تعرض لفيروس غريب أدخله في غيبوبة 18 شهراً

أحمد مكي: عدتُ إلى الحياة من الموت.. والشهرة لا تساوي شربة ماء

مكي فرض ذاته كواحد من نجوم الصف الأول. أرشيفية

من مفردات الشارع وروح الشباب بمختلف طبقاته، ومن الحارات الشعبية وبيوت الصعيد، استطاع أحمد مكي أن يقدم مدرسة جديدة في السينما والدراما والكوميديا، ورغم غرابة ما قدمه في البداية إلا أن استقبال الناس كان أكثر من المتوقع، لدرجة جعلته من نجوم الصف الأول منذ أول عمل له كممثل.

أحمد مكي اختفى لظروف قهرية، كانت مرحلة فاصلة في حياته، ثم عاد من جديد إلى الدراما والغناء أيضاً، وحول أعماله وأخباره وتفاصيل اختفائه وعودته كان هذا الحوار.

لم يكن أحد ليتخيل أن يكون المرض الشديد هو السبب في اختفاء النجم المفتول العضلات، وهي صدمة فوجئ الجميع بها بعد انقطاع أخباره من دون سبب، وقال مكي عن هذه الفترة «فوجئت بأن هناك فيروساً غامضاً انتقل لي بسبب شربة ماء أثناء لعب رياضة البوكس، وربما انتقل كعدوى واستقر في الكبد، وتدهورت حالتي بشكل مبالغ فيه لمدة 18 شهراً، كنت أنام على الأقل 18 ساعة في غيبوبة، وكنت ممنوعاً من البلع وأعيش بواسطة المحاليل الطبية المعلقة دائماً في أوردتي، وآخذ كل شيء عن طريق الحقن، فجأة تحولت حياتي من شاب قوي يضج بالحياة لشخص راقد في سريره ينتظر الموت ولا يستطيع بلع شربة ماء، وفي هذا الوقت كنت أملك المال والشهرة والنجومية، لكن كل هذا لم يصنع لي شيئاً ولم يفلح في أن أصحو من غيبوبتي أو أحقق حلمي بشرب قطرة ماء». ويضيف مكي في وصف حالته «شعرت بالعجز وأن كل شيء في العالم ليس له قيمة، وأنني انتهيت وأنتظر الموت، أعدت حساباتي في كل شيء، رأيت في محنتي الصديق الحقيقي من المزيفين أصحاب المصالح. هذه التجربة جعلتني أخسر الكثيرين لأن الشدة تظهر معادن الناس». وعن انتهاء هذا الكابوس وعودته إلى الحياة قال مكّي «كنت وصلت إلى مرحلة ميئوس منها، حتى استفقت في يوم واستطعت بلع شربة ماء، وهنا سجدت لله حمداً وانهرت من شدة البكاء، لأن هذه التفصيلة الصغيرة التي لم نكن نراها هي نعمة كبيرة يتمناها غيرنا، وفوجئ الأطباء بمعجزة إلهية تحدث، وبأنني أستعيد وعيي وتعود أعضائي بالتدريج للحياة»، ويؤكد مكي هنا أن ذلك كان اختباراً من الله «أدركت أن الله اختبرني، وأنني عدت إلى الحياة بعد موت محقق، وأحمد الله على هذا الدرس الذي غيرني وجعل علاقتي بالله أعمق وأقوى وعلاقتي بالآخرين أيضاً لها شكل آخر، رغم أنني من الأساس ليس لي أصدقاء من الوسط الفني لكن لدي أصدقاء آخرين اختبرت في المرض صدقهم».

النجومية والمال

• أنا من أقدم قبائل العرب في مكة، وأجدادي عاشوا بالصعيد.

• نعم تغيرت كثيراً بعد تجربة المرض وصرت أقدر أي نعمة وأشعر برضا.

