غنى أمام نحو 2000 من جمهوره بالمركز التجاري مستهلاً بتحية للمنتخب السعودي

محمد عبده.. بين «هام السحاب» و«مستجيب الداعي» 10 مذهلات في دبي

محمد عبده مزج قديمه المتجدد بأحدث أغانيه في حفل ختام فعاليات العيد بدبي. تصوير: أسامة أبوغانم

«أحد القلائل الذين لو تكررت حفلاتهم على فترات زمنية قصيرة، لما خلت واحدة منها من الزخم الجماهيري الكبير»، واحدة من الرسائل العديدة التي يؤكدها حفل فنان العرب محمد عبده، الذي استضافته قاعة زعبيل في مركز دبي التجاري العالمي، بتنسيق بين دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، وشركة روتانا للصوتيات والمرئيات.

«ما عاد بدري»

حينما وصل فنان العرب في غنائه إلى «ما عاد بدري»، فطن الجمهور بأنها إشارة مبطنة بختام الحفل الساهر، بدافع من مداهمة الوقت، لتكون ردة فعل الحضور مزيداً من الإصرار على المواصلة.

وعلى وعد بتجدد اللقاء في دبي، جاء الختام بـ«يا مستجيب الداعي»، لتكون بمثابة تأكيد «فني» على الرغبة في تجدد اللقاء مع جمهوره بدبي.

150 دقيقة

150 دقيقة تقريباً قضاها جمهور الحفل مع صوت محمد عبده، الذي مزج بين قديمه وجديده، بدءاً من «ايوه» مروراً بـ«المعازيم»، و«مذهلة» و«بنت النور»، وصولاً إلى «خجل» و«اخطيت في حقي»، إذ تنقل فنان العرب بالحضور بين الماضي والحاضر، وبينهما طرب يحتفظ بموقعه في مكتبة الموسيقى العربية الأصيلة.

الحفل الذي جاء في ختام فعاليات العيد بدبي، هو الثاني لفنان العرب بدانة الدنيا، دبي، خلال فترة وجيزة نسبياً، بعد حفل سابق استضافته أوبرا دبي، وهو أيضاً ضمن سلسلة حفلات نظمتها روتانا في عواصم ومدن مختلفة، قبل وبعد إجازة العيد، بدءاً من الرياض، مروراً بالقاهرة، ولندن.

وبحضور نحو 2000 من عشاق الطرب الأصيل، نسج «أبونورا» (كما طاب لجمهوره تلقيبه ومناداته منذ بداية الحفل) «ليلة خميس» شديدة الخصوصية في قاعة زعبيل، كانت الغلبة فيها للإنصات، بعدما ضنّ الجمهور الغفير بوقت التعبير عن إعجابه، لصالح استمتاعه بشدو فنان العرب.

لحظات انتظار وترقب مضت بطيئة على جمهور لم يجد عناء في صف سياراته في الأماكن المخصصة لذلك، وصولاً إلى المقاعد التي تم تصنيفها بعناية، قبل أن تخفت أضواء المصابيح، معلنة، انفراد قاعة المسرح، بأضواء أبعد تأثيراً وأثراً، عنوانها الطرب الأصيل، الذي سيكون ختاماً لفعاليات «العيد في دبي».

«التحية واجبة» للمنتخب العربي الوحيد الذي تمكن من التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، 2018 في روسيا، حسب فنان العرب، الذي أهدى تحية حارة للاعبي المنتخب الوطني السعودي، مشيداً بروحهم العالية، وتشريفهم المملكة في هذا المحفل الرياضي العالمي، وهي التحية التي وجدت تصفيقاً حاداً من الحضور، كانت بمثابة التمهيد للدخول في الأجواء الطربية للحفل. ولم تكن البداية الطربية بعيدة، عن سياق «التحية الواجبة» للمنتخب السعودي، حيث قرر فنان العرب البدء بالأغنية الوطنية السعودية الشهيرة: «فوق هام السحاب»، التي وجدت تجاوباً هائلاً من الجمهور، لا سيما السعودي، الذي سجل حضوراً مميزاً جنباً إلى جانب الجمهور الإماراتي والخليجي، في حفل مالت طبيعة الحضور فيه إلى العائلي، دون أن يخلو ايضاً من المجموعات المختلفة، ومن بينهم جمهور عربي غير خليجي أيضاً.

وامتد مجموع الأغاني التي شدا بها فنان العرب خلال الحفل إلى 12 أغنية مكتملة، وبين «فوق هام السحاب» التي كانت عنوان البداية، وصولاً إلى «يا مستجيب الداعي»، التي جاءت في الختام، جاءت 10 أغنيات، جميعها «مذهلات»، كما وصفها الحضور في إشارة لاسم أغنيته الشهيرة «مذهلة»، للتعبير عن شدة تأثره لروعة الإبداع الغنائي والطربي في تلك الليلة.

وقبل أن يدخل الحضور في موجات من التساؤل، التي تفرضها لحظات ترقب وانتظار، تمر بطيئة على عشاق الطرب الأصيل، أشَارت الموسيقى المندفعة بهدوء إلى أننا أمام رائعة أخرى من روائع فنان العرب، هي أغنية «محتاج لها»، التي أعقبتها بـ«بنت النور»، التي أخذت صيغة «الدندنة» والهمس الناعم على ألسنة البعض، وكأن الكثيرين يستثمرون حالة «سلطنة» عبده، التي اعتاد حضور حفلاته على أن تكون استثنائية، في طقوس الانغماس في صوته الرخيم.

«أخطيت في حقي»، كانت عنوان المذهلة التالية، التي أتبعها فنان العرب بـ«خجل»، ثم «مذهلة»، التي جاء أداؤها بالفعل بتعايش مذهل لتفاصيل كلماتها وما تحيل إليه مدلولاتها، ليس بالنسبة لعبده فقط الذي لم يخفِ معايشته المعنوية تلك، بل أيضاً من أفراد الفرقة الموسيقية، الذين استحقوا تحية حارة من الجمهور فور ختامها.

وعقب انتهاء فنان العرب من شدوه «أعترفلك»، كان الطلب ملحاً على غناء معشوقة جماهيره «المعازيم»، قبل أن يلبيها محمد عبده، لتكون بمثابة أيقونة القديم المتجدد في الحفل، من مكتبته الغنائية التي لا يصيبها النسيان.

وما بين القديم والجديد يواصل عبده التنويع، تارة عبر خياراته المسبقة، وتارة أخرى نزولاً عند رغبات الجمهور، ليقدم «على البال»، قبل أن يعود للآلئ الستينات عبر «أيوه» التي تعد واحدة من أشهر معالم تلك المرحلة الغنائية في مسيرته الثرية.

«ما عاد بدري»، جاءت وكأنها انذار غير مبكر للجمهور، بأن الحفل الساهر الممتع، لابد له من نهاية، بسبب مداهمة الوقت، لكن الإلحاح بالمواصلة، دفع فنان العرب لمعاودة الشدو من جديد، لتكون «يا مستجيب الداعي»، هي المحطة الأخيرة في ليلة خميس، جاءت بالفعل بمثابة مسك ختام فعاليات العيد في دبي.

تويتر