قنوات تستدعي الأسماء نفسها على شاشاتها سنوياً

نجوم «ماركة مسجلة» على فضائيات «رمضان»

صورة

ربما أصبح المشاهد العربي يقرأ خارطة القنوات الفضائية في رمضان قبل إعلانها بشكل رسمي، وفق توقعات تكاد لا تخيب، بالنسبة لنصيب كل منها من المسلسلات، التي يتصدى لها النجوم، حيث تتكرر إطلالات النجوم أنفسهم، سواء بالنسبة للمسلسلات متعددة الأجزاء أو غيرها في أعمال جديدة، ولكن على الشاشات نفسها.

سميرة أحمد: تجديد دماء

قالت الفنانة سميرة أحمد: «إن تكرار ظهور أسماء بعينها، وفق المجموعة ذاتها، يخالف المبدأ الفني المعروف، الذي يجب أن يحرص عبره المخرج على ترشيح الأنسب للدور، دون التقيد بتوجيهات جهة الإنتاج، أو حساباته الخاصة».

ورأت الفنانة الإماراتية سميرة أحمد أن «التخلص من هذه الظاهرة ليس من شأنه أن يضمن إسناد الأدوار إلى الأسماء الأكثر مناسبة لها فقط ، بل أيضاً من شأنه أن يجدد بشكل تلقائي دماء أي ساحة درامية وفنية».

الجسمي: الانسجام مطلوب

دافع الفنان أحمد الجسمي عن مبدأ الاحتفاظ بكادر تمثيلي وفني محدد في أعمال متتابعة، سواء بالنسبة له، أو لسواه من أصحاب شركات الإنتاج المختلفة.

وتابع الجسمي: «شخصياً اتمسك بمعايير أخلاقية ونفسية في فريق العمل، وربما أفضّل أن يتم إسناد الأدوار لمن سيحققون (فنياً) 80% من المطلوب، لكني اطمئن أنهم سيتمتعون بروح الفريق، وسيادة (الإيثار) والتفاني في العمل، عن من لا تتوافر فيه تلك الصفات، رغم أنه الأجدر للنهوض بالدور».

حياة الفهد: المشاهدة للجميع

قالت الفنانة حياة الفهد «إن أي فنان يسعى إلى أن يصل عمله إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور أولاً، ثم العمل على أن يحقق هذا العمل الأثر الفني المطلوب، ومن ثم ردة الفعل الإيجابية من هذا الجمهور ثانياًَ».

وتابعت: «على الرغم من أن هناك أعمالاً يتم إنتاجها بشكل حصري لمصلحة قنوات بعينها، إلا أن القاعدة أن صناعة العمل الدرامي تتم وفق معايير فنية، لتأتي عملية التسويق لاحقاً، وهناك كثير من الأعمال التي يتم الانتهاء منها، دون أن يعرف طاقمها وجهة عرضها».

وحتى بعد أن تكتمل أجزاء المسلسل الواحد، ويتم الإعلان عن عدم إنتاج أعمال جديدة منه، نجد المشروعات الجديدة للنجم ذاته، تذهب غالباً للقناة ذاتها، وهو ما بات بمثابة ظاهرة هي جزء من اتفاقات تسويقية بين نجوم وشركات إنتاج بعينها من جهة، وتلفزيونات محددة من جهة أخرى، فضلاً عن أنها تعكس قناعات مجالس إدارات تلك القنوات، بأن هؤلاء النجوم هم الأجدر لتحقيق التوازن المطلوب، بين متطلبات شركات الدعاية من جهة، ورغبات مشاهديها من جهة أخرى.

وبعد أن أنهى النجم السعودي ناصر القصبي، مسلسله الأطول «طاش ما طاش»، الذي استمر 18 جزءاً، وظن الجميع أن ساحة الدراما السعودية مهيأة لإفراز نجم آخر قوي بحجم بطلها، وفرت «إم بي سي» ميزانية ضخمة جديدة لإنتاج أعمال عديدة تصدر أشهرها النجم السعودي، مثل «العاصوف» و«سيلفي»، الذي يبث للعام الثالث على التوالي على القناة نفسها، في حين يرتبط القصبي لسنوات أيضاً بإطلالته المعروفة في برنامج «أراب جود تالنت» لسنوات على القناة نفسها.

وعلى الرغم من شهرته غير المحصورة بجمهوره المحلي أو الخليجي، فإن النجم المصري الملقب بالزعيم عادل إمام، أيضاً وقع في الدائرة نفسها، وهي الظهور الحصري في قناة محددة، حيث أصبحت إطلالة عادل إمام الرمضانية منحصرة ومعروف مسبقاً وجهتها، وأنها ستكون عبر قناة «إم بي سي» مصر.

وإذا كان الأمر يتعلق بمسلسلات متعددة الأجزاء في حالة القصبي، فإن مسلسلات الزعيم تتغير كل عام، ولكن تبقى الطلة واحدة، بدءاً من «صاحب السعادة»، مروراً بـ«فرقة ناجي عطالله» و«العراف»، وصولاً إلى «عفاريت عدلي علام»، الذي يعرض على مدار رمضان.

المعادلة محلياً لا تختلف عنها عربياً، حيث أصبحت إطلالة النجم الإماراتي الذي يحافظ على وجوده سنوياً وهو الفنان جابر نغموش، مرتبطة حصرياً بشاشة وحيدة، وهي شاشة تلفزيون دبي، من خلال المسلسل متعدد الأجزاء، «طماشة»، الذي يصل هذا الموسم إلى جزئه السادس، في حين أن معظم مسلسلاته السابقة أيضاً كانت إطلالتها بشكل حصري على الشاشة نفسها، سواء الأجزاء الأخيرة من «حاير طاير»، أو «حظ يا نصيب» و«زمن طناف» و«غمز البارود» وغيرها.

الحالة الكويتية تبقى بمثابة استثناء إلى حد ما في قاعدة «النجوم» الذين أصبحوا بمثابة «ماركة مسجلة» على شاشات بعض القنوات، وهي معظمها قنوات تتميز بأنها الأكثر قدرة من سواها على صعيد إمكانات الإنتاج، والتعاقدات، وهو ربما تقليد يعود إلى سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد، التي لا ترضخ لسياسة احتكار القنوات لاطلالتها، إلا في حالات محدودة، ووفقاً لقيود تعاقدية. وتظهر الفهد عبر مسلسل «رمانة» في عدد كبير من القنوات الفضائية، من بينها أكثر من قناة إماراتية منها: (دبي والظفرة والشرقية من كلباء)، وكذلك الفنانة سعاد عبدالله، وعدد كبير من النجوم الكويتيين، ما يتيح لأعمالهم المزيد من الانتشار والجماهيرية.

تويتر