كرواتي يغوص 11 دقيقة.. و«عائلة المرزوقي» تحقق ثلاثية الريادة

«فزاع للغوص».. رحلة «اللؤلؤ» تتجدّد في دبي الحديثة

صورة

قال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للغوص الحر، حمد الرحومي، إن «غوص طواويش الإمارات في حقب ما قبل اكتشاف النفط، والتحوّل إلى مظاهر المدنية الحديثة، يُلهمان أناساً من أنحاء مختلفة من العالم، بكل قوة وإرادة وعزيمة وجلد وتحمّل مشقات، من أجل الوصول إلى الهدف، لاسيما حينما يكون هذا الهدف حيوياً ومصيرياً، من أجل استمرار الحياة».

وأضاف الرحومي لـ«الإمارات اليوم»: «حكايات طواويش الإمارات تجاوزت المحلية ومحيطها الخليجي والعربي، لتصل إلى انتشار عالمي، استقطبت من خلاله غواصين من مختلف أنحاء العالم، سعوا إلى التعرف إلى طبيعة رحلات غوص الأسلاف في رحلة البحث عن اللؤلؤ بمياه الخليج العربي، وتخلوا عن مختلف تقنياتهم العصرية، ليغوصوا بالظروف نفسها التي كانت سائدة آنذاك، ولكن في دبي الحديثة هذه المرة».

الأخوة أبطال على المنصّة

ظاهرة فريدة حملتها النسخة الـ12 من بطولة فزاع للغوص الحر، إذ حصد ثلاثة أشقاء المراكز الثلاثة الأولى في فئة الثاشئين.

وحقق الثلاثي سهيل ومحمد وعبدالرحمن المرزوقي، المراكز الثلاثة الأولى في فئة الناشئين، وفضلوا أن يظهروا على منصّة التتويج مرتدين اللون الأصفر الذي يحيل إلى ألوان ناديهم المفضل الوصل.

وعبّر الثلاثي عن شغفهم بهذا الموروث المحلي الأصيل، الذي حرص والدهم تلقين فنياته لهم منذ صغرهم، قبل أن تفتح لهم بطولة فزاع للغوص آفاقاً جديدة، بتخصيصها فئة خاصة لمنافسات الناشئين.


حمد الرحومي: لن تندثر

أكد عضو المجلس الوطني الاتحادي، حمد الرحومي، الذي تولى رئاسة اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للغوص، أن «فنيات الغوص على طريقة طواويش الإمارات لن تندثر، حتى مع اختفاء ظاهرة استخراج المحار، واستخراج مكنونه من اللؤلؤ، والتحوّل لمظاهر المدنية الحديثة.

وأضاف: «أصبحت تفاصيل هذه الرحلة جزءاً من مكون موروث ثقافي لا مادي، مرتبط بتراثنا المحلي، بل تجاوز التراث مع بطولات فزاع التراثية، نطاق المحلية، إلى عالمية رحبة، تثير شغف مهتمين بتفاصيله من مختلف بلدان العالم». ورأى الرحومي وصالاً بين ما يقوم به كعضو في المجلس الوطني الاتحادي، ودوره في اللجنة المنظمة، مضيفاً: «أقوم بخدمة الوطن في الجهتين، ففي المجلس أحمل قضايا وأولويات فئة الصيادين خصوصاً، وهنا أبقى قريباً أيضاً من تفاصيل البحر بالرجوع إلى زمن الغوص ومهارات طواويش الإمارات».


• كولاك أكد أن البطولة تميزت هذا العام بقوة المنافسين.

• ارتفاع في المستويات الفنية وعدد المشاركين والأرقام المسجلة.

أرقام

ودعا الرحومي - خلال فعاليات تسليم جوائز بطولة فزاع للغوص الحر في نسختها الـ12، بحضور الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك - إلى تأمل ما تشير إليه الأرقام المحققة في البطولة التي اختتمت فعالياتها مساء أول من أمس في دبي، بعدما تجاوز صاحب الصدارة حاجز الـ11 دقيقة، في حين وصلت المشاركة العُمانية والإماراتية إلى حاجز الست دقائق، وهو المؤشر الذي رآه شديد الإيجابية في سياق تطور مستويات المتنافسين.

