جبل جليدي يستقطب السيّاح منذ 30 عاماً
غريندلفالد.. متعة التجوّل في الجبال السويسرية
تزخر سويسرا بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة، التي تأسر قلوب السياح من جميع أنحاء العالم؛ حيث ترتفع القمم الصخرية المهيبة إلى عنان السماء وتظهر الجبال المغطاة بالثلوج وهي تلامس الغيوم، وتكثر القمم الجبلية، التي تدعو السياح إلى متعة التجول في رحابها. ويضمن المرشد السياحي الخبير بالدروب الجبلية للسياح التمتع بجولة رائعة وسط المناظر الطبيعية البديعة.
|
كوخ بعد السير لمدة 40 دقيقة أخرى تصل المجموعة السياحية إلى كوخ «غليكشتاينهوته»؛ حيث يكون بانتظارهم أصحاب الكوخ ليقدموا لهم حساء اليخني مع اللحم المطبوخ والجبن والفاكهة اللذيذة. ومن خلف هذا الكوخ يرتفع جبل «فيترهورن» إلى عنان السماء، بينما يقف جبل «شريكورن» على الجانب المقابل، والذي يتيح للسياح إمكانية الاستمتاع بإطلالة بديعة على وادي غريندلفالد. |
ويعتبر «هانز شلوينغير» واحداً من أكثر متسلقي الجبال خبرة في غريندلفالد؛ حيث إنه يجوب منطقته منذ نعومة أظفاره بواسطة الزلاجات أو الدراجة أو حتى سيراً على الأقدام.
وأكد المرشد السياحي، الذي يبلغ من العمر 71 عاماً، أن الجولة الجبلية إلى كوخ «غليكشتاينهوته» فوق جبل «فيترهورن» في غريندلفالد تعتبر من أجمل جولات التجول في هذه البقعة الساحرة من سويسرا.
ويتجمع السيّاح في الصباح الباكر في محطة الحافلات بمدينة غريندلفالد، وبينما تتدفق المجموعات الكبيرة من السياح اليابانيين والهنود عبر السكك الحديدية المسننة في اتجاه مدينة «شايديغ» الصغيرة، يكون من السهل والمريح على السياح ركوب بضع محطات بالحافلة في الاتجاه المعاكس إلى مدينة «شايديغ» الكبيرة حتى بداية مسار التجول غليكشتاين، الذي يرتفع لمسافة 1558 متراً.
وبعد الصعود بشكل حاد على الحجر الجيري والغرانيت يتعين على السياح اجتياز بعض المواضع الصعبة والخطرة، التي يتم خلالها تأمينهم بواسطة الكابلات المصنوعة من الصلب، وعلى مسافة كبيرة في الأسفل يظهر الشريط الجليدي السابق. ويتذكر المرشد السياحي أحوال مدينة غريندلفالد، قائلاً: «خلال فترة الثمانينات من القرن المنصرم كانت طبقة الجليد في غريندلفالد تمتد لأسفل، حتى إنها كانت تلامس سطح الطريق». وكان السياح ينعمون بإطلالة رائعة على الجليد من شرفة البار أو المطعم مباشرة.
وتنتشر المروج الخضراء حول مسار التجول، وتظهر بها الأزهار بألوانها المختلفة، مثل الأصفر والأحمر والأزرق والأرجواني، بحيث يبدو المشهد الطبيعي هنا كأنه مهرجان من الألوان. وتنساب المياه بعد ذوبان الجليد وتنحدر أسفل المنحدرات الجبلية لإمداد المروج الخضراء بالمياه. وبعد السير لمسافة طويلة إلى أرضية مستوية تقريباً بدأ السياح في تسلق الجبال مرة أخرى، وفجأة يسمع السياح صوت رعد هادر في الوادي الضيق. وأخيراً ظهرت بداية الجبل الجليدي أمام السياح، الذي يجتذب السياح منذ 30 عاماً.
وتتساقط كتل الجليد من الجبل بمعدل كل نصف ساعة تقريباً، ويصدر عنها هدير مثير للإعجاب، وتتلألأ صخرة سوداء تحت أشعة الشمس وتقسم النهر الجليدي إلى قسمين، وبالتالي تزداد المساحة، التي تتعرض للأشعة الدافئة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news