهل ينتبهون إلى هذا الشغف الذي كبر لديها يوماً بعد يوم..


والدة عائشة لبت شغف ابنتها وعملت على مساندتها في مشوار هذه الهواية التي ابتدأتها مبكراً من حديقة مشرف بدبي ومضامير ركوب الخيل في «النادي الأهلي»، و«نادي الشارقة»، قبل أن تبلغ العاشرة وتتلقى أحلى هدايا العمر من والدها الذي قام بإهدائها حصاناً صغيراً ضمته عائشة إلى مزرعة العائلة، لتنمي به حبها وتعلقها بالفروسية.

سحر الكتب

تتحدث عائشة عن عشقها اللامتناهي للقراءة، وميلها الدائم لكتب علم النفس والإدارة «بدأ شغفي بالقراءة يظهر منذ الصف السادس، بعد أن زرع والدي في نفسي حب المطالعة والقراءة، وعودني في كل أمسية على قراءة أبرز ما كان يقتطعه من الصحف والمجلات من قصص النجاح والتميز والريادة، مردداً على مسامعي في كل مناسبة أنه يتمنى أن يراني في مراكز متفوقة ومتقدمة على الدوام»، وتتابع «لا أنسى فضل أمي ودعمها العظيم لي في مسيرتي الحياتية بشكل عام، ودورها في استكمال مسيرة الإبداع والتميز، التي أتمنى أن أجسد فيها جزءاً من عرفاني لهذا البلد وقادته المتميزين الذين لا يترددون في تقديم كل أشكال الدعم للشباب ودفعه دوماً نحو النجاح».

جدول يومي حافل

إلى جانب شغفها بالخيول والفروسية، تجد عائشة الفقاعي الوقت الكافي للموازنة بين عملها الثابت في إحدى المؤسسات الحكومية وهواية الخيل، قائلة «أستمتع بكل تفاصيل عملي الوظيفي، فأحرص يومياً على الاستيقاظ فجراً للتوجه إلى الإسطبل، ومن ثم التوجه إلى عملي كل صباح».


- لا أنسى فضل أمي ودعمها

العظيم لي في استكمال

مسيرة الإبداع والتميز.

- والدي زرع في نفسي شغف

القراءة والمطالعة منذ سنوات

طفولتي الأولى.

حظيت عائشة بدعم أسري جعلها ترسم أهدافها بتأنٍّ وثبات، وتصرّ على بلوغ أحلامها الكبيرة في ميدان الفروسية التي علقت عليها كل حياتها وآمالها المستقبلية، فبعد انتهائها من مرحلة الدراسة الثانوية، قرر والدها إرسالها إلى مدرسة بنات داخلية في سويسرا، وذلك لتلقي دروس خاصة في اللغة الفرنسية والإتيكيت، فدعمت موهبتها في الفروسية بفضل الدروس التي تلقتها في ركوب الخيل، قبل أن تعود وتلتحق بجامعة زايد وتضع اللبنة الأولى لتأسيس «النادي الثقافي للفروسية والشعر» الذي أسسته عائشة في عام 2013.

وتقول «ارتبطت لسنوات طويلة بهذا الشغف، وحرصت على متابعة الخيول العربية الأصيلة، بعد أن تعلقت بمضامير الفروسية، وواظبت لسنوات عدة على الوجود في ميادين السباق، وعلى الوجود في ميدان جبل علي و(ميدان)، فكنت الفتاة الإماراتية الوحيدة الحاضرة إلى جانب الملاك والمدربين»، وتضيف عائشة: «أعتبر نفسي محظوظة بالحصول على دعم إسطبلات (سيح السلم) لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، واجتياز كل التأهيلات اللازمة لاختبار الـ120 كم، وذلك قبل أن ألتحق ببرنامج (مسار جودولفين) وأكون من أولى خريجات الدفعة الأولى لجامعة زايد، التي انطلقت في عام 2017، برعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».

مشروعات خلاقة

تتحدث عائشة عن طموحات النادي الثقافي للفروسية والشعر، وسعيه في كل عام إلى بعث أفكار ومشروعات جديدة، مثل مبادرته بإطلاق أول استبيان حول المرأة والفروسية، إلى جانب ورش العمل وإطلاق أول فريق تعليمي، إضافة إلى إقامة معارض فنية بأنامل إماراتية ترسم الخيول، وتشرح تسلسل السباقات العالمية من خلال لوحات فنية وإبداعية نالت إعجاب الكثيرين، إلى جانب ملتقى الأجيال الهادف الذي خاضه النادي عبر قصص الأطفال، وكان الهدف منه إيصال المعلومة الشافية والضافية للأطفال، وتعريفهم بعالم الخيول في الإمارات، وطرح أهم تجاربها المميزة، وفوزها الدائم بقصب السبق في المحافل المحلية والعالمية.

وحول ورش العمل التي تمت إقامتها في «سيح السلم» تقول عائشة «استهدفت هذه الورش جميع الفئات على اختلاف فئاتها وأعمارها، حيث شملت ورشنا فئة ربات البيوت والأمهات الراغبات في التعرف على مبادئ الفروسية ومسؤولياتها المتكاملة، سواء على الصعيد الجسدي أو الفكري»، في الوقت الذي تفرد عائشة طموحاتها لتشمل ميدان الكلمة والشعر الذي يخصص له النادي حيزاً مهماً من اهتماماته، وتفرد له صاحبته مساحة واسعة تكرس لها جزءاً من انشغالاتها المستقبلية التي ترى عائشة أنها بصدد الدرس وتحتاج إلى مزيد من الوقت لتطفو على السطح، وتكرس نفسها بالموازاة مع ميدان الفروسية، على اعتبار ارتكاز فكرة المشروع الأساسية على تسليط الضوء على الأشعار والقصائد التي تغنت بالخيل، وشكّلت جزءاً من المخيال العربي العام، وحيزاً من تاريخ العرب وحضاراتهم الإنسانية المتعاقبة».

طموحات أكاديمية

تؤكد عائشة أن محبتها للفروسية لم تمنعها أبداً من التفكير في استكمال دراستها الأكاديمية، مؤكدة أنها بصدد العودة إلى دراسة الماجستير بعد فترة توقف سببه التحاقها ببرنامج «مسار جودولفين»، بعد أن تخصصت الفقاعي في مجال المالية، ورسمت طريقاً موازياً لأحلام الفروسية، «لا أنكر أنني قررت دراسة هذا التخصص إرضاء لبعض جوانب شخصية رجل الأعمال التي يهتم بها والدي، إلا أنني فوجئت لاحقاً باكتشافات كبيرة في هذا الميدان الذي تعلمت فيه أساسيات ومبادئ التصرف في الموارد المالية، ووضع الميزانيات الخاصة بالنادي، إلى جانب المعلومات التي دعمت معرفتي بمجالات الريادة والابتكار والبحث عن الحلول الناجعة والسريعة».

تويتر