وتابع رئيس اللجنة المنظمة للبطولة «إن التنافس العالمي عبر طريقة غوص طواويش الإمارات يحظى بمتابعة على نطاق واسع، ونجوم العالم باتوا يعرفون جيداً أساليب غوص الطواويش بفضل بطولة فزاع للغوص الحر، التي أصبحت بالفعل البطولة الأهم للغوص في العالم».

ونجح الكرواتي غوران كولاك، في الاحتفاظ بلقب الفئة المفتوحة للمحترفين، بعدما حقق زمناً قياسياً على صعيد البطولة عموماً، وله على المستوى الشخصي، بعدما حبس أنفاسه تحت الماء لمدة 11:06.14 دقيقة، متقدماً على البولندي ماتيوس مالينا، الذي جاء ثانياً بزمن 10:03.96 دقائق، بينما فاز بالمركز الثالث الكرواتي فيلانو زانكي، بزمن 9:21.02 دقائق.

وفي فئة الخليجيين، حقق العُماني إبراهيم بن عبدالله السليطني، المركز الأول، مسجلاً زمناً قياسياً أيضاً 6:16.49 دقائق، وحل ثانياً مواطنه خميس بن عبدالله العريمي، بزمن 5:55.37 دقائق، وثالثاً الإماراتي ناصر عبيد الرزي، بزمن 5:48.12 دقائق.

ونال سهيل هاشم المرزوقي، المركز الأول في فئة الناشئين الإماراتيين، بعدما سجل رقماً قياسياً محققاً زمناً قدره 2:50.84 دقيقة، علماً بأن عائلة المرزوقي حققت ثلاثية الريادة، بعدما جاء شقيقه محمد هاشم المرزوقي، في المركز الثاني بزمن 2:29.08 دقيقة، وبالمركز الثالث عبدالرحمن حسين المرزوقي، بزمن 2:20.18 دقيقة.

موروث أصيل

من جانبها، أكدت مديرة إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، أن «سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، كان سبّاقاً في دعم هذه الرياضة التراثية، التي تجسد موروثاً محلياً أصيلاً مرتبطاً بنمط البيئة البحرية خصوصاً، وبدعم من سموّه تمكن المركز من تحقيق الغايات المنشودة من إقامة البطولة، ألا وهي سلامة وراحة المتسابقين، وتوفير جميع الأنظمة المتطورة في ما يتعلق بشفافية ودقة معايير لجان التحكيم، في الوقت الذي تشهد فيه بطولة فزاع للغوص الحر ارتفاعاً متواتراً في المستويات الفنية، حسب مؤشرات عدد المشاركين والأرقام المسجلة».

من جانبه، قال الكرواتي غوران كولاك، المتوّج بالمركز الأول في فئة المحترفين، إنه «لم يكن يتوقع وصوله إلى رقمه الجديد المسجل»، مضيفاً أنه «تفوق على نفسه بتسجيل أفضل أرقامه على الإطلاق خلال مسيرته»، مشيراً إلى أنه سعى إلى تحسين الرقم الذي حققه في التصفيات، لكنه لم يتوقع تجاوز حاجز 11 دقيقة وأن يبتعد بفارق يقارب دقيقة كاملة عن صاحب المركز الثاني.

وكشف كولاك أنها ليست المرة الأولى التي ينجح فيها بالاحتفاظ بلقبه في بطولة فزاع، لكن هذه المرة تعدّ مميزة، نظراً إلى قوة المنافسين، وسعي أكثر من غواص إلى وجوده في المقدمة، وهو مؤشر إلى أن النسخة المقبلة ستكون أكثر قوة وتقارباً بالمستوى أيضاً.

من جانبه، لا يرى العُماني إبراهيم السليطني، الحاصل على شهادة الهندسة الكيميائية، أي تناقض بين عصرية تخصصه العلمي وماضوية اهتمامه التراثي، مضيفاً: «خلال التدريبات نجحت بتجاوز حاجز الست دقائق، لكن في ظروف البطولة ووسط المنافسة القوية، حيث إنني شاركت كآخر متسابق بحسب دوري في النهائيات، فإنني أدركت أن عليّ تخطي هذا الحاجز من أجل الحصول على المركز الأول وتحقق الأمر».

وتابع: «يوجد العديد من هواة رياضة الغوص الحر في سلطنة عُمان، ونحن بالعادة نتدرب معاً، ونعتبر فوز أي شخص منا فوزاً للجميع، وهذا عكسه التشجيع الجماهيري خلال المنافسات، وتشجيع كل منا للآخر من أجل أن نحصد مراكز متقدمة».

تويتر