يعتبر صديق عمره خالياً من «العيوب».. ويراه مثالياً لمن يحيطون به

طلال محمود: مروان عبدالله رقم واحد في حياتي

صورة

على مدى 20 عاماً شكّل طلال محمود ومروان عبدالله ثنائياً على مستويات عدة، لكن طلال محمود يرى في صديقة مروان الشخص الأكثر تأثيراً في مشواره، ليس على الصعيد الفني وحسب، بل على المستويين الشخصي والإنساني، وعلى الرغم من وجود شخصيات كثيرة أثّرت في طلال، إلا أنه يرى في مروان صاحب البصمة الأكثر وضوحاً وتأثيراً.


«هو ليس مجرد صديق، أو حتى أخ، ورفيق درب، بل هو مجموعة علاقات جميعها قوية ومتشابكة، معرفتنا تمتد نحو 20 عاماً، لكن عمقها يتجاوز ذلك، لنصبح بمثابة توأم، حتى وإن أجبرتنا مشاغل الحياة على أن يبتعد أحدنا عن الآخر مكانياً».

هكذا يتحدث الفنان الإماراتي، طلال محمود، عن صديقه الفنان مروان عبدالله، الذي يعتبره ليس مجرد شخص في حياته، بل اختزال لمجموعة علاقات إنسانية، ليصبح المؤثر رقم واحد، في فكره وتكوينه وقناعاته، فنياً وحياتياً، حسب إشارته.

قسوة

مروان أيضاً في قيادته لفريق العمل يبقى متفانياً، لكنه يكره الاتصال به في أمور تتعلق بالبروفات وخلافها، بعد أن يغادر المسرح، وقد يهاجم بشكل قاسٍ من يخرج عن ذلك، وهذا حقه، وأسلوبه في إنجاز المشروع المسرحي الذي يوكل إليه.


حضور دائم

على الصعيد الإنساني يكرس مروان حضوره في حياتي في كل شيء، وحتى عُرسي لم يسلم من التأثير الشامل لمروان في ملامحه، بدءاً من المساعدة المادية التي تولى جمعها، مروراً بالكثير من المهام، التي لا يتصور أن يقوم بها الأخ الشقيق، أو حتى الصديق الحميم.

هو ليس مجرد صديق، أو حتى أخ، ورفيق درب، بل هو مجموعة علاقات جميعها قوية ومتشابكة، معرفتنا تمتد نحو 20 عاماً، لكن عمقها يتجاوز ذلك، لنصبح بمثابة توأم، حتى وإن أجبرتنا مشاغل الحياة على أن يبتعد أحدنا عن الآخر.


• «بداية الحكاية كانت منذ عرض مسرحية (غصيت بك يا ماي) في مهرجان الخليج المسرحي في أبوظبي».

• «اشتغلنا معاً (حاير طاير) و(عمى ألوان)، وارتسمت مشروعات إبداعية عدة خارج حدود الصداقة».

• «مسرحية (عنبر) كانت بداية الطريق لتحقيق خطوة في أحلامنا، كتبت النص وقام هو بإخراجه وتمثيله».

• 2002 تحملنا معاً مسؤولية عدم نجاح «حب ستايل».

حديث طلال عن مروان يتجاوز أحياناً حتى الإشارة عنه بصيغة الغائب «هو»، لنجد الأول يتحدث عن شأن الثاني وما يعتزم الإقدام عليه، وكأن كليهما سيقوم بذلك، وهو ما يقول عنه طلال: «أفرح عندما يبهج مروان أكثر من بهجتي بحلمي، ومن يعرفه عن قرب سيلمس كيف أنه أمام شخصية مثابرة طموحة، غنية فنياً وإنسانياً، يندر أن تتكرر».

الوقوف عند شوائب قد تعكر صفو علاقات إنسانية غير وارد، حتى بالنسبة للمحيطين بالصديقين اللذين خاضا معاً طريقاً مشتركاً، حققا فيه بعض طموحاتهما الفنية، باعتبار أن أحدهما، وهو طلال محمود، متميز في مجال التأليف المسرحي، بدرجة أكبر من التمثيل، والآخر، وهو مروان، يجمع بين الشغف بالإخراج والتمثيل، فجاءت كل المشروعات الإخراجية للأخير مرتبطة بنصوص الأول.

«ماذا تعلمت منه أو ماذا منحني مروان؟ عبارة أوسع من أن أجيب عنها»، هكذا يقول طلال محمود الذي يضيف: «الآخرون يعتبروننا شخصاً واحداً، لدرجة أن أحدهم حينما يتابع نشاطات صديقي على وسائل التواصل الاجتماعي، يخبرني عن ملاحظاته بشأنها، وكأني أملك كل الإجابات التي قد ينتظرها من مروان، وهو محق بذلك، لأني أعرف الناس به».

