استضافتها «قدوة» في جلسة الإثراء المعرفي الـ 11

منى المري: الوطنية التزام وليست شعارات يتغنّى بها الإنسان

صورة

نظمت مؤسسة دبي للمرأة جلسة الإثراء المعرفي الـ11 لمبادرة «قدوة»، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية للعام الجاري، بهدف ترسيخ ثقافة العطاء لدى المرأة الإماراتية خصوصاً وفي المجتمع عموماً، من خلال تسليط الضوء على المسيرة الحياتية والمهنية لنماذج نسائية إماراتية.

منى المري:

- أصحاب السمو شيوخنا قدوتنا في الأخلاق، وتقدير الناس، وإعلاء قيم التسامح، ونشر السعادة في الإمارات.

- الإمارات هي دولة الخير والعطاء، وأمام الفتاة اليوم فرصة ذهبية للنجاح لا تتوافر في أي دولة أخرى.


4 رسائل مُلهِمة

اختتمت منى المري جلستها بتوجيه أربع رسائل ملهمة إلى طالبات التقنية العليا في الفجيرة، وشابات دولة الإمارات بصفة عامة هي:

1- أن يكنَّ دائماً عند مستوى الثقة التي تضعها قيادتنا الرشيدة في الشباب، بأن يعملن على تطوير مهاراتهن وتحصيل المعارف والاطلاع على كل ما هو جديد، سواء في مجال التخصص أو خارجه، ناصحة إياهن بالقراءة، فهي مفتاح المعرفة وبوابة النجاح، مؤكدة كذلك أهمية توظيف الوقت بصورة سليمة وعدم إهداره، فالوقت هو أغلى كنز يمتلكه الإنسان.

2- أن يكنَّ دائماً على اطلاع بكل المستجدات من حولهن، فتطور دولة الإمارات سريع للغاية، وهو ما يتطلب لكل من يرغب في النجاح أن يكون بالسرعة نفسها.

3- أن يتعرفن إلى أهداف رؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنية، ويحددن لأنفسهن كيف يمكنهن المساهمة في تحقيق تلك الأهداف، وأن يقدمن الأفكار ويطلقن العنان للإبداع في التفكير، ويخرجن من حيز التفكير التقليدي أو ما نسميه (Comfort Zone)، وأن يتحدين أنفسهن ليكنّ دائماً أفضل.

4- أن يحددن لأنفسهن أهدافاً واضحة، ويضعن لها برنامجاً زمنياً محدداً لتحقيقها، ويلتزمن ويجتهدن لتحقيق أهدافهن، وقالت: «طريق النجاح صعب لكننا نعيش في دولة النجاح، ولا خيار أمامنا إلا أن نكون جميعاً ناجحين»، متمنية للطالبات ولكل امرأة إماراتية النجاح والتوفيق.

مسيرة نجاح وإنجازات

رغم أن اسم وشخص منى المري ارتبط بالمجال الإعلامي، نظراً إلى مسيرتها الحافلة في هذا القطاع الحيوي، وكونها تدير بنجاح كبير واحدة من أقوى المؤسسات الإعلامية في المنطقة والعالم، وتترأس نادي دبي للصحافة منذ تأسيسه عام 1999، وتشغل منصب الأمين العام لجائزة الصحافة العربية، ومنصبها في مؤسسة دبي للإعلام كعضو مجلس إدارة ومشرفة على قطاع النشر فيها، وعضويتها في مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، إضافة إلى عضويتها في أول مجلس إدارة لمدينة دبي للإعلام عند تأسيسها عام 2001، إلا أن لـ«منى غانم المري» مسيرة حافلة في دعم المرأة، بدأتها في عام 2003 عندما اختارتها سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائبة لها في رئاسة نادي دبي للسيدات، كما شاركت في تأسيس وتطوير مؤسسة دبي للمرأة التي تشغل حالياً رئاسة مجلس إدارتها. وفي عام 2015 تولت منصب نائب رئيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين.


- حسن المعاملة رأسمال سمعة الإنسان، ويجعله محل احترام الناس مدى الحياة.

- على الفتاة أن تحدّد هدفاً لنفسها، والمجال المناسب، مع استشارة الأهل والأخذ بنصائحهم.

 واستضافت المؤسسة في هذه الجلسة، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي منى غانم المري، وتم تنظيمها لطالبات كليات التقنية العليا في الفجيرة، بحضور مديرة كليات التقنية العليا في الفجيرة صفية الرقباني، وعميد العمليات الأكاديمية الدكتور سيف القايدي، ومحاضر الدراسات العربية والإماراتية حمد المطيري، ومديرة الاتصال المؤسسي بمؤسسة دبي للمرأة مديرة نادي دبي للسيدات لمياء عبدالعزيز خان، بمشاركة أكثر من 100 طالبة في تخصص الإعلام.

المري أشادت في بداية الجلسة بجهود سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، المتواصلة ومبادراتها النبيلة للارتقاء بالمرأة الإماراتية وتعزيز تميزها وريادتها، وأعربت عن شكرها لمبادرة «قدوة» لإتاحتها الفرصة لها بأن تكون بين طالبات التقنية العليا، ومشاركتهن خبرتها ومسيرتها العملية.

10 محاور

استعرضت منى غانم المري، في حديثها، 10 محاور في حياة الإنسان تُشكل في مجملها دستور حياته وتبني شخصيته، لتجعل منه إنساناً متميزاً مفيداً لنفسه ومجتمعه ووطنه، أولها أن يتحلى بالمبادئ والقيم والأخلاق، فهي عنوان الإنسان ومرآته أمام الآخرين.

