تدر رزقاً جيداً للصيادين
«العومة».. السمكة التي سبحت خـارج رأس الخيمة
العومة لم تعد مرغوبة كوجبة غذائية على مائدة المجتمع المحلي. الإمارات اليوم
كمية ضخمة من الأسماك الصغيرة الحجم، التي تسمى «العومة»، تفترش مساحة واسعة من الأرض الواقعة بالقرب من شاطئ الحليلة بالمنطقة الشمالية في إمارة رأس الخيمة.
قبل أن تختفي العومة من الموائد في وقتنا الحاضر، أي قبل الطفرة المعيشية، كانت وجبة غذائية شهية تسد حاجة المجتمع في غير مواسم الصيد، وأيضاً عندما تكون الأحوال الجوية سيئة، ومن أجل ذلك تقوم النساء بدقها في إناء مصنوع من النحاس يسمى «المنحال»، ويضربن عليها بكتلة حديدية تسمى «الرشاد»، ثم تحفظ في علب حديدية، لتناولها مخلوطة بالسمن البلدي مع وجبة العيش الأبيض، بحسب سيف درويش، أما في موسم الحج فتكون العومة زاداً غذائياً رئيساً للمسافرين إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، فأثناء الرحلة التي كانت تتم على ظهور الجمال، وتستغرق أشهراً عديدة، ترش العومة على الطعام، فتجعله شهياً للأكل.
أما اليوم فالعومة التي لم تعد مرغوبة كوجبة غذائية على مائدة المجتمع المحلي، اكتسبت أهمية أخرى من كونها تجارة رابحة للصيادين الذين يصطادونها بكميات ضخمة، ويصدرونها إلى دول آسيوية، مثل سريلانكا التي تعد سوقاً رئيسة لها، حيث يستفاد منها في أغراض الأكل، بينما بعض الدول تستفيد منها كغذاء للحيوانات والدجاج، وسماداً للأرض. وعندما تكون درجات حرارة الطقس معتدلة، يبدأ موسم صيد العومة، التي توجد في مياه الشواطئ بكميات كبيرة، ما يفتح شهية الصيادين لملاحقتها بشباكهم، فيصطادونها لغرض البيع في الأسواق الخارجية.
والصيادون، من أمثال سعيد أحمد درويش في منطقة شعم، يركزون جهودهم على الاستفادة من موسم صيد العومة، الذي جاء هذه المرة متأخراً بعض الشيء، فبدلاً من أن يكون في مارس، جاء في منتصف أبريل، وسيستمر حتى يونيو.
ويقول درويش: «صحيح إنه لأمر مثير للاستغراب أن نصطاد أسماكاً لا نأكلها، لكنها ذات منافع اقتصادية مهمة، فهي تدر علينا رزقاً جيداً يمكننا من مواجهة المتطلبات المعيشية، وتوفير احتياجات مهنة الصيد».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news