الأخوان يكملان احتراف العزف بدعم الأهل و«دبي للثقافة»
خولة وحميد الرايحي.. شغـف بالنغـم وحلم بمدرسة موسيقيـة إماراتية
بعزف النشيد الإماراتي وأغاني فيروز وروائع تشايكوفسكي وباخ، تعلّق الأخوان خولة وحميد الرايحي، اللذان يتبعان شغفهما بالأنغام الراقية كي يصلا إلى الاحتراف، والتخصص الموسيقي، والعزف ضمن أوركسترا، وكذلك افتتاح مدرسة موسيقية في الإمارات.
|
دون شهادة تكريم تشارك حميد وخولة في احتفالات عدة داخل الدولة، وتطلب منهما مقطوعات معروفة. وأوضح والدهما سعيد أنه أحياناً ما تكون هناك مشكلة في عدد المقطوعات التي يتم طلبها خلال الحفلات، فزيادتها تتطلب الكثير من التدريبات، ما يعني أنهما سيتوقفان عن الدروس لفترة ليتمكنا من تقديمها، مشيراً إلى أن بعض الجهات الخاصة تريد مشاركتهما دون أدنى مقابل، وحتى دون حتى شهادة تكريم. 8 سعيد الرايحي: سنوات هي رحلة خولة مع الكمان، وتحتاج إلى سنة واحدة كي تحصل على الدبلوم واستكمال دراسة الموسيقى في الخارج. خولة : أتمرّن بشكل يومي ساعات على الكمان، ما يجعلني في حالة سعي دائم لإيجاد الموازنة بين المدرسة والموسيقى. حميد : أحب التكنولوجيا كبقية أبناء جيلي، لكن ليس إلى حد الإدمان، وتبقى الموسيقى الشغف الأساسي. ينبغي تعزيز الثقة بالمواهب في الإمارات، ودعمها عبر الحفلات والمشاركات، خصوصاً في أوبرا دبي. |
بدأت خولة الرايحي دروس العزف على آلة الكمان منذ عام 2009، وبعدها انطلقت إلى البيانو، فيما تعلم أخوها حميد التشيلو والبيانو لاحقاً. يواظب حميد وخولة على دروس الموسيقى، ويواجهان تحديات كثيرة، لاسيما خلال السنة الدراسية، بسبب ضيق الوقت المخصص لدروس الموسيقى والتمرينات اليومية التي لا تقل عن ثلاث ساعات.
وعلى الرغم من الصعاب والتحديات، إلا أنهما يكملان طريقهما بدعم من الأهل، ويحلمان بالاحتراف وبلوغ مستويات متقدمة في التخصص بالموسيقى والعزف على مسارح كبيرة ضمن أوركسترا، خصوصاً بعد أن تلقيا الدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة).
يومياً مع الكمان
من جانبها، قالت خولة: «لقد بدأت بالعزف على الكمان منذ ثماني سنوات، وأحتاج إلى سنة واحدة كي أحصل على الدبلوم، ويمكنني بعدها الذهاب إلى الخارج والتعلم». وأضافت لـ«الإمارات اليوم»: «أتمرّن بشكل يومي على الموسيقى لمدة لا تقل عن الساعتين على الكمان، ما يجعلني في حالة سعي دائم لإيجاد الموازنة بين المدرسة والموسيقى».
وتابعت عن برنامجها الموسيقي والدراسي: «أتدرب ساعة إضافية على البيانو، الى جانب ساعتين على الكمان، لكنني في أوقات الامتحانات لا أتمكن من التدرب هذه الفترة الطويلة».
تحب خولة تقديم معزوفات تشايكوفسكي، وتحفظ النوتات الخاصة بها، إذ تبدأ بمرحلة الحفظ تماماً، كما يُحفظ الشعر، وبعدها تنطلق إلى مرحلة العزف، مشيرة إلى أن حفظ النوتات مرحلة أساسية في الدرس، فيما التمرين على مقطوعة للتمكن منها تماماً يتطلب ما يقارب السنة، من وجهة نظرها. واعتبرت خولة أن الكمان أصعب من البيانو، خصوصاً أنه يحتاج إلى فترة طويلة للتمكن من الآلة والمسافات التي تفصل بين النوتات. أما الموسيقى العربية التي تعزفها فهي النشيد الإماراتي، إضافة إلى بعض أغاني فيروز، ومقطوعة جندي، وتطمح إلى استكمال مشوارها مع الموسيقى، بهدف افتتاح مدرسة موسيقية في الإمارات.
