اعتمد على نجومية أبطاله ومساندة سمير غانم

"نيللي وشريهان".. اختبار الكوميديا الشعبية

صُناع العمل قدموا دنيا سمير غانم إلى جانب شقيقتها إيمي كنوع من الاستثمار لنجاح ابنتي النجم. أرشيفية

رغم تنوع المواقف الكوميدية الخفيفة التي طبعت مسلسل "نيللي وشريهان"، إلا أن هذا العمل الكوميدي الجديد، وقع في فخ الاستسهال والاعتماد على نجومية الضيوف الذين استعرضهم المسلسل على مدى 30 حلقة متتالية لعل أبرزهم الفنانة دلال عبد العزيز، حسن الرداد، عزت أبو عوف، وغيرهم من النجوم الذين آثروا الظهور في حلقات منفردة لم تضف لهم الكثير على وجه العموم بقدر ما وضفت لصالح تسويق المسلسل.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/07/514365.jpg

في حدود الكوميديا

رغم تمتعها بمواهب متعددة في مجال التمثيل والغناء الدرامي والاستعراض، لم تتمكن الفنانة والكوميدية دنيا سمير غانم من الوصول إلى نجومية بنات جيلها لأسباب تبقى منحصرة في اختياراتها الفنية التي اقتصرت فيها أدوارها على الكوميديا الخفيفة التي نجحت من خلالها في الوصول إلى عقل وقلب الجمهور المصري دون الوصول إلى الجمهور العربي الذي لم ير الفنانة في أي أدوار مختلفة أو شخصيات درامية مركبة تسترعي الاهتمام، حالها حال شقيقتها "إيمي" التي حققت نجاحا لافتا في أدوار الكوميديا في “هبة رجل الغراب" زنقة ستات" على حساب بعض المشاركات الدرامية الأخرى في"حق ميت" "حكايات بنعيشها" وغيرها من الأعمال .

بالمقابل، عمد صناع العمل إلى تقديم دنيا سمير غانم إلى جانب شقيقتها إيمي، كنوع من الاستثمار لنجاح ابنتي النجم الذي ظهر في بداية العمل كراو "للحدوتة"، قبل أن يتعرف الجمهور على قصة اللغز الذي يقود لاحقا رحلة البحث عن "الكنز المخبأ" على امتداد حلقات المسلسل، وصولاً إلى النهاية التي بدت مفتوحة على خيارات جديدة قابلة للإطالة والاستثمار في أجزاء جديدة بعد سبر أغوار التوقعات الجماهيرية المرتقبة للعمل.

براعة لافتة

منذ الإعلان عن إطلاق المسلسل، كان الاستغلال المحنك لوسائل الإعلام الرقمي واضحاً في الترويج للمسلسل الجديد الذي أطلق عليه في البداية عنوان "لغز ميكي" ليستقر في نهاية المطاف على "نيللي وشريهان" كاستثمار لنجومية أشهر فنانتين استعراضيتين في العالم العربي، استثمار بدا في الحلقات الأولى أقرب إلى المغامرة الدرامية التي اعتمدت بالدرجة الأولى على التناقض الواضح بين شخصيتي العمل الرئيسيتين إلى جانب جملة المفارقات الناتجة عن هذه التناقضات سواء من ناحية الشكل أو المضمون أو حتى البيئة الدرامية التي غذت هذه التناقضات وعكست هذا التوجه.

وبالإشارة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، فمن الملاحظ أن صناع العمل قد نجحوا في لفت الانتباه إلى هذا المولود الكوميدي الجديد وخاصة الصحافة الفنية في مصر بداية من المؤتمر الصحفي الذي عرض الحلقة الأولى من العمل، أو اللفتة الدعائية التي تقام لأول مرة في العالم العربي أسوة بالمؤتمرات الصحفية الخاصة بالأعمال الدرامية التركية، كما استفاد الجميع من متابعي مسلسل النجمة دنيا سمير غانم السابق "لهفة" على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما مخرج "نيللي وشريهان" هذا العام، وذلك بعد توظيفه لأغلب الأسماء الفنية المشاركة في المسلسل السابق هذا العام في "نيللي وشريهان".

انتقادات

لم يسلم المسلسل الكوميدي الخفيف من انتقادات طالت طبيعة النص الذي اشترك في كتابته كل من مصطفى صقر وكريم يوسف وتولى إخراجه أحمد الجندي، حيث سجلت بعض التحفظات على بساطة المعالجة الدرامية وسذاجتها، في الوقت الذي تم التعويل بالمقابل وبشكل مفرط أحيانا على حلاوة اللهجة الشبابية ومفردات الشارع المصري المستحدثة، أما الشق الثاني من الانتقادات فقد طال طرق تقطيع المسلسل التي بدت غير منطقية خاصة في نهاية حلقات المسلسل التي ابتعدت في الكثير من الأحيان عن التشويق في غياب أي مبررات أو أحداث درامية فارقة يمكن أن تكون حجر الأساس لبناء كوميدي يجمع بين الخفة والسلاسة والمنطق.

أما من ناحية الأداء، فلم تبتعد دنيا سمير غانم عن دورها السابق في مسلسل "لهفة" وإن نجحت في تقديم شخصية الفتاة المدللة التي تتحول في النهاية إلى فتاة متوازنة نفسيا واجتماعيا، فيما نجحت شقيقتها إيمي في الإمساك بشخصية الفتاة ابنة المنطقة الشعبية والبيت المتواضع التي يجمعها بخالتها ومن بعد ذلك بابنة عمها "نيللي" بعد دخول والدها السجن والحجز على ممتلكاته وأمواله.

وعلى صعيد الأدوار الشبابية، لم يخرج الممثل محمد سلام ("هاني الدبدوب" خطيب شريهان) من عباءة الشخصية الكوميدية "لمرتضى" أو "مرتديلا" الذي يسعى طوال الوقت إلى مساعدة "لهفة" والبحث عن وظيفة مناسبة لها، ليتطور دوره في هذا المسلسل إلى مساعدة "نيللي وشريهان" في مهمة البحث عن الكنز إلى جانب الممثل مصطفى خاطر في دور "سيف" صديق نيللي، ومشاركة متميزة لبيومي فؤاد والد "نيللي" والممثلة سلوى خطاب التي قدمت أحد أجمل أداروها الكوميدية من خلال شخصية "صباح" خالة شريهان.

ومع انتهاء عرض المسلسل، يبقى سؤال الإضافة النوعية التي قدمها هذا المسلسل لكل من بطلتيه دنيا وإيمي سمير غانم مطروحا على مستقبل الفنانتين في الدراما التلفزيونية، حيث بدا جليا وأكثر من أي وقت عدم قدرتهما على الخروج من عباءة الكوميديا التي قدمها والدهما الفنان سمير غانم طوال مشوراه الفني، كوميديا اتسمت بتراجع واضح أفصحت عنه قلة مشاركات الفنان ومتابعات الجمهور له في الفترة الأخيرة، الأمر الذي اضطر النجم الكوميدي إلى الانسحاب من الساحة الفنية المصرية لعدة سنوات عاد بعدها مرافقا لابنتيه في أعمال لا ترتقي إلى نجومية الفنان الساطعة التي امتدت لسنوات طويلة.

تويتر