أحمد حلمي ودنيا سمير غانم اعتذرا عن حضور عرضه الخاص في «مول الإمارات»

«لف ودوران».. حضرت الكوميديا وغاب النجوم

يأتي الفيلم ليلبي بحث قطاع كبير من الجمهور عن بطل ينتمي إلى الطبقة الوسطى. تصوير: أسامة أبوغانم

تبقى فرصة العرض الخاص بالإعلاميين، وصناع السينما فرصة مهمة تقدم آراء وملاحظات، وإجابات عن أسئلة المشاهدة الأولى لأي عمل، أو حتى تلك التي يتوقع أن تكون مطروحة جماهيرياً، على نحو يصب في صالح الفنان والجهة المنتجة في المقام الأول، لكن فيلم «لف ودوران» للفنانين أحمد حلمي ودنيا سمير غانم، الذي استضافت سينما «فوكس»، في مول الإمارات بدبي، عرضه الأول بالدولة، فوت هذه المكاسب، بغياب تام لأسرة العمل.

تفاؤل

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/09/5397102222.jpg

أبدى المدير العام لشركة «إيجل» فيلم للتوزيع، بلال ضياني، تفاؤله بتحقيق إيرادات جيدة في السوق المحلية. وأضاف: «هناك أسباب عدة تدفعنا لهذا التفاؤل، رغم المنافسة القوية للفيلم العربي عموماً، من قبل الفيلم الأجنبي، في مقدمتها الجرعة الكوميدية المكثفة التي يحملها الفيلم».

وتابع: «يمثل (لف ودوران) عودة قوية لأحمد حلمي، وثنائية رائعة تربطه بدنيا سمير غانم، لذلك فإن توقعات الإقبال الجماهيري الجيد على مشاهدته تظلل جمهور الفيلم العربي، في مختلف دول الخليج».

ولفت ضياني إلى المؤشرات الإيجابية، التي حملها عرض الفيلم في مصر، بالنسبة لإيرادات شباك التذاكر، رغم المنافسة الهائلة في فترة إجازات عيد الأضحى هناك.

وعلمت «الإمارات اليوم» أن بعض المشكلات المرتبطة باستخراج تأشيرة لدنيا سمير غانم، هي السبب الرئيس لغيابها، الذي ترتب عليه اعتذار حلمي، ومن ثم سائر أسرة العمل، إلا أن المدير العام لشركة «إيجل» فيلم للتوزيع بلال ضياني، أشار إلى ارتباط حلمي بمهمة سفر أخرى خارج مصر، كانت السبب الرئيس في هذا الغياب.

وعلى خلاف حالة الترويج والألق لأفلام سينمائية عدة، بعضها لحلمي نفسه، الذي كان أكثر حرصاً على حضورها، تأثرت تقاليد العروض الخاصة بغياب أسرة «لف ودوران»، في حين أن شركة التوزيع، حسب ضياني، ارتأت أنه من الأفضل عدم تأجيل طرح الفيلم في الإمارات، من أجل توفير مناسبة لحضور نجومه العرض.

ومع غياب أسرة العمل، حضرت الكوميديا حضوراً طاغياً، سواء كوميديا الموقف، أو نظيرتها اللفظية، على نحو يجعل من النادر أن يمر مشهد من المشاهد التي تستوعبها مدة عرض الفيلم، وهي 106 دقائق، دون أن تستمع إلى قهقهات الجمهور، كأننا بصدد عرض مسرحي وليس سينمائياً.

كعكة إضحاك الجمهور، وإن تمحورت بالطبع حول حلمي، ثم غانم، حفظت كاتبتها منة فوزي، ومخرجها خالد مرعي، نصيباً منها لسائر ممثلي أسرة العمل التي تضم إلى جانب حلمي وغانم، كلاً من جميلة عوض، وهي حفيدة الفنان المصري الراحل أحمد عوض، التي مثل دورها في مسلسل «تحت السيطرة» نقطة انطلاقة لها، وصابرين، وميمي جمال وإنعام سالوسة، وبيومي فؤاد، الذي أصبح بمثابة علامة حاضرة في معظم نتاجات السينما المصرية في السنوات الأخيرة، على نحو يستنسخ ما كان يقوم به حسن حسني في إحدى الفترات.

