منتجون ونقاد يحللون ظاهرة تراجع نجوم الصف الأول على الساحة الدرامية المصرية

نجوم شباب يفرضون حضورهم على حساب الكبار

صورة

اقتصرت الدراما المصرية لسنوات طويلة على عدد محدود من النجمات، أما يلعبن الأدوار الرئيسة أو البطولة المطلقة في المسلسلات، أو يشاركن النجوم الرجال البطولة، ويشكلن قاسماً مشتركاً، مثلهن مثل البطل تماماً، مثل النجمة مني زكي، وهند صبري، وغادة عبدالرازق، ومي عزالدين، ونيللي كريم، وقبلهن طبعاً النجمات يسرا، وليلى علوي، وإلهام شاهين.

• نجوم شباب خرجوا من رحم البطولات الجماعية.

• الفنانون الشباب حققوا نجاحاً وأثبتوا تفوقهم بجدارة.

نجاح ملموس

قال الناقد رامي عبدالرازق إن الفنانين الشباب حققوا نجاحاً ملحوظاً، وأثبتوا تفوقهم بجدارة، ومع تفوق النجوم الشباب تراجع الكبار، فعلى الرغم مما يقدمه البعض من أعمال مميزة، إلا أنها لم تأخذ فرصتها جيداً في المشاهدة، بعد الاستحواذ الذي حققته دراما الشباب، مشيراً إلى أنه ظهر جيل جديد من الشباب، تألقوا وأبدعوا في الفترة الأخيرة ببعض أعمالهم، التي تركت بصمة مع الجمهور، منهم الفنان أحمد داوود، ومحمد فراج، وأحمد مالك، وغيرهم من النجوم الشباب، وهذا الجيل استدعى وجود نجمات مناسبات لأعماله، لأن النجمات الكبيرات بالتأكيد لم يعدن مناسبات لمثل هذه المساحة، كما أن النجمات لهن شروط وأسعار وحسابات كبيرة جداً قد تفوق حسابات المنتجين والنجوم أنفسهم، لذلك اقتصر نشاط النجمات على تقديم أعمال تناسبهن مع نجوم أكبر، أو أعمال منفردة، تحمل شارة البطولة المطلقة.

لكن، أخيراً، انقلبت الأمور إلى حد كبير، وظهر جيل جديد من النجوم الرجال، الذين خرجوا من رحم البطولات الجماعية، وأصبحت لهم مسلسلات كل عام من بطولتهم المطلقة، مثل أمير كرارة، وعمرو يوسف، واسر ياسين، وحسن الرداد، وهنا تبلورت الأزمة، فلم تعد النجمات اللامعات في حجم يسمح لهن بمشاركة نجوم أصغر منهن من حيث العمر الفني والزمني، ما تسبب في ظهور موجة جديدة من النجمات الشابات، اللاتي تسربن ليصبحن بطلات معظم الأعمال الرمضانية، مثل ياسمين صبري، وريم مصطفى، وندى موسى، وأمينة خليل، ودينا الشربيني، ومي سليم.

وهكذا انقلبت الأمور في سنوات معدودة، وتحول الأمر إلى ما هو أبعد، حيث استعان النجوم الكبار، مثل أحمد عز، وخالد النبوي، وأحمد السقا، بنجمات من الجيل الحديث، ولم تعد نجمات جيلهم في مقدمة اختياراتهم، حيث لعبت ياسمين صبري، العام الماضي، البطولة أمام أحمد السقا في مسلسل «الحصان الأسود»، وتلعب أمل بوشوشة هذا العام البطولة أمام النجمين أحمد عز وخالد النبوي في أحدث مسلسلاتهما «أبوعمر المصري»، و«منطقة محرمة».

كما تقف أمينة خليل أمام ظافر العابدين في أحدث مسلسلاته «أكاسيا»، وحلت محل الممثلة المصرية ياسمين صبري، التي تنافسها في المرحلة العمرية والمهنية نفسها.

