تعريف الجمهور في الإمارات بالتراث المغربي وما يتسم به من تنوع وتعدّد
«المغرب في أبوظبي»..إبهار المطبخ العريق
يتسم المطبخ المغربي بالخصوصية الواضحة التي استمدها من تاريخه العريق، حيث يعتبر من أقدم المطابخ في العالم، وكذلك ما يتفرد به من تقاليد تختلف عن غيره من المطابخ الأخرى، كما يعتبر من أكثر المطابع تنوعاً نظراً إلى موقع المملكة المغربية بين حضارات وثقافات مختلفة، استفادت منها جميعاً وتأثرت بها كما أثرت فيها، فجمعت بين المطابخ التركية والأندلسية والإفريقية وغيرها.
|
أطباق متنوعة قالت الشيف، شميشة الشافعي، إن «المطبخ المغربي تأثَر بالمطبخ الأمازيغي والمطبخ العربي والشرق أوسطي وحتى الأوروبي، وهذا ما ستلاحظونه عند زيارتكم لمنصة المطبخ المغربي ضمن فعالية (المغرب في أبوظبي) حيث أقدّم للزوار يومياً، برفقة عدد من مشاهير طهاة المغرب المحترفين، دروساً مختلفة في الطهي، ونعرفهم بأسرار المطبخ المغربي، ونقدم لهم أطباقاً تقليدية شهية ومتنوعة». |
ويمثل المطبخ المغربي عنصراً رئيساً من عناصر الإبهار وجذب الجمهور، ضمن فعالية «المغرب في أبوظبي» التي تنظمها وزارة شؤون الرئاسة، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتستمر حتى 19 مارس الجاري، في إطار تعزيز ودعم العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية الشقيقة في جميع المجالات.
وأفردت الفعالية، التي تقام بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة واهتمام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، جانباً خاصاً للمطبخ في المغرب، تضمن قسماً لتقديم عروض الطهي وإعداد الأكلات المغربية أمام الجمهور مباشرة، ويقوم بذلك مجموعة من الطهاة المشهورين، وتم تخصيص قسم للتوابل التي تم صفها في تناغم، لتشكّل لوحة فنية فريدة بألوانها المختلفة، كما احتل الشاي المغربي مكاناً بارزاً في ركن المطبخ، حيث تجمع الزوار لاحتساء أكواب الشاي والاستمتاع بمذاقه المميز.
أكلات تراثية
عن مشاركتها في الفعالية، قالت الشيف، زكية آيت بولحسن، التي تعد من أشهر الطهاة في المغرب، لـ«الإمارات اليوم»، إنها تشارك للعام الثالث على التوالي، معربة عن سعادتها وفخرها بتمثيل بلدها في هذا الحدث المهم، الذي يتيح لها ولبقية المشاركين تعريف الجمهور في دولة الإمارات بالتراث المغربي، وما يتسم به من تنوع وتعدد كبير.
وأشارت زكية إلى أنها في كل عام تحرص على تقديم الجديد خلال الفعالية، عبر التفاعل مع الجمهور، وتقديم وجبات مختلفة سواء من الأطباق الرئيسة أو الحلويات، لافتة إلى أن الأكلات التي تركز عليها ترتبط بالتراث المغربي، كما ترتبط بالمناسبات الاجتماعية المختلفة مثل الولائم والأعراس وغيرهما.
وأوضحت أن الوصفات التي تقدمها تقوم على دمج الأكلات التراثية وإضافة لمسات عصرية عليها، بما يسهم في الحفاظ على التراث وتقديمه بشكل يتناسب مع روح العصر، كما تولي اهتماماً كبيراً للشكل العام للطبق الذي تعده «فالعين تأكل قبل الفم»، لافتة إلى أنها من خلال مشاركتها في «المغرب في أبوظبي» استطاعت أن تكوّن علاقات وصداقات عديدة في الإمارات، وأصبح لها جمهور في المنطقة.
وأضافت: «يتميز المطبخ المغربي بتنوعه نظراً إلى كون المغرب بلداً متعدداً في مكوناته الثقافية، واحتضن عبر تاريخه الطويل حضارات متعددة، وجمع بين ثقافات المتوسط والثقافة الصحراوية المغاربية، وقد أثرت هذه العوامل مجتمعةً في كل شكل من أشكال الحياة لدى المجتمع المغربي المعاصر، وتجلى ذلك بوضوح في فنون الطبخ الشعبي الذي لا يقتصر على الطهي فحسب، بل يشمل طرق تحضير الثمار واللحوم وطرق تخزين الطعام والمؤن، وطرق تقديم المائدة وقواعد استخدام أدوات الطبخ وأدوات تناول الطعام بحسب المناسبة الاجتماعية».
تجديد
من جانبها، أشارت مديرة التواصل والعلاقات العامة بهيئة السياحة المغربية في أبوظبي، رحمة العروسي، لـ«الإمارات اليوم» إلى أن فعالية «المغرب في أبوظبي» في دورتها الثالثة تركز على الجانب الإبداعي للشباب المغربي، وتعرض نماذج مختلفة منه في رواق خاص على أرضية زينتها أنامل نساء مغربيات بآلاف من قطع الفسيفساء الجميلة، لافتة إلى أن الدورة الحالية تشهد تجديداً في جوانب مختلفة من الفعالية، حيث تمت إضافة شاشات تلفزيونية ضخمة لعرض جوانب من التراث المغربي والصناعات التقليدية والحرف اليدوية، وعروض تربوية للتعريف بالمناطق السياحية في المغرب، مع التركيز على إبراز العادات والتقاليد والحرف المرتبطة بأسلوب الحياة في المغرب وأصول العيش فيها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news