معرض للباكستاني أخميدياروف في صالة «أنداكولوفا» بدبي
«التفاح البري».. معروض لتفاعل الناس
من تراث الباكستان وكل ما يرتبط بتقاليدها يستوحي الفنان الباكستاني أسخات أخميدياروف، أعمال معرضه الذي أفتتح أخيراً في غاليري أنداكولوفا بدبي، تحت عنوان «التفاح البري». ويأخذنا الفنان من خلال المعرض الى تراث بلاده والتقاليد والإرث الاجتماعي والثقافي من خلال التفاح الذي يعد الأساس لتسمية عاصمة البلد، التي تعني بالعربية «وطن التفاح»، فهنا يجعل التفاح الذي هو رمز لأصل الحياة، ورمز للتراث والهوية والتقاليد.
|
خزفيات من الطين
مما يلفت الانتباه في المعرض الخزفيات المشغولة من الطين والمزخرفة بالألوان، التي أعدت على شكل عقد طويل مكون من ثلاث طبقات. يتدلى هذا العقد من سقف الصالة، ليصل الى الأرض، ويرمز إلى العادات والتقاليد التي تعرف في بلد الفنان، حيث تمنح الأم عقداً لابنتها عندما تتزوج، كهدية تذكارية. سيرة فنية ولد الفنان أسخات أخميدياروف عام 1965 في أورالسك، ويقيم ويعمل حالياً في أستانا في كازخستان. درس الفنون، وقدم مجموعة من المعارض الفردية في بلده، كما شارك في قسم «ماركر» في «آرت دبي» عام 2014. وشارك في معارض جماعية، ومنها في بينالي فينيسيا، وبينالي سنغافورة. |
يختزل الفنان من خلال المعرض الذي يستمر حتى السابع من ديسمبر مجموعة من الحكايات عبر الكثير من الوسائط، فيحضر في المعرض التركيب والفيديو والتصوير، تتجاور هذه الأنماط في قالب موضوعي واحد، لتسرد الحكاية ذاتها عبر أشكال فنية متنوعة، وكأنه يكسر بذلك الروتين الفني في التعاطي مع الفكرة، ويأخذنا الى رؤية الفن من زوايا وجوانب جديدة مختلفة ومتجددة.
تبهرك في بداية المعرض الخزفيات المشغولة من الطين والمزخرفة بالألوان، التي أعدت على شكل عقد طويل مكون من ثلاث طبقات. يتدلى هذا العقد من سقف الصالة، ليصل الى الأرض، ويرمز الى العادات والتقاليد التي تعرف في بلد الفنان، حيث تمنح الأم عقداً لابنتها عندما تتزوج، كهدية تذكارية. ونستكمل مع التركيب في عمل آخر مستوحى من التفاح، الحكاية الأساسية في المعرض، حيث يقدم التفاح المرصوف عبر طبقات على شكل ربع دائرة، والمحاط بالمرايا من جميع الجهات ومن الأسفل، ما يحيل الربع دائرة الى دائرة كاملة من حيث الشكل. يتلاعب الفنان بالشكل من خلال المرايا، بينما يهدف من خلال العمل الى اشراك الجمهور واختبار تفاعله ليحاول الحصول على إجابة وافية لسؤاله حول ما يمكن أن تدمره الأفعال البسيطة، كقضم التفاح مثلاً، اذ يمكن للجمهور أن يأخذوا التفاح أو أن يقضموه ويعيدوه، ما سينعكس على الشكل النهائي للعمل. سيعمل أخميدياروف على تصوير تفاعل الناس مع العمل بالفيديو لمدة شهر كامل.
ولا تتوقف الدهشة في المعرض عند هذا العمل، اذ يواصل الفنان العمل على التفاح كمادة أساسية وأولى للمعرض، فيحول مجموعات التفاح الى أشكال تشبه التطريز الذي يستخدم على الأقمشة والأثواب التراثية الباكستانية، فيجمعها بألوانها المتباينة بين الأخضر والأصفر والأحمر، ويشكلها كما لو أنها تطريزات، ويلتقط صورها. ثم نجده يكرس العادات والتقاليد من خلال الصور العائلية التي تجتمع فيها العائلة على المائدة وتتناول الطعام، أو من خلال الفيديو الذي يعكس هذه العادات.
وقال الفنان عن معرضه لـ«الإمارات اليوم»، «اخترت التفاح لأبرزه في المعرض، لأن التفاح يعتبر رمزاً تقليدياً وقديماً في بلدي، فاسم العاصمة يحمل معنى التفاح، وعندما أرى كيف تختفي العادات والتقاليد، وكيف تؤثر العوامل الايكولوجية في باكستان، أرى أنه من واجبي أن أعكسها في أعمالي، وأن أبرز ما يحدث من خلال الفن». ولفت الى أن العالم اليوم محاط بالتكنولوجيا، وهناك الكثير من المشكلات التي قد تواجه الحياة في عالم يعتمد بشدة على التكنولوجيا، لذا قدم الأعمال التركيبية التي تعكس هذا التوجه. وأوضح فكرة العمل التركيبي الخاص بالتفاح، مشيراً الى أنه يحاول أن يقدم اشارة حول مسؤولية كل منا في الحركات البسيطة التي يمكنها أن تدمر أشياء أخرى دون أن نعي ما الذي نرتكبه، معتبراً أن البشر أحياناً لا يفكرون في نتائج اعمالهم البسيطة جداً، ولكنهم فعلياً يدمرون الأماكن التي يعيشون فيها. ورأى أن عدد التفاح المستخدم في العمل ليس مهماً، فالمهم أن نراقب ما يحدث للعمل المبتكر بشكل مثالي من خلال تدخل الناس، وكذلك توثيق مراحل تلف التفاح بعد قضمه.
ورأى أخميدياروف أن الفن بالنسبة اليه يعتمد على مشاركة الجمهور، ولهذا يسعى الى ايصال الرسائل من خلال أعماله، كي يتمكن من جعل الفن محملاً بما يعني الناس، فالتقاليد والتراث يحضران في الأعمال لأنه من المهم أن يعبر الفنان عن الطبيعة وكل ما يحيطه والواقع. ولفت الى أن تعدد الوسائط في الفن الذي يقدمه يعود الى تفضيله التعبير من خلال الفن المعاصر الذي يركز على الفكرة وليس الوسائط، موضحاً أنه في السابق لم يكن يحمل هذا التوجه، ولكنه تبدل مع الوقت، حيث باتت لديه القدرة على تمثيل الفكرة الواحدة من خلال زوايا عديدة، خصوصاً أن هذه الوسائط الجديدة تبقي الجمهور على تواصل ولاسيما الأشخاص غير الجاهزين لهذا التواصل. وحول معرضه الأول في دبي، أشار الى أنه يتأمل أن يكون معرضه الأول ناجحاً، لأنه يهتم بالوجود في الصحراء ويراها عن كثب وكذلك يتعرف إلى الثقافة وسيكولوجية الناس في المنطقة، منوها بأن هناك الكثير من الأمور المشتركة بين الإمارات وباكستان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