ويضيف: «في المقابل يستنجد زملاؤنا أو من يرى أن له حقاً عليَّ بمروان، الذي ألجأ له أنا أيضاً لألقي أمامه جميع متاعبي، وكأنه أيضاً ولي أمري، وهو كذلك بالفعل، على الصعيد العملي، وحضوره في حياتي، كان في جزء منه، تعويضاً عن فقداني أبي».

بداية الحكاية كانت منذ عرض مسرحية «غصيت بك يا ماي» في مهرجان الخليج المسرحي بأبوظبي، يقول طلال، حينما سقط مروان بعد انتهاء العرض على الخشبة، وقمت بحمله مسعفاً، بصفتي أتمتع ببنية صحية يراها الآخرون جيدة، ووقتها كنت ضمن الطاقم الإداري للمهرجان، وبعد أن تجاوز حالته، وشكرني، بدأت علاقتنا تتوطد.

وتابع: «كانت تجمعنا قبل ذلك البروفات المسرحية في مسرح دبي الأهلي، واشتغلنا معاً (حاير طاير) و(عمى ألوان)، قبل أن يرتسم أمامنا تشابك المشروع الابداعي المشترك، والصداقة التي تبتعد كل البعد عن المصالح».

مسرحية «عنبر» كان بداية الطريق الحقيقي لتحقيق خطوة في أحلامنا، وبالفعل كان العمل، الذي كتبت نصه وقام هو بإخراجه والتمثيل فيه، مستهلاً حقيقياً لطريق أكثر ثباتاً، وحتى الخطوة الثانية المحورية، وهي حلم إنجاز مسرحية كوميدية صغناها سوياً».

في عام 2002، أصبحت مسرحية «حب استايل» بنصي وإخراج مروان، جاهزة للعرض، وبعدها «شقة مفروشة» لكنها لم تلقَ النجاح المتوقع، رغم ذلك تحملنا لحظات الإخفاق كأنها نجاح، ولم يلقِ أحدنا على الآخر مسؤولية منفردة، واستمررنا نعمل سوياً، ونتقاسم الحياة بحلوها ومرها أيضاً سوياً.

رغم الانسجام الروحي بيننا، إلا أننا أحياناً نتخاصم فكرياً، لكن ليس بيننا تلك الحدود التي تفصل بين المؤلف والمخرج، ولا أذيع سراً أن كثيراً من قناعاتي كمؤلف يغيرها مروان، لذلك أنا لا أعتبر أني أنجزت النص المسرحي بمجرد انتهائي من كتابة سطره الأخير، لأن هناك الكثير من التعديلات التي ستطرأ كلما اجتمعت مع مروان.

ويضيف: «كل أعمالنا تقريبا تحمل نحو 12 مسودة، بعدد تلك الاجتماعات التي تتم حتى بعد أن أتوهم أنني انتهيت من كتابة النص المسرحي».

جهات الإنتاج المتمثل في إدارات المسارح المحلية تعلم أني حينما أجتمع في مشروع مسرحي مع مروان، فإن النتائج قطعاً ستكون أفضل، فالكيمياء البشرية التي بيننا تجعل الإبداع، في مجال المسرح خصوصاً، أبعد انسجاماً».

«كان من المفروض أن تكون هناك» التي افتتحت عروض مهرجان مسرح دبي للشباب، كتبت نصها فيما أخرجها في بادرة غير مسبوقة بغياب مروان، الزميل والصديق غانم ناصر، حيث كانت الجهة المنتجة هيئة دبي للثقافة والفنون، واندهش الجميع حينها، أين مروان، لأنهم يعرفون أننا ثنائي لا ينفصل.

لا أرى عيوباً في مروان، سواء في مجال الفن والعمل، أو خارجه، فهو يعمل بحرفية عالية، كما أنه مخلص وودود وينظر لمصلحة الآخرين قبل مصلحته الشخصية خارج دائرة العمل، كما أن خبراته الحياتية تتجاوز بكثير سنه.

وتابع: «ما يراه البعض عيوباً في مروان أعتبره إيجابيات حقيقية، فهم يرونه عنيداً وصريحاً أكثر من اللزوم في مواضع كثيرة، وحسب ما لمسته، فإن مروان لا يكون عنيداً في غير صواب، كما أن الصراحة لا يمكن أن تكون نسبية، لكن مروان الذي يؤمن بأن (الساكت عن الحق شيطان أخرس) يضر بصراحته بعض مصالح الآخرين، فيفتحون عليه نار الانتقادات».

تويتر