فنّانون يعملون دون ضجيج النجومية

وأنت تنتقل من مسلسل درامي الى آخر، وتنقل عينيك على تتر المقدمة الذي يختصر الأسماء الرئيسة بثلاثة ممثلين على أكثر تقدير كأبطال رئيسين، لابد من أن تعطي نفسك فرصة للبحث عن الأداء المميز لدى ممثلين ليس من الضرورة أن تكون أسماؤهم في المقدمة، ولا يقتصر أداؤهم على أدوارهم المنوطة بهم، بل بالقيمة الفنية للدور، وهذا التفصيل كان واضحاً كثيراً هذا العام، مع وجوه دائمة وأخرى جديدة، لكنها تعمل جاهدة لترك أثرها في نفس المتلقي لكي لا تبقى في الظل.

في المسلسل الكويتي «ساق البامبو»، للمخرج محمد القفاص، وبطولة سعاد العبدالله، تظهر شخصية غسان التي يؤديها الممثل فيصل العميري، الذي استطاع من خلال دوره أن يلفت الانتباه إليه منذ المشهد الأول، ويترك بصمته على العمل الذي مر وسيمر بظروف كثيرة تضع الشخص أمام مرآة الإنسانية.

وفي المسلسل الإماراتي الكرتوني «شعبية الكرتون»، لحيدر محمد، ظهر صوت الزميلة ندى الزرعوني في شخصية أمون، التي لفتت الانتباه إليها، وهذه المشاركة الأولى للزميلة الزرعوني في خوض تجربة فن الدوبلاج.

الممثلة هند البلوشي في المسلسل الكويتي «جود» وتقدم شخصية دنيا، وعلى الرغم من أن معظم الأدوار التي تناط بها لها علاقة بالشر والمؤامرات، إلا أنها في هذه الشخصية التي لم تخرج عن هذا القالب أثبتت تطوراً في مسيرتها الفنية.

ومن الأدوار اللافتة في عمل لافت إلى اللحظة دور الممثلة سلوى عثمان في مسلسل أفراح القبة للمخرج محمد ياسين، والتي تؤدي دور شخصية الخياطة في المسرح (أم هاني)، التي تحب طارق رمضان الذي يؤدي دوره إياد نصار، واستطاع دورها تجسيد معنى الحب من طرف واحد، وكل المشاعر المتشابكة، سواء من خلال ردات فعل وجهها، أو من خلال جمل تتوه في لحظة نظرها الى حبيبها. وفي العمل نفسه الكثير من الوجوه الحاضرة بقوة إلى جانب أبطال المسلسل الرئيسين.

في المقابل، يظهر الممثل أحمد حاتم في مسلسل فوق مستوى الشبهات، للمخرج هاني خليفة، بطولة يسرا وسيد رجب، ليعلن عن نفسه كفنان قادر على أن يقف أمام الأسماء المعروفة من قبله، بشخصية قد تثير الكثير من التكهنات، استطاع من خلالها أن يلفت النظر إليه.

في مسلسل جراند أوتيل، للمخرج محمد شاكر خضير، الذي يعج بالممثلين، وفي دنيا كواليس الفنادق، تظهر شخصية أمين التي يؤديها الممثل محمد ممدوح، الذي يثبت في كل دور يقدمه للدراما قدرته على التنوع في تقديم الجديد، دون التأثر بنمطية بناء الشخصية التي قد يقع فيها العديد من الممثلين، فدوره في «نيران صديقة» يختلف عن دوره في «باب الخلق»، وهذا طبيعي، لكنه في كل دور يترك بصمته الخاصة التي تؤكد دوماً على وجود ممثل من السهل يوماً ما أن يحمل بطولة بأكملها.

ولابد لمن الإشارة إلى الدور الذي أداه الممثل مظهر أبوالنجا، في مسلسل «راس الغول»، للمخرج أحمد سمير فرج، وبطولة محمود عبدالعزيز، ومع أن ظهوره يقتصر على مشاهد معدودة، ومساحتها ضئيلة، إلا أنه استطاع أن يعطي ميزة لكل حوار ومشهد ظهر فيه، خصوصاً مع المشاهد في أولى الحلقات التي جمعته مع محمود عبدالعزيز.

وتظهر حنان مطاوع في مسلسل «ونوس»، للمخرج شادي الفخراني، بشخصية مغايرة تماماً لكل الأدوار السابقة لها، في شخصية نيرمين، شخصيتها معقدة ومركبة، ابتساماتها ضئيلة، وطموحها كبير، استطاعت من خلال تقديم نفسها عبر قالب لا يشبه أدوارها الفائتة التأكيد على الفرص التي تمنح لممثلين كثيرين يحتاجون فقط إلى دور في سيناريو، وإدارة مخرج يستطيع إخراج قوى فنية كامنة في دواخلهم.