جولة خيالية تستقطب الأطفال

جمهور «عالم مدهش» يستكشف «المغامرات الكونية»

صورة

تمتلك عروض الأساطير جاذبية، خصوصاً لدى الأطفال، فهي تنقلهم إلى عالم الخيال الذي يعيشون فيه، بعيداً عن الواقع والصورة النمطية التقليدية للكائنات الطبيعية، وتنشر السعادة في محيطهم لتأخذهم إلى عوالم يفهمون محتواها أكثر من الكبار. هذه الأساطير تجلّت في عرض شيق حمل اسم «مغامرات مدهش الكونية»، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري على المسرح الرئيس في «عالم مدهش»، وسط حضور كثيف من الأطفال وذويهم، الذين عاشوا نصف ساعة من الانبهار في المشاهد الفنية والحركية المبدعة.

دروس وعبر

عرض «مغامرات مدهش الكونية» أعطى كثيراً من الدروس والعبر للأطفال الحاضرين، وقدم لهم صورة خيالية لعالم مليء بالصراع على الحياة والبقاء، وهو ما لم يتوقعه الصغار الحالمين دوماً بالفضاء والسماء الشاسعة، وكانت دروس الحب والوئام، وتقبل الآخر، أكبر فائدة تلقاها الأطفال من مسرح «مدهش».

في المقابل، تمكن العرض من طرح أسئلة عدة على الأطفال تخص كونهم البريء، مثل كيفية تلقيهم الصراع على الحياة، خصوصاً أنهم يعتبرون الحياة بمثابة لعب ومرح وسعادة دائمة، ولكنها اليوم أمامهم تعدّ صراعاً في الفضاء بين مكونات عديدة، ولا يتوقف هذا الصراع حتى يحتكم لرموز براءة الكون في الشخصية الفطرية للمخلوق.

يأخذ العرض الساحر الأطفال في جولة إلى الفضاء الشاسع، وينقلهم إلى عالم المجرات، والكواكب، والأجرام السماوية التي يحلم الأطفال فيها عادة في منامهم، ويشاهدونها في البرامج التلفزيونية المتعددة، ويشاركون في ألعابها الرقمية الخيالية.

الجولة داخل «كون مدهش» حملت كثيراً من المغامرات الشيقة، حيث يلتقي الجمهور العريض من الأطفال بالكائنات الفضائية الجميلة الأليفة، وبأخرى شرسة ترفض الآخر، وتسعى للتحكم بالفضاء، وإبقائه لنفسها بعيداً عن تدخلات أي كائنات مختلفة.

ويضع العرض المثير للاهتمام الأطفال أمام تجربة الحُكم على ما يشاهدونه من كون ساشع، وكائنات ليست من بني البشر، ليجيبوا عن سؤال: «هل تصلح الحياة مع غير الإنسان؟ وهل يمكن أن ينسجم كائن بشري مع كائن فضائي غريب؟». العرض يحاول من خلال شخوص عدة، ومشاهد تسافر عبر الأقمار والأسحار، والأجرام والكواكب الإجابة عن هذا السؤال، لكن بطريقة مختلفة عن الطريقة الدرامية التقليدية، حيث تظهر الإجابة من حوار العيون مع المشاهدين الصغار الذين يملكون الذكاء لمعرفة ماهية العرض المقدم أمامهم.

حركات سريعة

عمد العرض إلى تقديم اللوحات الدرامية والمشاهد الفنية الراقصة في قالب سريع يحاكي النص الشيق للتفاعل مع السماء ومكوناتها، التي لا تقف أبداً أمام أي عائق، وهو إشارة إلى أن الحياة نشاط وحيوية، وأن الكون لا يهدأ أبداً.

ومع هذه الحركات الراقصة، أظهر العرض بطولات خرافية للمؤدين، وقاد الأطفال إلى الاندماج مع المكونات الحركية بصورة مبهرة، وتمكن من إيصال الرسالة إلى الجمهور، من خلال الصورة البصرية المتنقلة بين المشاهد المزدحمة بسرعة تعكس ما يشبه سرعة الضوء في الفضاء.

تويتر