مع التشيلو والبيانو
من ناحيته، قال حميد الذي يعزف على التشيلو منذ خمس سنوات، وعلى البيانو منذ سنتين: «أتدرب يومياً ساعتين ونصف الساعة، وأحياناً أتمرّن مع خولة كي يصبح ممتعاً أكثر، لكن هذا يتوقف على المقطوعة التي نقدمها، وحين أعزف مع أختي لا تقدم النصائح لأن الآلة مختلفة، لكن فقط أتلقى الأمر بالبدء والعزف». وأضاف حميد (الذي سيدخل الصف التاسع): «أحب موسيقى بيتهوفن كثيراً، وباخ، وأحب أعمالهما جداً»، معرباً عن أمنيته في أن يكمل مشواره الموسيقي إلى مستويات عليا، لافتاً إلى أنه يحب التكنولوجيا كبقية أبناء جيله، لكن ليس إلى حد الإدمان، ويبقى الشغف الأساسي للموسيقى.
جدية الموهبة
بدوره، قال سعيد الرايحي (والد الموهبتين الإماراتيين): «لست موسيقياً وكذلك والدتهما، لكننا حرصنا على إلحاق خولة وحميد مع قائد الأوركسترا رياض قدسي أولاً، إذ بدأت خولة معه في سبتمبر عام 2009، وكانت حينها تتلقى دروسها في الفترة الصباحية، فتستيقظ عند الخامسة صباحاً، كي تتمكن من ذلك، ودرست الكمان، فيما درس أخوها حميد التشيلو، وبعدها اختارا دراسة البيانو أيضاً».
وأضاف: «كانت السنوات الأولى هي الأصعب، وبعدها تم تسجيل خولة في (دبي للثقافة)، وكان الدعم معنوياً في البداية، لاختبار جدية الموهبة ونية التعلم، إلى أن بدأت الهيئة تقدم الدعم المادي منذ عام 2012، إذ أمّنت لهما رحلة إلى براغ للدروس الصيفية».
ولفت إلى أن ثقافة تدريس الموسيقى، والعزف ضمن أوركسترا، غير منتشرة إلى حد كبير في المجتمع الإماراتي، على عكس فنون أخرى، مشيراً إلى أهمية الدورات والدروس في الخارج، إذ إن مستوى المدارس المتوافرة في الإمارات أقل مقارنة بالموجودة في الغرب «فحين ذهبنا إلى براغ درس حميد وخولة ثلاث مقطوعات في 15 يوماً، بينما في الإمارات يدرسون أربع مقطوعات خلال السنة».
ورأى أن المشكلة تكمن في عدم وجود مدرسة أكاديمية بشكل حقيقي يحتضن المواهب «بينما في عُمان - على سبيل المثال - توجد أوركسترا منذ سنوات، وكل العازفين فيها عمانيون».
وأشار سعيد إلى أن تعليم ولديه الموسيقى بدأ بخيار خولة أولاً، وبعد شغفها بالعزف وتقدمها، تشجّع حميد على تعلّم الموسيقى أيضاً، خصوصاً أنه كان يحضر مشاركات أخته في الحفلات، وتلقى التشجيع من رياض قدسي.
ونوّه بدعم «دبي للثقافة»، مطالباً بضرورة تقديم المزيد من الدعم للإماراتيين، لاسيما من خلال أوبرا دبي «التي لم يقدم فيها إلى الآن عزف لإماراتيين». ورأى أن من الضروري تلقي الدعم أيضاً من خلال الدعوات التي يجب أن تصل إلى كل من خولة وحميد لحضور الحفلات كي يتعلما ويستفيدا منها.
تكاليف
لم يكن يتوقّع الوالد سعيد أن تكاليف الدراسة الموسيقية عالية جداً، خصوصاً مع الدورات الصيفية المكثفة خارج الدولة، لافتاً إلى أن نجليه متأخران مقارنة بمن يدرسون الموسيقى في الخارج. ورغم ذلك يؤكد أنه يعتزم دعم ولديه حتى يكملا دراسة الموسيقى إلى النهاية، إذ يطمح إلى أن يتمّا هذا الميدان لأنهما سيبدعان فيه، بسبب تشرّبهما الموسيقى ودراستها بشكل جاد منذ مرحلة مبكرة في حياتهما.
وشدد سعيد على ضرورة الثقة بالمواهب الصغيرة، ودعمها عبر الحفلات والمشاركات «فهي ضرورية لتطوير المستوى بشكل أسرع، وتساعد كذلك خولة وحميد كي ينتهيا من الدبلوم ويتمكنا من استكمال دراستهما الموسيقية في الخارج».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news