ثاني هذه العوامل هي المحيط القريب بالإنسان، ويتمثل في الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل، فهم يؤثرون في شخصية الإنسان، مؤكدة قيمة ومكانة وأهمية الوالدين في حياة الإنسان.

وانتقلت المري إلى المحيط الثالث في حياة الإنسان وهو الوطن، فدولة الإمارات العربية المتحدة هي محيطنا الأكبر، ونتشكل بها كما أننا نشكلها بأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا واجتهادنا وعطائنا، مؤكدة أن الوطنية التزام وليست كلمات أو شعارات يتغنى بها الإنسان في حب الوطن.

وأكدت أن أصحاب السمو قادتنا يعدون قدوة لنا في الوطنية والتواضع وتمثيل دولتنا، مشيرة إلى أن الشخص القدوة هو من يؤثر إيجاباً في من حوله، يفيدهم وينقل إليهم تجربته ومعرفته وخبرته، وقالت إن الشيخة لبنى القاسمي وزيرة الدولة للتسامح، سابقاً، تُعد نموذجاً وقدوة للمرأة الإماراتية والعربية بصفة عامة.

النقطة الرابعة في حديث منى المري، والتي اعتبرتها كدستور لحياة الإنسان هي العطاء والجهد في العمل، وما ينجم عنهما من سمعة وثمار طيبة، مشيرة إلى أنها بعد عامين من ترك العمل، التقت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال مؤتمر المرأة، وأثناء هذا اللقاء الذي تم في مقر المكتب الإعلامي لحكومة دبي، والذي كان يتواجد فيه مسؤولو الإعلام بدبي، أعلن سموه عن تعيينها مديراً للمكتب الإعلامي، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع هذا الأمر ولم تخطط لحياتها، بل كانت فقط حريصة على الاجتهاد في العمل والعطاء، داعية الطالبات إلى عدم التأثر بالسلبيات والتغلب عليها والتركيز على العمل والعطاء، ولكل مجتهد نصيب.

أما خامس العوامل التي تُشكل شخصية الإنسان ونجاحه، فهي الإخلاص في العمل، من خلال التركيز على نتائج المشروع والإبداع فيه، والنظر إلى أن يكون مؤثراً في حياة المستفيدين منه، مؤكدة أن الإخلاص في العمل ينطوي أيضاً على الإخلاص لفريق العمل وتقديره وتشجيعه.

وقالت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، إن أصحاب السمو شيوخنا الكرام هم قدوة لنا في الأخلاق والتواضع واحترام وتقدير الناس، وإعلاء قيم التسامح والمودة ونشر السعادة في مجتمع الإمارات الذي يضم أكثر من 200 جنسية، مؤكدة أن رسالة دولتنا وقيادتنا الرشيدة هي التسامح والإنسانية، وهي العامل السادس في تكوين شخصية الإنسان.

أما سابع العوامل المهمة التي دعت منى المري الطالبات والفتاة الإماراتية عموماً إلى الالتزام بها، فهي الولاء للوطن والقيادة، مؤكدة أن الإمارات هي دولة الخير والعطاء، وأن أمام الفتاة اليوم فرصة ذهبية للنجاح لا تتوافر في أي دولة أخرى، من خلال دعم قيادتنا الحكيمة والمجالات المتنوعة التي وفرتها لها الدولة.

أمّا النقطة الثامنة، فهي أن تحدد الفتاة هدفاً لنفسها وتختار المجال الذي تجد نفسها فيه، مع استشارة الأهل والأخذ بنصائحهم.

تاسعة النقاط التي تحدثت المري فيها، هي نجاح الموظفة في تحقيق التوازن بين حياتها الأسرية وحياتها العملية، وقالت إن هناك أربعة أمور تساعد على هذا، أولها بناء فريق عمل قوي قادر على القيام بالمهام في غياب وفي حضور المدير، ثانيها وجود الزوج الداعم والمساند لزوجته الموظفة المتفهم لطبيعة عملها ما يسهم في نجاحها، وثالثها وجود أسرة متفهمة ترعى الأبناء خلال وجود الموظفة بالعمل، معتبرة أنها محظوظة بأم تقوم بهذا الدور وشريك حياة داعم بلا حدود.

والأمر الرابع الذي يساعد على تحقيق التوازن بين الحياة العملية والأسرية هو الإلمام بتفاصيل العمل.

وانتقلت المري إلى النقطة العاشرة وهي اكتساب حب الناس من خلال حسن المعاملة، فهذا رأسمال سمعة الإنسان، ويجعله محل احترام الناس مدى الحياة حتى عندما يتقاعد.

الإعلام الجديد

المري نصحت طالبات الإعلام بالالتحاق بالعمل الإعلامي بعد التخرج، مؤكدة أنه مهم للغاية وأن للإعلام رسالته ودوره في حياة ومسيرة الوطن، وقالت إن مسيرتها الإعلامية أضافت الكثير لحياتها مما تعلمته من المحيطين بها طوال هذه المسيرة، وأنها اكتسبت من خلالها حب الناس.

وقالت إن الإعلام الرقمي الجديد له الغلبة في التأثير في العصر الراهن، داعية الطالبات إلى حسن استثماره وعدم التأثر بالأفكار الهدامة الخاطئة.

تويتر