مسلسل يرصد التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية في سبعينات المملكة

«العاصوف» لناصر القصبي يُصوِّر السعودية في أبوظبي

صورة

تدور أحداث مسلسل «العاصوف»، الذي يجري تصويره حالياً في أبوظبي، ويقوم ببطولته الفنان ناصر القصبي، حول التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها المملكة العربية السعودية في فترة السبعينات. ويشارك في العمل الفنانون عبدالإله السناني، وحبيب الحبيب، وحمد المزيني، وليلى سلمان، وريماس منصور، وريم عبدالله، وإلهام علي، وزارا البلوشي، ومجموعة كبيرة من النجوم، وهو من تأليف الكاتب الراحل عبدالرحمن الوابلي، وإخراج المثنى صبح.

إكسسوارات السبعينات

تناول «العاصوف» لفترة السبعينات تطلّب بناء أحياء وأسواق تتماشى مع شكل الحياة في الرياض في تلك الحقبة، وتم الاعتماد في ذلك على العديد من المراجع والأبحاث والصور والوثائق التي تصف شكل الحياة في الرياض وقتها، بحسب ما أوضح المدير الفني للمسلسل، عادل عوني، لافتاً إلى أن توفير الإكسسوارات والأدوات والأجهزة التي تعود إلى تلك الفترة كان يُعد من الصعوبات التي قابلت فريق العمل، كما تم تأجير 22 سيارة تعود موديلاتها إلى الفترة من 1950 إلى 1973 لتتماشى مع فترة وقوع الأحداث.

على مساحة تبلغ 6500 متر مربع، قامت «O3 للإنتاج» بالتعاون مع «توفور54»، بإنشاء حي يطابق أحياء مدينة الرياض في فترة السبعينات من القرن الماضي، في مدينة أبوظبي الصناعية «كيزاد»، لتصوير المسلسل الذي بدأ مع بداية أكتوبر الماضي.

يتناول العمل الفترة من بداية السبعينات وحتى عام 1976، والتغيرات التي شهدتها السعودية في تلك الفترة المهمة، وذلك في إطار درامي اجتماعي من خلال قصة عائلة الوالدة «هيلة»، وعائلة الوالدة «طرفة»، بحسب ما أوضح الفنان حبيب الحبيب الذي يقوم بدور «حمود» ابن «طرفة» وابن خالة الفنان ناصر القصبي الذي يقوم بدور «خالد» ابن «هيلة»، لافتاً إلى أن «حمود» شخصية جديدة عليه لم يسبق أن قدمها في أعماله السابقة، فهي شخصية ساذجة، وتعتبر الخط الكوميدي الوحيد في العمل الذي لا يخلو أيضاً من كوميديا الموقف النابعة من طبيعة الحياة اليومية في تلك الفترة.

وأشار الحبيب، في لقاء إعلامي خلال زيارة ممثلي الصحف المحلية لموقع تصوير العمل، إلى أن «العاصوف»، الذي يجمع ما يقرب من 40 فناناً، يتناول قصصاً واقعية، ويستعرض حياة المجتمع في تلك الفترة الزمنية، بما كانت تتسم به من بساطة وعلاقات طيبة بين الناس، حيث كانت كل المنازل قريبة من بعضها، موضحاً أن اسم «العاصوف»، وهو تصغير العاصفة، يقصد التغييرات الكبيرة التي شهدتها فترة السبعينات، وفق ما فهمه من قراءة قصة العمل الذي يتكون من أكثر من جزء.

وحول عرض المسلسل خارج شهر رمضان، اعتبر الحبيب أن هذه نقطة إيجابية تزيد من فرص المشاهدة والنجاح للمسلسل، وأنه قادر على الاستحواذ على اهتمام المشاهدين في أي وقت يعرض فيه.

«هو عمل متميز يحترم ذائقة المشاهد»، بهذا الوصف بدأ الفنان عبدالإله السناني حديثه عن «العاصوف»، الذي اعتبره ينتمي إلى أصعب أنواع الدراما، مؤكداً أنه عمل ملحمي سيمثل علامة فارقة في الدراما السعودية والخليجية، ونقلة من الدراما الكلاسيكية إلى تلك التي تعتمد تقديم التاريخ بالصوت والصورة، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأعمال هو الأصعب في الكتابة وفي التنفيذ، لما يتطلبه من دقة في التناول والبحث والتنفيذ، معتبراً أن من أهم أهداف الدراما كتابة التاريخ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بأسلوب درامي.

وأشار السناني إلى أن العمل يروي قصة الرياض في السبعينات لتقديمها للأجيال الجديدة، من حيث شكل الحياة والعلاقات بين الناس، من خلال عائلة تتكون من أم وثلاثة أبناء، يحدث بين اثنين منهم صراع يمتد طوال الحلقات، حتى في الأجزاء التالية من العمل، يقوم هو بدور أحدهما، وهو الابن الذي سافر ليدرس الحقوق في القاهرة، وعاد ليحاول فرض أفكاره وتصوره للحياة، والثاني هو «خالد» الذي يقوم به الفنان ناصر القصبي، لافتاً إلى أن دوره مركب وبعيد تماماً عن الكوميديا، حيث يعيش حالة من الصراع النفسي لإثبات ذاته، تنعكس على علاقاته بالمحيطين به. الفنانة ليلى سلمان، أو الأم «هيلة»، أوضحت أنها تقدم دور الأم التي تسعى طوال العمل للحفاظ على أبنائها وحمايتهم، مشيرة إلى أنها شعرت بالخوف من الدور، لأنه يرتبط بحقبة زمنية ماضية، ويحتاج إلى مظهر وأداء مختلفين، وحتى اللهجة مختلفة، لكن جلسات العمل مع المخرج وفريق العمل ووضع ملامح الشخصية والماكياج والأزياء التي تناسب فترة الأحداث، كل ذلك ساعدها على الدخول في الشخصية وتقديمها كما يجب. كما لفتت إلى الدور المهم للفنان ناصر القصبي والمخرج المثنى صبح في مساعدتها على تقديم الشخصية بشكل جيد. وأضافت «شاركت من قبل مع الفنان ناصر القصبي في حلقات قليلة من (طاش ما طاش) و(سلفي)، ويعد (العاصوف) أول فرصة للتعامل معه عن قرب ولفترة طويلة، وخلالها اكتشفت أنه شخصية رائعة، وفنان متفانٍ في عمله، بعيداً عن الأنانية، إضافة إلى تواضعه واحترامه للكبير والصغير في فريق العمل، ولذلك أعتبره مدرسة، سواء في العمل أمام الكاميرا أو في الكواليس والأجواء العائلية التي يخلقها. كذلك الأمر بالنسبة للمخرج المثنى صبح، الذي يتسم بشخصية متميزة في قيادة العمل، ويمتلك القدرة على التواصل مع كل فنان في العمل، ومساعدته على تقديم أفضل ما لديه». وأشارت سلمان إلى ثقتها بنجاح «العاصوف»، سواء تم عرضه في موسم رمضان أو خارجه «فهو من أضخم الأعمال الدرامية التي تم إنتاجها، ويضم كوكبة كبيرة من نجوم الفن في السعودية، ما يضمن له نسبة مشاهدة عالية».

تويتر