هل تغيرت نظرة مكي إلى النجومية والشهرة والمال بعد المرض، سؤال أجاب عنه الفنان المصري بقوله «نعم تغيرت كثيراً، وصرت أقدر أي نعمة وأشعر برضا عن أي شيء ولو رمشة عين فقط، فالشهرة والمال والنجومية لا قيمة لها بجانب الصحة»، وأضاف مكّي «أهم شيء هو الرضا والحمد، وهو الذي يشعرك بالإشباع، وليس كثرة المال، وأعتقد أن الشخص الراغب في الشهرة أو المال من الفن هو شخص مريض ولن ينجح، لكن الشخص الراغب في النجاح هو الأهم لأن المال سهل تحقيقه في أي مهنة وليس الفن تحديداً، وتحقيق المال ليس هو النجاح الحقيقي. لكن الأهم هو أن يكون الهدف هو النجاح الذي يحقق بدوره الشهرة والمال».

«خلصانة بشياكة»

بعد المرض عاد أحمد مكي بعملين، أولهما هو مسلسل «خلصانة بشياكة»، وأغنية راب اسمها «قطر الحياة» ثم أغنية «ناصية زمان»، وعن تفاصيلها يحكي مكي أنه بعد عودته أحب أن يقدم شيئاً جديداً، فعرض عليه مسلسل «خلصانة بشياكة» مع شيكو وهشام ماجد، وتحمس للعمل لأنه مختلف كوميديا، أمّا الأغاني فهو من الأساس يغني «راب» ويعتبره «حاجة شوارعية صادقة»، وقال مكي «أعشق الغناء ولأن صوتي متحشرج وغليظ لا يناسبني إلا الراب، ومنذ أول أعمالي في السينما (اتش دبور) قدمت الراب في بعض الأغاني، وتناسب هذا اللون معي». وبعد شفائه قرر مكي تقديم عمل يقدم نصيحة من دون فكرة الوعظ، ويقول «للأسف لي أصدقاء ماتوا بسبب الإدمان لذلك كنت مشغولاً جداً بالموضوع، وقررت تقديم أغنية عنه فقدمت أغنية (قطر الحياة)، وبعد نجاحها فكرت في تدعيم فكرة عودة الأخلاقيات للشارع وحث الشباب على القيم النبيلة، وهذه رسالة تمنيت تعليمها لابني الوحيد أدهم، لذلك قدمتها في أغنية الراب (ناصية زمان)، وصورتها في أحد الأماكن الشعبية الرائعة، وشاركت فيها مطربة شعبية اسمها هدى السنباطي، وحققت الأغنية نجاحاً كبيراً، واستخدمت فيها لهجة أبناء منطقة الهرم، وهي لهجة خاصة بها بعض المصطلحات التي لا يفهمها غير أبناء الهرم».

صعيدي جزائري

كوميديا أحمد مكي المميزة واتقانه للهجة الصعيدية، رغم جذوره الجزائرية، نقطة كانت تحتاج إلى توضيح خاص منه، فقال «أنا من قبيلة بني هلال أقدم قبائل العرب، والبدو جزء منها، وعاشت في مكة، لذلك تحمل عائلتي اسم مكي نسبة إلى مكة، وعاش أجدادي 80 عاماً في الصعيد، لذلك لا عجب في إتقاني لهذه اللهجة بهذه الدرجة»، ويضيف مكي «اكتسبت من عائلتي موروثاً ثقافياً ولغوياً أفادني كثيراً في الفن وفي تكوين شخصيتي، وهذا هو السبب في تميز المدرسة الكوميدية التي أقدمها في السينما والتلفزيون، وقدمت توليفة تناسب كل الطبقات وتخترق القلوب ببساطة ومن دون أي وعظ، وأستاذي في هذه النقطة هو الشاعر الكبير صلاح جاهين الذي قدم الرسائل من دون وعظ وببساطة». ويسترسل مكي «نجاح هذا اللون سببه أنني قدمت كوميديا تناسب كل العائلة، وتلعب على الموروث الشعبي، فتضحك الجميع، وبعض شخصيات أعمالي مستوحاة من أشخاص حقيقيين قمت بتطويرها بالكثير من الخيال، حتى وصلت إلى هذا الشكل ومنها شخصية (حزلقوم)، التي لعبتها في مسلسل (الكبير) وفي فيلم (لا تراجع ولا استسلام)».

تويتر