اعتبرت أن تساقط الشعر أقلّ الأعراض الجانبية ألماً

ناجية من السرطان تروي قصة نجاتها

أميمة تنوالة: وفاة أمي بمرض السرطان جعلتني أكثر قوة. تصوير: أسامة أبوغانم

بين الدموع والمشاعر التي فيها فرح الانتصار على مرض يرفض الناس تسميته فيقولون عنه الخبيث، لشدة آلامه وفتكه بالجسد، تروي الناجية من سرطان الثدي، أميمة تنوالة، كيفية تخطيها اللحظات الأولى لاكتشافها المرض ومراحل العلاج وآلامه. تحدثت تنوالة لـ«الإمارات اليوم» عن هذه التجربة، وانهمرت الدموع من عينيها حين تذكرت والدتها التي توفيت بسبب إصابتها بسرطان المبيض، الأمر الذي جعلها أكثر قوة وإصراراً على مواجهة المرض من أجل البقاء على قيد الحياة.

الاكتشاف المبكر

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/10/548333.jpg

حول نسب الشفاء من سرطان الثدي، أكد الدكتور شريف عادل أن الاكتشاف المبكر يقلل الآثار الجانبية للعلاجات الشديدة، وكذلك يعزز نسبة النجاة منه، ولهذا تستثمر الدول اليوم في الكشف المبكر، إلى جانب استثمار شركات الأدوية في الأدوية التي لم تكن موجود منذ 10 سنوات، فهناك اهتمام كبير من كل الجهات، خصوصاً أن سرطان الثدي من السرطانات الظاهرية، ويمكن ملاحظته في أوقات مبكرة. ولفت إلى أن الإحصاءات تشير في الإمارات إلى ارتفاع نسبة الشفاء، فهناك اتجاه في الدولة إلى تحسين نسبة الشفاء حتى 2021، والوسيلة الوحيدة لضمان هذا الشيء هو الاكتشاف المبكر، موضحاً أنه لابد من كسر الخوف من اكتشاف المرض، فالسرطان لديه سمعة سيئة، وهو بالنسبة للناس شهادة وفاة، علماً أنه ليس كذلك إن اكتُشف مبكراً.

اكتشفت تنوالة المرض من خلال ملاحظتها وجود كتلة غريبة في الثدي، ظهرت وغابت أكثر من مرة خلال شهرين، وأدركت أن عليها أن تخضع للفحوص، حتى اكتشف في فبراير من عام 2014 أنها مصابة بسرطان الثدي. وقالت عن تلك اللحظة «يوم السبت عرفت أني أحمل المرض، وهو اليوم الذي يسبق الإجازة في الهند، إذ كنت وقتها في بلدي، وكان علي الانتظار ليوم الاثنين كي أزور الطبيب وأعرف ما يمكن فعله، وكانت تلك المدة طويلة، ومن أصعب اللحظات التي عشتها، لكني حينها فكرت في عائلتي، وتذكرت والدتي التي توفيت بسبب السرطان، وكيف كانت وفاتها صعبة على والدي وعلي، ولم أشأ يومها أن تخسرني ابنتي وهي صغيرة ومازالت بحاجة إلي، وهذا مدني بالقوة». وأكدت تنوالة أن الكتلة السرطانية كانت صغيرة، وبالتالي تم استئصالها على الفور، وبعدها خضعت لعلاج كيميائي للقضاء على المرض بشكل كامل لمدة سنة. ولفتت إلى أن العلاج بعد الجراحة كان صعباً، وأن تساقط الشعر النتيجة الوحيدة الظاهرة للناس، لكنه فعلياً أخف الأعراض الناتجة عن العلاج الكيميائي، فقد خسرت كل شعرها وحاجبيها، إلى أن بدأ ينمو من جديد بعد سنة من توقف العلاج. ولفتت تنوالة إلى أن العامل النفسي يلعب دوراً أساسياً في العلاج، فهو ما يجعل المرض أقوى، منوهة بأنها بعد العلاج عدلت نظام حياتها، فهي اليوم غير قادرة على تناول أطعمة من خارج المنزل، ولهذا تعمدت توظيف طباخ لها في المنزل، كونها أمّاً عاملة، كما سعت تنوالة إلى تغيير نظام عملها، كي تنعم بقسط أكبر من الراحة بعد قساوة هذه التجربة، الأمر الوحيد الذي يخيف تنوالة هو أن تصاب ابنتها بالمرض، وتقول «أعرف أن العوامل الجينية تؤثر في الإصابة بالمرض، فوالدتي أصيبت به وأنا أيضاً، لذا أخاف أن تعاني ابنتي منه، لذا أحاول منذ الآن توعيتها بالمرض لمعرفة الكثير عن كيفية النجاة منه».

وأكد المدير الإقليمي للعمليات الطبية في شركة «إكسا للتأمين» الأخصائي في أمراض النساء والولادة والأورام، الدكتور شريف عادل، أن التعليمات الأولى التي يمنحها لأي امرأة تكمن في ضرورة الانتباه إلى أي اختلاف في شكل الثدي، أو ظهور أي ورم، أو اختلاف في الحجم، إلى جانب أهمية إجراء الفحوص الدورية، والتصوير الإشعاعي لمن لديهن تاريخ عائلي بالإصابة بالمرض، وذلك لبدء العلاج، أو اكتشاف المرض في بدايته، بالإضافة إلى فحوص جينية يمكن القيام بها من أجل الكشف المبكر عن احتمال الإصابة بالمرض.

وشدد على وجود عوامل بيئية يمكن أن تساعد في بروز سرطان الثدي، ومنها عدم الرضاعة الطبيعية، واستخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمونات عالية، فهذا يزيد من تعرضها لسرطان الثدي.

تويتر