وخلافاً لآخر أفلامه «صنع في مصر»، يبدو «لف ودوران» مهيأ بشكل أكبر لقبول جماهيري أوسع، وهو ما أظهرته أرقام شباك تذاكر دور العرض التي استقبلته خلال إجازة عيد الأضحى في مصر، محققة وحدها إيرادات بلغت 25 مليون جنيه مصري، أي ما يعادل نصف القيمة السوقية لجملة إيرادات أهم ستة أفلام تنافست هناك في الحضور الجماهيري.

ويجني حلمي، بهذه العودة، إيجابيات الغياب المحسوب للنجم، عن عجلة الإنتاج السنوي، حيث مضى موسمان على طرح آخر أعماله، وفي الوقت الذي تميل فيه دفة النصوص في السينما المصرية منذ 2011، وما صاحبها من تغييرات وعثرات في الإنتاج، إلى أفلام تغرق في تفاصيل الطبقات الأكثر تهميشاً اقتصاديا واجتماعياً، وتلجأ بشكل مفرط للاستعانة بالأغاني الشعبية والاستلهام المشوه لصورة البطل الشعبي، يأتي الفيلم ليروي بحث قطاع كبير من الجمهور عن بطل ينتمي إلى الطبقة الوسطى، التي ظلت محط إلهام الكثيرين من صناع السينما المصرية، سواء من اعتمد منهم على نصوص مأخوذة من روايات حققت شهرة أدبية واسعة، أو غيرها.

المحتوى الدرامي للعمل يدور حول نور قباني، الذي يؤدي دوره أحمد حلمي، وهو شاب كان ينعم بحياة مستقرة ويعتمد في دخله على عمله مرشداً سياحياً، قبل أن يتأثر هذا المجال بضعف الإقبال على السياحة، ويجد نفسه بالصدفة أمام فرصة للسفر إلى مدينة شرم الشيخ، محل صديقه الذي فشل مشروع زواجه من قبل موقع زواج إلكتروني، قام بالتعاقد مع فندق ممول للفكرة، على استضافة العروسين، في حين تضطر صاحبة الموقع الإلكتروني وهي «ليلة» التي تؤدي دورها الفنانة دنيا سمير غانم، بعد علمها بأن مشروع الزواج قد فشل، إلى انتحال شخصية العروس، والسفر أيضاً إلى شرم الشيخ، من أجل عدم تحمل تبعات الشروط الجزائية مع الفندق. ومع ارتباط أسرة «نور» الشديد به، وهي المكونة من والدته التي تقوم بدورها ميمي جمال، وشقيقته (جميلة عوض) وخالته (صابرين)، بعد وفاة جده، اضطر حلمي إلى اصطحابهن معه في الرحلة، رغم أنه كان يهدف للانفراد بصحبة سائحة إيطالية، طلب منه أبوه الذي هاجر إلى إيطاليا، وانفصل عن والدته، الاهتمام بها.

سلسلة من المفارقات تنشأ بهاجس خشية أفراد عائلته أن يرتبط بالفتاة الإيطالية، ويكرر ما فعله أبوه بتركهم والسفر إلى إيطاليا، وبدء إعجاب «ليلة» بها، وإحساسه بأنهن جميعاً متحدات للتدخل في حياته وإبعاده عن السائحة الإيطالية «برنا»، قبل أن يقع في النهاية في حب «ليلة».

المختلف في هذا العمل، مقارنة بالعديد من أفلام نجوم الكوميديا، هو حالة تقاسم صناعة الضحكة بين جميع الممثلين، وليس حلمي فقط، فللجميع مواقفه الكوميدية التي تناسب شخصيته في العمل، في الوقت الذي يكرس «لف ودوران» ثنائية بطليه أحمد حلمي ودنيا سمير غانم، التي سبق أن نُسجت بعناية في «إكس لارج»، لتصل إلى آفاق فنية أكثر انسجاماً هنا في هذا الفيلم.

تويتر