مخزن ذكريات في جميرا عن الحياة البسيطة والأحبة الغائبين

هالة كاظم: الفرح عنوان البيت الأول

صورة

تتذكر الإماراتية هالة كاظم البيت الأول بكثير من الحنين، إذ يمتزج الفرح مع مشاعر فيها الكثير من الشوق الى أيام الطفولة والشقاوة والشباب، وكذلك إلى الأهل الذين غابوا، لاسيما والدتها التي رحلت في عام 2003، بالإضافة الى والدها التاجر الذي كانت ترى علاقتها به كما لو أنه جدّها لأنه كان كبيراً في العمر حينما ولدت. ترى هالة كاظم، صاحبة برنامج «رحلة التغيير» الذي يسعى إلى بث نمط الحياة الإيجابي، المرح هو السمة الأبرز، والعنوان الذي رافق طفولتها في البيت الأول، وتستعيد تفاصيله بكثير من السعادة والحنين إلى تلك الأيام البعيدة، معتبرة أن البساطة كانت أسلوب الحياة الأوحد في تلك الفترة.


ولدت هالة كاظم في جميرا، ولم يكن هناك الكثير من البيوت في تلك المنطقة وقتذاك، مشيرة الى أن والدها لاقى انتقادات كثيرة حين بنى منزله في جميرا، ولكن نشأتها في المكان أثرت فيها كثيراً، وجعلتها سعيدة.

• أزور المنزل من وقت لآخر، وأشعر بالكثير من الفرح حين أراه من بعيد.

• كنا نجمع المال ونذهب إلى البقالة لشراء المشروبات الغازية، وكان هذا حدثاً يجلب السعادة.

• في المنزل الأول كانت لي شجرة لوز تحمل اسمي، وكنت في موسم الصيف أقطف اللوز الذي نعشقه في الإمارات.

• كنت أترك المنزل كل يوم، وأذهب للعب مع الأطفال، إذ عشقت ركوب الدراجات الهوائية.


1975

توفي والدي في هذا العام، وتركنا البيت الأول، وعشنا لفترة طويلة في جميرا، ثم عدنا إليه بعد سنوات.

17

عاماً كان عمري حين تزوجتُ وتركتُ البيت الأول الذي ولدتُ ونشأتُ فيه.


«كان والدي كبيراً في العمر حين اقترن بأمي، فكنتُ أراه كما لو أنه جدي، ولكن تجمعني به في المنزل الكثير من الذكريات الجميلة، وكان طيباً وحنوناً جداً».

تصف المنزل بأنه كان كبيراً ومقسماً إلى أربع شقق، فوالدها كان من تجار دبي، وتزوج والدتها البحرينية وهي في عمر 16 سنة، بينما كان يبلغ 70 عاماً، ونشأت في المنزل، حيث كانت تعيش أيضاً زوجة والدها الأولى، إذ كانت أمها الزوجة التاسعة.

تعود هالة كاظم إلى طفولتها، مشيرة إلى أنها كانت كثيرة الحركة، فهي الأصغر بين أخوتها، وكانت تعاني صعوبة التعلم، والمدرسة تعني لها اللعب مع الأصدقاء، وبعدها تترك المنزل كل يوم، وتذهب للعب مع الأطفال، إذ عشقت ركوب الدراجات الهوائية، وتمر بصديقتها عفراء البسطي، وتصحبها معها على الدراجة، كما كانت تلعب كرة القدم، ولعبة «كوك» التي تعني الاختباء، وكذلك لعبة المسدسات.

تتذكر كاظم كذلك المزرعة القريبة من المنزل؛ إذ كانوا يأخذون القدر والأرز ويطبخون، مشيرة إلى أن طفولتها مع شقيقها حامد كاظم وأختها كانت غنية، بينما عند الرابعة في كل يوم يتجمعون بالقرب من التلفاز الذي كان بالأبيض والأسود، ويستمعون أولاً للقرآن الكريم، ثم يشاهدون الكرتون.

بالعودة الى علاقتها بوالدها تقول هالة كاظم: «كان والدي كبيراً في العمر حين اقترن بأمي، فكنت أراه كما لو أنه جدي، ولكن تجمعني به في المنزل الكثير من الذكريات الجميلة، فقد توفي وكنت أبلغ 12 سنة، وكان والدي قارب الـ90 عاماً، ولكنه كان طيباً وحنوناً جداً، لكن بحكم أنه تاجر لم أكن التقي به كثيراً، ولم أشعر بالأبوة معه، بقدر إحساسي بأنه جدي».

في البيت الأول، الذي كان مقسماً إلى شقق، كانت تعيش الزوجة الأولى لوالدها، والتي كانت ترتبط كاظم معها بعلاقة مميزة، فهي تصفها بالطيبة جداً، وكانت تزورها بشكل دائم، وتسعد بقصص الماضي التي تخبرها بها. ولفتت هالة كاظم إلى أن الحياة الماضية كانت بسيطة، منوهة بأنه لا يعني أنها أسوأ أو أفضل، فكانوا بسطاء في كل شيء، يجمعون المال ويذهبون إلى البقالة من أجل شراء المشروبات الغازية، وذلك كان يعد حدثاً يجلب السعادة، بينما كانت الحياة الاجتماعية أفضل.

توفي والد كاظم وهي تبلغ 12 عاماً، واحتوتها هي وأخوتها الوالدة وعاشوا معها، ثم تركوا المنزل الأول، وقضوا فترة في منزل آخر في جميرا، مشيرة الى أن أمها عملت وقامت بتربيتهم على الثقافة والعلم. وتؤكد أن والدتها التي توفيت عام 2003، حين كان عمرها 40 عاماً، كانت حازمة وصارمة، ومرحة جداً في الوقت ذاته، وكانت تختلف معها، إلا أنه في الفترة الأخيرة باتت علاقتهما أكثر ودية.

عادت هالة كاظم إلى البيت الأول بعد أن تركته لسنوات، ثم حين بلغت 17 عاماً، تزوجت وغادرته إلى منطقة أخرى، ولكنها تمر بالقرب منه بين الفترة والأخرى، وتراه من بعيد، خصوصاً أنه عبارة عن شقق مؤجرة حالياً، وتتذكر الماضي الجميل، لاسيما شجر اللوز الذي كان يزرعه والدها في الحديقة، إذ كان يسمّي الشجر بأسماء أبنائه، فكانت لديها شجرة تحمل اسمها، وكانت تتسلق الشجرة وتقطف اللوز في موسمه.

تويتر