وتشارك مي سليم مع الزعيم عادل إمام في بطولة مسلسل «عوالم خفية»، وتشارك باسل خياط في بطولة مسلسل «الرحلة 710».فلماذا أصبح هناك جنوح واضح من صناع الأعمال الفنية، خصوصاً الرمضانية، إلى جيل النجمات الشابات؟ هل بحكم التطور الزمني أم صغر عمر النجوم الرجال أم لشروط صعبة من النجمات الكبار؟ أسئلة كثيرة حاولنا الإجابة عنها من خلال هذا التحقيق:

حكم الزمن

الناقدة ماجدة موريس ترى أن الحكم الزمني، وظهور نجوم شباب، استدعيا بدورهما وجود نجمات متناسبات عمرياً وفنياً مع هؤلاء النجوم، حتى يكون الأمر مقبولاً، فليس من المعقول أن يلعب نجم شاب البطولة وعمره في أواخر العشرينات، ونأتي له بنجمة في أواخر الأربعينات، ومعظم النجمات، بحكم وجودهن المسبق، يعطين انطباعاً بأن عمرهن أكبر من النجوم الشباب، ولو كانوا متقاربين عمرياً،

وهذا الأمر تنبه إليه المنتجون، ولذلك سارعوا إلى اكتشاف وجوه جديدة، مثل ايمي سمير غانم، ودينا الشربيني، وأمينة خليل، وريم مصطفى، وياسمين صبري، وغيرهن، وصعّدوهن في بطولات مطلقة، وأدوار كبيرة، حتى لا تحدث فجوة تتحول إلى كارثة، بسبب عدم تناسب الممثلات مع الممثلين، أو ندرة الممثلات الصالحات للأعمال. وفي ظل التشعب الدرامي، وإنتاج مسلسلات طوال العام، أصبحت الحاجة ملحة جداً لهذه النقطة. وأشارت ماجدة إلى أن ظاهرة النجمة المتفردة دائماً بالبطولة انتهت، ولم تعد يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين أو من تلتهم من النجمات هن فقط اللاتي يتصدرن مسلسلات رمضان، مثلما كان يحدث في الماضي. وأكدت أن هناك نجمات كن يصببن اهتمامهن فقط بالسينما بدرجة أكبر، مثل مي عزالدين، وياسمين عبدالعزيز، ومنى زكي، لفترة، ثم قررن الاتجاه إلى التلفزيون، بعد توقف السينما وركودها في السنوات الأخيرة، لكن أثناء رجوعهن ظهر الجيل الحديث من النجمات، وهذا أحدث ثراءً كبيراً، حيث توجد نجمات كبيرات، ونجمات شابات، وهذا في مصلحة العمل بالتأكيد.

ظواهر جديدة

المنتج جمال العدل يرى أن تقديم نجمات شابات في موسم رمضان خاصة يعتبر من الظواهر الجديدة، التي أصبح عليها طلب أكثر، خصوصاً في دول الخليج، نظراً لتغير خريطة النجوم، وظهور جيل من الأبطال الشباب في أعمار صغيرة، وهذا استوجب وجود نجمات مناسبات. وفي ما يختص بموضوع البعد عن نجمات الكبيرات في مسلسلات النجوم الشباب، فقال «لظروف السوق والتوزيع، ومغالاة النجوم الكبار في أجورهم، تم فرض النجوم الشباب على الساحة، وخلق فرص لهم، حتى يسيطروا على سوق الدراما، ومع الوقت اتسعت رقعة الشباب، لدرجة أن النجوم الكبار أصبحوا أقل إنتاجاً من الشباب، ونرى طوال العام مسلسلات من بطولة أبطال شباب وشابات، ولهذا ظهر الجيل الجديد من النجمات، واصبحن هن المرشحات الأساسيات لأعمال النجوم الشباب».

تويتر