«عيد الأم» يزور الأسرى الفلسطينين داخل سجون الاحتلال

صورة

الخامسة فجراً بتوقيت فلسطين، هي الساعة الحاسمة بالنسبة لوالدة الأسير حسام انشاصي، حيث موعد انطلاق الحافلة التي ستقلها لزيارة ابنها داخل سجن السبع في الأراضي المحتلة، لتحتفل معه بعيد الأم حسب الطريقة التي فرضتها ظروف الاحتلال.

 

فعلى مدار 20 عاماً متتالية لم يأتِ (حسام) لزيارة والدته في يوم 21 مارس، كما هو معتاد في كل أرجاء العالم، لتطير له هي في أول لقاء منذ 10 أعوام، حاملة بداخلها أشواق عمر بأكمله.

(أم حسام) غادرت غزة وسط فرحة أنستها سنوات الحرمان، فتوقيت الزيارة الذي يوافق يوم الأم هو بحد ذاته عيد مشهود لها، حيث استعدت للاحتفال بالمناسبتين، محضرة هي الهدايا لابنها بدلاً من يأتي بها هو.

«الإمارات اليوم» رصدت الاستعداد للقاء التاريخي، حيث رافقت (أم حسام) إلى جانب 35 أمّ أسير، منذ انطلاقهن من مقر الصليب الأحمر الدولي بمدينة غزة، وصولاً إلى معبر بيت حانون، الذي يقع تحت قبضة الاحتلال، ليتوجهن بعد ذلك لاحتضان فلذات أكبادهن، والاحتفال بعيد الأم خلف قضبان القهر.

وما إن وصلت الحافلة معبر بيت حانون حتى خفقت قلوب الأمهات شوقاً، فلامح الفرحة التي ارتسمت على وجه والدة الأسير محمد جابر أخبرت عن الشعور الذي سيطر عليها منذ أن سمح لها بزيارة ولدها.

وكانت (أم محمد) أول من حضر من أمهات الأسرى إلى مقر الصليب الأحمر، حيث حضرت منذ ساعات الفجر الأولى، منتظرة قدوم الحافلة التي ستقلها إلى السجن الذي يقبع بداخله (محمد).

وتقول (أم محمد) مبتسمة «إن الشعور الذي أعيشه هو الأجمل في حياتي، لقد أنساني ويلات 14 عاماً من الانتظار، فاليوم سأعانقه بعد حرمان دام خمس سنوات».

وتضيف «بذلت كل الجهود منذ عام مضى لأتمكن من زيارة ابني في عيد الأم، حيث توجهت إلى الصليب الأحمر طالبةً السماح لي بذلك، والحمد لله ربنا حقق لي أمنيتي التي انتظرتها طويلاً».

واعتقلت سلطات الاحتلال (محمد) عندما كان في الـ20 من عمره، فيما حكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً. أما الحاجة السبعينية، فاطمة أبوصهيب، والدة الأسير (حمزة) فلم تمنعها حالتها الصحية المتدهورة من تجاوز الحدود والقيود، لتسابق الزمن في رحلة العمر التي ستجمعها للمرة الأولى بابنها منذ أن اعتقله الاحتلال قبل خمسة أعوام.

وبلقاء الحاجة (فاطمة) بابنها تكون قد حظيت بهديتها الأثمن في حياتها، متغلبة على القيود التي يفرضها الاحتلال على أجواء زيارة أهالي الأسرى.

 

 

 

تويتر